أوروبا.. الطاقة الشمسية ملجأ المستهلكين من غلاء أسعار الكهرباء
نوار صبح
- أدى اضطراب سلسلة التوريد والانتعاش الاقتصادي العالمي إلى ارتفاع أسعار الغاز
- الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة تطالب بتنفيذ إجراءات سياسية لدعم الوصول إلى الطاقة المتجددة
- الطاقة الشمسية توفر ما معدله 60% من فاتورة الكهرباء الشهرية خلال هذه الأزمة
- دول الاتحاد الأوروبي مدعوّة للاستفادة من الإمكانات الهائلة للطاقة الشمسية
برز خيار توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في طليعة الخيارات المطروحة لمواجهة أزمة أسعار الكهرباء الأخيرة التي تسعى القارة الأوروبية لتجاوزها، وأصبح مستهلكو الطاقة الأوروبيون (المنازل والقطاعات الصناعية)، يبحثون عن بدائل الطاقة المتاحة للحدّ من تكاليف الكهرباء.
وقد أدى اضطراب سلسلة التوريد والانتعاش الاقتصادي العالمي إلى ارتفاع أسعار الغاز، ما دفع القطاعات الصناعية كثيفة استهلاك الطاقة إلى دعوة القادة الأوروبيين، قبل القمة الأوروبية في أكتوبر/تشرين الأول، إلى تنفيذ إجراءات سياسية لدعم وصول الصناعة إلى الطاقة المتجددة.
وسعت 8 جمعيات صناعية كثيفة استخدام للطاقة، تمثّل قطاعات الورق والألمنيوم والكيماويات وغيرها، وكذلك هيئتا سولار باور يوروب و"ويند يوروب"، ومقرّهما في العاصمة البلجيكية بروكسل، إلى حثّ واضعي السياسات على دعم الطاقة المتجددة الموثوقة والفعّالة من حيث التكلفة.
وأشارت الرئيسة التنفيذية لهيئة سولار باور يوروب وولبرغا هميسبرغر إلى أن بحثًا أجرته الهيئة مؤخرًا توصّل إلى أن الطاقة الشمسية، على مستوى الأسرة، تحمي المنازل من صدمات أسعار الطاقة.
وأوضح البحث أن الأسر التي تستخدم ألواح الطاقة الشمسية في مختلف البلدان الأوربية (بولندا وإسبانيا وألمانيا وبلجيكا)، توفر ما معدّله 60% من فاتورة الكهرباء الشهرية خلال هذه الأزمة.
وأشار نائب رئيس المفوضية الأوروبية، فالديس دومبروفسكيس، إلى أن حالة الطوارئ التي تشهدها تكاليف الطاقة في هذه الآونة تعزز خطة الابتعاد عن الوقود الأحفوري.
وأكد نائب رئيس المفوضية الأوربية، رئيس سياسات المناخ، فرانس تيمرمانس، أنه كان بوسع دول الاتحاد الأوروبي تفادي حالة الطوارئ هذه في حال تنفيذ الصفقة الأوربية الخضراء قبل 5 سنوات، وذلك بفضل الحدّ من الاعتماد على الوقود الأحفوري والغاز الطبيعي.
معالجة ارتفاع الأسعار
توقعت هيئة سولار باور يوروب ارتفاع أسعار الطاقة مستقبلًا، ما دامت البلدان الأوروبية لا تزال تعتمد على الوقود الأحفوري. وقد دعت 6 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك إسبانيا، في العام الماضي، إلى الالتزام بأنظمة الكهرباء المتجددة بنسبة 100%.
ودعت الهيئة الحكومات الأوروبية إلى طرح عطاءات مخصصة وتحديد الأسعار المناسبة لمشروعات الطاقة الشمسية والتخزين، وتنفيذ سياسات ابتكار طموحة لنشر التقنيات المطلوبة في شبكات الكهرباء.
وتعهدت الهيئة وشركاؤها بالتعاون مع صانعي السياسات لضمان أن تعكس أيّ تحركات تشريعية دور الطاقة الشمسية في وقاية المنازل والشركات من تداعيات ارتفاع الأسعار وحماية الكوكب من انبعاثات الكربون.
يأتي ذلك قبل اجتماع القادة الأوربيين مجدّدًا في ديسمبر/كانون الأول، لمناقشة قضية أسعار الطاقة، إذ من المقرر أن تنشر المفوضية أحدث إضافاتها إلى حزمة "لائق بنسبة 55%" في الأسبوع نفسه.
التحوّل الأخضر
أكدت المفوضية الأوروبية أهمية تسريع التحول الأخضر من خلال توجيه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لمعالجة الأزمة، ولتسريع منح التراخيص لمشروعات الطاقة المتجددة، ومن خلال توصيات المفوضية بدعم اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة.
وتُعدّ اتفاقيات شراء الكهرباء لدى الشركات مفتاحًا لتقليل انبعاثات الكربون الصناعية بفضل تزويد الشركات بالكهرباء مستقرة التكاليف وطويلة الأجل، وحمايتها من تقلّبات الأسعار التي نراها اليوم.
وفي إطار اتفاقيات شراء الكهرباء في أوروبا، ستزوّد محطة فرانسيسكو بيزارو الجديدة للطاقة الشمسية التابعة لشركة إيبردولا الإسبانية في مقاطعة إكستريمادورا الإسبانية، 9 من مرافق شركة باير الدوائية الألمانية الكائنة في إسبانيا بالكهرباء لمدة 10 سنوات، بدءًا من عام 2022.
كما تبرز أهمية الاعتماد على إمكانات الطاقة الشمسية من خلال أحدث موافقات المفوضية لمصادر الطاقة المتجددة، إذ نشرت المفوضية مؤخرًا خطة عملها لعام 2022، على احتساب أن استخدام الطاقة الشمسية يمثّل تكنولوجيا الطاقة الوحيدة المذكورة اسميًا.
لهذا تجد دول الاتحاد الأوروبي نفسها مدعوّة لاستغلال هذه الفرصة لاعتماد الحلول الواضحة المتاحة لمواجهة التحديات المتبقية والاستفادة من الإمكانات الهائلة للطاقة الشمسية.
وترى مؤسسة سولار باور يوروب ضرورة أن تصبح الطاقة الشمسية على الأسطح هي معيار التحول الأخضر في المواقع التجارية والصناعية القائمة أو المباني المجددة حديثًا، وتدعو إلى معالجة عمليات استصدار التصاريح الطويلة والمرهقة التي تبطئ تركيب الألواح الشمسية.
اقرأ أيضًا..
-
قمة المناخ كوب 26.. هل تصبح فرصة ذهبية لتحول الطاقة في البرازيل؟
-
المغرب ضمن القائمة.. أكبر 10 دول منتجة لمعدن الكوبالت "الذهب الأزرق" (إنفوغرافيك)
-
أديبك 2021 ينطلق غدًا.. ووزير الطاقة السعودي يشارك بالجلسة الافتتاحية