التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

ولاية إنديانا تحتضن أضخم محطة شمسية في أميركا.. تعرّف عليها

تحتوي على 2.85 مليون لوح شمسي

هبة مصطفى

تستعد ولاية إنديانا الأميركية لإنشاء أكبر محطة طاقة شمسية في الولايات المتحدة تحمل اسم "ماموث سولار"، في إشارة إلى ضخامة المشروع، باستثمارات تقارب 1.5 مليار دولار أميركي، وعلى مساحة 13 ألف فدان.

ويُودّع المزارعون في شمال غرب ولاية إنديانا الأميركية -هذا العام- أراضيهم، إذ يفترض تأجيرها لصالح مشروع ماموث سولار.

وإلى جانب المزارعين ومُلاك الأراضي، يعود مشروع إنشاء أكبر محطة شمسية في إنديانا بالنفع على مقاطعتي ستارك وبولاسكي.

الألواح الشمسية

يُشارك 60 مالكًا للأراضي من المقاطعتين في المشروع، بإجمالي مساحة 13 ألف فدان من الأراضي الزراعية، إلا أنه من المقرر تركيب ألواح شمسية على 20% فقط من تلك المساحة.

ويرجع ذلك إلى احتواء غالبية الأراضي الزراعية على غابات وأراضي رطبة، بالإضافة إلى المساحات الخضراء، والمساحات بين الألواح الشمسية.

وعلى مساحة 2500 فدان فقط من مساحة المشروع، يجري تركيب 2.85 مليون لوح في المحطة الشمسية، يمكنها توليد كهرباء كافية لإنارة ما يقرب من ربع مليون منزل.

وتتمتع الأراضي المختارة من قبل شركة دورال لتنفيذ المشروع، والمقاطعات المحيطة بها، بالمناظر الطبيعية وشبكة نقل بسعة تسمح بنقل الكهرباء المُنتجة إلى وجهتها.

تغطية الكهرباء

في نطاق المشروع بالمقاطعتين، تلتقي خطوط كهرباء شبكتي ميسو وبي جيه إم، ما يوفر سوقًا لشركة دورال لبيع الكهرباء المُنتجة من محطة ماموث سولار الشمسية.

ووقع اختيار الشركة -مؤخرًا- على شبكة بي جيه إم، التي تغطي القطاع الشمالي الشرقي من ولاية إنديانا، وكذلك ولايات أوهايو وبنسلفانيا، وغالبية الولايات الغربية.

ومن المقرر بيع إنتاج المرحلة الأولى للكهرباء -التي أُطلقت الشهر الماضي- إلى شركة أميركان إلكتريك باور، التابعة للشركة الرئيسة إنديانا ميشيغان باور.

وتغطي الكهرباء المُنتجة من المحطة الشمسية، المنازل والشركات المحيطة بالمحطة، وتُنقل الكهرباء المتبقية عبر الخطوط، لتغطية الطلب في مناطق أكثر بعدًا، وفقًا لصحيفة إندي ستار.

الطاقة المتجددة - أميركا

3 مراحل

تشمل خطة الانتهاء من المشروع -الذي تقوده شركة دورال للطاقة المتجددة، ومقرها إسرائيل- 3 مراحل، بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومن المقرر أن تدخل مراحل مشروع ماموث سولار الثلاث حيز العمل بحلول 2024.

وتبدأ أعمال البناء في المرحلة الأولى بمقاطعة ستارك، الربيع المقبل، وتمتد عامًا ونصف العام، على أن يشمل المشروع بناء المرحلتين الثانية والثالثة في مقاطعة بولاسكي، العام المقبل، وينتهي عام 2024.

ويستقبل المشروع في مرحلة البناء مئات الوظائف، بجانب 50 وظيفة دائمة لتشغيل المحطة الشمسية.

إيرادات وتجنب انبعاثات

ستجني كل مقاطعة عوائد ضريبية جديدة من المشروع، وقُدّرت في مقاطعتي ستارك وبولاسكي بين مليون ومليوني دولار أميركي سنويًا، طوال العقدين المقبلين، ما يقارب خُمس الميزانية السنوية للمقاطعات الريفية منخفضة السكان.

ويوفّر توقف المزارعين عن زراعة أراضي المقاطعة، وتأجيرها إلى المحطة الشمسية ماموث سولار، في إنديانا، مليار غالون من المياه المخصصة للري سنويًا.

ولاية إنديانا - أكبر محطة شمسية في أميركا - الصورة من صحيفة إندي ستار
ولاية إنديانا - أكبر محطة شمسية في أميركا ( الصورة من صحيفة إندي ستار)

كما يُسهم المشروع في تجنب ألفي طن من الانبعاثات الكربونية للفحم سنويًا، فضلًا عن خفض حجم المبيدات والأسمدة الذي ربما يتسبب في تلوث المياه.

إنديانا الشمسية

"عاصمة شمسية لولاية إنديانا".. هكذا عبرت المديرة التنفيذية لمؤسسة التطوير الاقتصادي في مقاطعة ستارك، ليزا دان، مشيرة إلى أن المشروع سيأتي بفوائد كبيرة على الجميع.

وقالت: "إذا أرادت مقاطعة ستارك أن تميز بشيء، فلا مانع أن تتميز بوصفها عاصمة ولاية إنديانا الشمسية وما حولها".

وأبدت دان رغبتها في استخدام العوائد الضريبية للمشروع في بناء أنظمة الممرات والحدائق العامة لمقاطعة ستارك، ما يساعد في جذب المزيد من رواد المقاطعة.

وفي السياق ذاته، قال مدير التطوير الاقتصادي بمقاطعة بولاسكي، ناثان أوريغر، إن أموال العوائد الضريبية للمشروع ربما تستخدم في التوسع في مركز العدالة، أو إجراء حركة ترقيات في محكمة المقاطعة.

وأضاف أوريغر أن المقاطعتين تفضلان مشروعات الطاقة الشمسية عن طاقة الرياح، إذ تتجنّب الأولى الضوضاء.

وأوضح حاكم إنديانا، إريك هولكورب، أن الولاية ستواصل أداء دور رئيس في قطاع الطاقة العالمي، بجانب ترسيخ دور مجتمعات الـ"هووسير"، وهو مصطلح أُطلق في أربعينيات القرن الماضي على الأشخاص الذين وُلدوا أو أقاموا في الولاية حينها.

الطاقة الشمسية - أميركا

أكبر محطة شمسية

تعود بداية المشروع إلى عامين، إذ بدأ مدير المشروع والمؤسس في شركة دورال، نيك كوهين، التواصل مع ملاك الأراضي وتوعيتهم، والرد على تساؤلاتهم.

وأوضح كوهين أن المزارعين كانوا في حاجة إلى التأكد من جدية المشروع، وقدرة مُديري المشروع ومهاراتهم ومؤهلاتهم لإنشاء أكبر محطة شمسية في أميركا، متعهدًا في الوقت ذاته بالعمل على إعادة التنوع الجيني للمنطقة بالزراعة حول المنطقة الشمسية.

ولفت إلى أن الشركة كان يتعين عليها التيقن من عدم تكرار ما حدث تجاه مشروعات طاقة الرياح، التي منعتها الولاية من قبل، ما دفع كوهين إلى بدء العمل باستطلاع رأي المزارعين وتوعيتهم.

مدى الانتشار

أشار كوهين إلى أن انتشار الكهرباء المُنتجة من المحطة الشمسية إلى مسافات أوسع يُعد إنجازًا عظيمًا يؤكد أن مزارعي إنديانا يصدّرون الكهرباء إلى باقي الولايات.

وشدد على أن المشروع له فوائد بيئية متعددة، إذ يمكن زراعة بعض المحاصيل حول الألواح الشمسية في المحطة، وكذلك رعاية الأغنام.

وأضاف أن تمويل المشروع اعتمد على الاستثمارات الخاصة بجانب تمويل الشركة، مشيرًا إلى أن مشروعات الطاقة الشمسية فرصة لتغطية الطلب في المجتمعات الريفية، لتعود الحياة فيها مثل حياة الشوارع الرئيسة.

أبرز أرقام الطاقة الشمسية عالميًا

موسم الزراعة الأخير

يودع أحد المزارعين ومالكي الأراضي، نورم ويلكر، حصاد موسم الذرة الأخير له، قبل أن تنضم مساحة تتراوح بين ألف إلى 1700 فدان زراعي مملوكة له إلى الأراضي المستأجرة لبناء المحطة الشمسية، ليصبح أكبر مالك في أراضي المشروع المستأجرة.

ودعّم ويلكر -ذو الأعوام الـ62- الاستفادة من الإمكانات الشمسية، بصورة أكبر من مجرد الإسهام في زراعة محصول الذرة، وانضم إليه عشرات المزارعين بأراضٍ تقارب 13 ألف فدان.

وأضاف أن المزارعين اهتموا بتوضيح شركة دورال لإمكانات المشروع، ما دفعهم إلى المشاركة به بعد بحث إيجابياته.

وأضاف ويلكر أن مُلاك الأراضي سوف يحصدون مكاسب مالية جراء تأجير أراضيهم لمشروع المحطة الشمسية، تفوق مكاسب الزراعة، بجانب تمتعهم بالطاقة النظيفة.

عقبات ومخاوف

على النقيض، يخشى بعض المزارعين من تسبب المشروع في خروج الأراضي الزراعية من دائرة الإنتاج، إذ تُستخدم كميات من الذرة المزروعة في إنتاج الإيثانول.

إلا أن ويلكر رد على هذا التخوف بأن هناك توجهًا للتحول الكامل نحو السيارات الكهربائية في غضون 15 عامًا، ما يجعل المحطة الشمسية أفضل وسية لإنتاج الوقود النظيف.

وقال إن عددًا من الأراضي يجب أن يتحول إلى الإنتاج الكهربائي المباشر، مشيرًا إلى أن الطاقة الشمسية ستمكن من إنتاج الكهرباء طوال العام، حتى في فصل الشتاء، وليست ذات مواسم مثل الزراعة.

ويتخوف بعض المزارعين أيضًا من تغير الرؤية البصرية لمزارع الذرة بالولاية والمقاطعات، إذ تتحول الأراضي إلى لوحات معدنية لامعة تنتج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وهو ما دفع كوهين إلى التعهد بزراعة الأشجار حول المحطة.

وسعى مستثمرون لإقرار قانون يُشرع لمشروعات مثل توربينات الرياح، التي رفضها مزارعو ولاية إنديانا لما تسببه من ضوضاء، إلا أن مشروع القانون قوبل بمقاومة محلية قوية.

وأعلن كوهين أن شركة دورال عازمة على استئناف مشروع القانون فيما يخص المشروعات الشمسية، في حال قابلها سكان المقاطعتين برفض مثل مشروعات توربينات الرياح، مشيرًا إلى أن شركته تأمل في الدخول إلى المرحلتين الثانية والثالثة من المشروع.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق