محطة بيل غيتس النووية.. تعرّف على تفاصيلها وموعد بنائها
دينا قدري
كشف مسؤولون عن إقامة محطة الطاقة النووية التجريبية التي يدعمها الملياردير بيل غيتس، في مدينة كيمرير الصغيرة بولاية وايومنغ، أكبر الولايات الأميركية إنتاجًا للفحم.
وستحل محطة ناتريوم الجديدة للطاقة النووية محل محطة تعمل بالفحم تديرها شركة روكي ماونتن باور، ومن المقرر إغلاقها في عام 2025.
وتتولّى شركة تيراباور -التي أسسها غيتس منذ نحو 15 عامًا- المشروع الذي سيحتوي على مفاعل سريع مبرد بالصوديوم وتخزين الطاقة الحرارية باستخدام الملح المصهور.
ومن المقرر أن تبدأ عمليات بناء محطة ناتريوم (الاسم اللاتيني للصوديوم) عام 2024، حسبما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية.
كهرباء موثوقة
كيمرير -واحدة من المدن الـ4 المتنافسة لاستضافة المشروع- هي موطن لـ2600 شخص، وتقع على بُعد نحو 130 ميلًا شمال شرقي مدينة سولت ليك.
وإذا كانت موثوقة مثل الطاقة النووية التقليدية، فإن المحطة التي تبلغ قدرتها 345 ميغاواط ستنتج كهرباء صديقة للمناخ كافية لخدمة نحو 250 ألف منزل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة تيراباور، كريس ليفيسك: "ستساعد تقنيتنا المبتكرة في ضمان استمرار إنتاج الكهرباء الموثوقة، في حين ننقل نظام الطاقة لدينا أيضًا، وإنشاء وظائف جديدة ذات رواتب جيدة في وايومنغ".
والكهرباء الموثوقة هي التي تنتج من الطاقة النووية والفحم والغاز، فتكون دائمةً ومستقرةً، بعكس المنتَجة من الطاقة الشمسية والرياح، التي تتعرّض لانقطاعات متكررة مع تبدّل الليل والنهار وتقلبات الطقس، في ظل غياب تقنية متقدمة ورخيصة لتخزين الكهرباء.
وسيوظّف المشروع ما يصل إلى 2000 شخص في أثناء البناء، و250 شخصًا بمجرد تشغيله في ولاية كانت صناعة الفحم فيها تتخلص من الوظائف.
أكثر أمانًا وأقل تكلفة
شدد مؤيدو المشروع على أنه سيكون أفضل أداءً، وأكثر أمانًا، وأقل تكلفة من الطاقة النووية التقليدية.
وقال ليفيسك: "ناتريوم ستكون ذلك التحسين الذي يجري إحرازه بشأن السلامة.. الأهم من ذلك أنها لن تعتمد على مصادر خارجية للكهرباء والمضخات والمعدات الإضافية لمساعدة المحطة على التعافي في حالة الطوارئ".
تأتي تصريحات ليفيسك في إشارة إلى كارثة فوكوشيما النووية في عام 2011 الناجمة عن تسونامي الذي تسبّب في تعطيل مولدات الطوارئ.
إذ تسمح خصائص الصوديوم العالية لنقل الحرارة، لمحطة ناتريوم بتبريد الهواء، ما سيسمح بإغلاق المحطة بسرعة في حالة الطوارئ، وسيؤدي عدم وجود مولدات ومضخات للطوارئ إلى توفير التكاليف، حسبما أكد ليفيسك.
عواقب الصوديوم السائل
شكّك آخرون في فوائد الصوديوم مقارنةً بالمياه للتبريد، كما هو الحال في المحطات النووية التقليدية.
إذ قال مدير سلامة الطاقة النووية في اتحاد العلماء المهتمين، إدوين لايمان، إن "استخدام الصوديوم السائل له العديد من المشكلات.. إنه مادة متقلبة للغاية يمكن أن تشتعل فيها النيران إذا تعرّضت للهواء أو المياه".
وأوضح لايمان أن دولًا -من بينها الولايات المتحدة- جربت مفاعلات سريعة مبردة بالصوديوم لعقود من الزمن، لكن روسيا هي الوحيدة التي أدخلت مثل هذا المفاعل على نطاق واسع لإنتاج الكهرباء.
تغيير قواعد اللعبة
أعلن بيل غيتس -في يونيو/حزيران الماضي- خططًا لمشروع وايومنغ، مع مسؤولين من شركة روكي ماونتن باور، وإدارة الرئيس جو بايدن، وولاية وايومنغ التي تنتج نحو 40% من فحم البلاد.
وقال غيتس، في حفل إطلاق المشروع في مدينة شايان (عاصمة وايومنغ): "نعتقد أن ناتريوم ستغيّر قواعد اللعبة في صناعة الطاقة".
من جانبه، صرّح حاكم ولاية وايومنغ، مارك غوردون، بأن "هذا هو المسار الأسرع والأكثر وضوحًا، لكي تصبح الولاية محايدة كربونيًا".
وقال -خلال الحفل-: "من الواضح أن الطاقة النووية جزء من إستراتيجيتي الشاملة للطاقة".
موضوعات متعلقة..
- المفاعلات النووية الصغيرة تنافس مصادر الطاقة المتجددة في توفير الكهرباء
- الطاقة النووية.. التراجع عن إغلاق محطتين في إلينوي الأميركية
- إيلون ماسك وبيزوس وبيل غيتس.. كيف يواجه مليارديرات التكنولوجيا أزمة التغيّر المناخي؟
اقرأ أيضًا..
- نورد ستريم 2.. قرار ألماني يعرقل وصول الغاز الروسي إلى أوروبا
- توقعات بزيادة منشآت تخزين الطاقة 20 مرة بحلول 2030 (تقرير)
- متفوقة على فورد.. قيمة لوسيد السوقية تقفز إلى 90 مليار دولار