أضافت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية النيكل والزنك إلى قائمة المعادن النادرة المهمة المقترحة، بينما أسقطت 4 معادن أخرى، من بينها الهيليوم والبوتاس، في ظل الصراع مع الصين للهيمنة على المعادن الإستراتيجية.
وجرى تعريف قائمة المعادن المهمة على أنها ضرورية للأمن الاقتصادي أو القومي، مع وجود سلسلة إمداد معرّضة للاضطراب، حسبما أفادت منصة "ماينينغ ويكلي".
تتألف مسودة قائمة المعادن المهمة لعام 2021 من 50 سلعة، ارتفاعًا من 35 سلعة في قائمة 2018 النهائية، بسبب تقسيم العناصر الأرضية النادرة إلى إدخالات فردية، بدلًا من تضمينها في مجموعات معدنية.
تقييم سلسلة التوريد
أصدرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية مسودة قائمة المعادن المنقّحة، وتسمح بالتعليق العامّ حتى 9 ديسمبر/كانون الأول.
وتستخدم المسودة منهجية جديدة، تستند إلى تقييم كمي وشبه كمي لما إذا كانت سلسلة التوريد بها نقطة فشل واحدة، وتقييم نوعي عندما لا تكون التقييمات الأخرى ممكنة.
قالت مساعدة وزير الداخلية للمياه والعلوم، تانيا تروجيلو: "توّفر قائمة المعادن النادرة (المهمة) التي تصدرها هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، معلومات حيوية للصناعة وصانعي السياسات والاقتصاديين والعلماء حول أهم المعادن عندما يتعلق الأمر بسلاسل التوريد الأميركية".
إدراج النيكل والزنك
أوضحت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن النيكل -المستخدم في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ والسبائك الفائقة والبطاريات القابلة لإعادة الشحن- قد أُدرِج في معيار نقطة واحدة للفشل.
ويرجع ذلك إلى تشغيل مصفاة واحدة في الولايات المتحدة تنتج كبريتات النيكل البلورية.
وحددت مراجعة إدارة بايدن -التي استمرت 100 يوم- لسلاسل التوريد الاستثمار في طاقة تكرير النيكل، بالتنسيق مع حلفاء مثل أستراليا والصين، بوصفها أولوية.
ووفقًا للمراجعة، قد يكون هناك نقص كبير في النيكل عالي النقاء من الفئة 1 -الذي يحتاجه مصنّعو مواد البطاريات- على مدار الـ3-7 سنوات المقبلة.
كما أُدرِج الزنك -الذي يُستخدم أساسًا في علم المعادن لإنتاج الفولاذ المجلفن- في مسودة القائمة، بسبب التركيز المتزايد للإنتاج العالمي للمناجم والتحسين المستمر لمعايير التقييم الكمي.
4 معادن لا تفي بالمعايير
قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، إن القائمة المنقحة لا تشمل البوتاس والرينيوم والسترونشيوم، لأنها لا تفي بالحدّ الكمي، ولا تحتوي على نقطة فشل واحدة في سلسلة التوريد.
ولا يفي الهيليوم أيضًا بأيّ من المعايير، وتشير هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إلى أن الولايات المتحدة هي المنتج الأول في العالم، ومصدّر صافٍ للهيليوم.
كما لم يجرِ تقييم اليورانيوم بسبب قانون الطاقة لعام 2020، الذي يستبعد "الوقود المعدني" من تعريف "المعادن المهمة".
البحث عن مصادر.. ونقص المعالجة
اختارت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية الاحتفاظ بالعديد من المعادن، بما في ذلك السيزيوم والروبيديوم والسكانديوم، والعديد من العناصر الأرضية النادرة، في القائمة المقترحة للمعادن المهمة، على الرغم من عدم وجود بيانات كافية للتقييم الكمي لهذه السلع.
وتلاحظ الهيئة أن الوكالات الفيدرالية تحقق في المصادر المحتملة المبتكرة والمستدامة بيئيًا للمعادن المهمة، مثل الحصول على العناصر الأرضية النادرة من الفحم، ونفايات تعدين الصخور الصلبة، واستنزاف المناجم الحمضية، وبرامج إعادة التدوير وإعادة المعالجة المختلفة.
في حين إن العديد من المعادن النادرة أو المهمة التي تعتمد عليها الولايات المتحدة على الواردات متوفرة محليًا بشكل ما، إلا أنها عادة لا يجري تعدينها لأسباب اقتصادية.
كما تفتقر الولايات المتحدة إلى الكثير من قدرة المعالجة المطلوبة لتكرير العديد من المعادن المهمة.
الصراع الصيني الأميركي
يأتي ذلك في ظل الصراع الصيني الأميركي للهيمنة على المعادن النادرة، التي أصبحت "نفط" القرن الـ21، لما لها من دور محوري ومصيري لبعض الدول.
إذ أوضح خبير الموارد المعدنية الموريتاني، أحمد الطالب محمد، أن امتلاك الصين احتياطيات هائلة من المعادن الإستراتيجية، إضافة إلى امتلاكها الوسائل التقنية لإنتاجها وفصلها، جعل من هذا الأمر سلاحًا تكتيكيًا للقوى العظمى.
وأشار أحمد الطالب -في مقال بعنوان "المعادن الإستراتيجية وصراع أميركا والصين"- إلى إقرار قانون الأمن المعدني الأميركي في عام 2015، بهدف تحديد المعادن الإستراتيجية المهمة وتنويع سلسلة التوريد.
كما أكد زيادة ضغط الصين على الولايات المتحدة -غريمتها الاقتصادية- وتوجيهها للمعادن نحو الطلب المحلي، مع تحرّك بكين لزيادة حجم خطوط إنتاج السيارات الكهربائية وفرض ضوابط أكثر صرامة على الصادرات.
موضوعات متعلقة..
- النفط والمعادن النادرة في أفغانستان.. هل تصبح مثل السعودية؟ (إنفوغرافيك)
- السيارات الكهربائية.. زيادة الطلب على النيكل والمعادن المهمة تشعل حربًا بين شركات التعدين
- مقال - هل تكون المعادن النادرة سببًا في حروب هذا القرن؟
اقرأ أيضًا..
- توقعات بتعافي كفاءة استخدام الطاقة لمستويات ما قبل كورونا (تقرير)
- قطر للطاقة تطلق معيارًا لحساب انبعاثات الغاز الطبيعي المسال
- متفوقة على فورد.. قيمة لوسيد السوقية تقفز إلى 90 مليار دولار