3 سيناريوهات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الهند.. والتمويل العقبة الكبرى
مع مطالب بوجود هدف وطني لخفض أسعاره
هبة مصطفى
تدرس الهند 3 سيناريوهات للوصول إلى الأرقام الوطنية الإرشادية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بالاعتماد على التحليل الكهربائي.
واتفق متخصصون على أن توفير التمويل (العام والخاص) اللازم لتلك العمليات هو أهم التحديات التي تواجه الهند المدة المقبلة.
وشدد المختصون على أهمية وجود هدف وطني لخفض أسعار الهيدروجين الأخضر؛ إذ تستهدف الدولة إنتاج 5 أطنان متريّة من الهيدروجين الأخضر، المُنتج محليًا، بحلول عام 2030.
تحالف الهيدروجين
وردت تلك المناقشات خلال لقاء هيئة الصناعة، وتحالف الهيدروجين الهندي (آي إتش 2 إيه)، وهو تحالف صناعي يضم شركات هندية وعالمية، تعمل على إنشاء سلسلة القيمة في اقتصاد الهيدروجين بالهند.
ويُعد اللقاء التشاوري أولى الجلسات الـ6 للتشاور حول الطلب على الهيدروجين الأخضر في قطاعات مختلفة، والتي نظمها مركز لأبحاث السياسات العامة بالهند يُدعى "إن آي تي آي آيوغ"، وتأسس عام 2015.
وناقشت الجلسة الأولى التحديات التي تواجه الطموح الوطني الهندي، وخلصت إلى أن هناك أولويات تحتاج إليها الهند بشكل فوري، ودعت لتنفيذها، وفق صحيفة إنرجي وورلد.
ودعت أولى جلسات مركز "إن آي تي آي آيوغ"، إلى توفير تمويل لمعايير الهيدروجين، وتصنيع أجهزة التحليل الكهربائي اللازمة، وإنشاء سوق للكربون ولمجموعات الهيدروجين.
السيناريو الأول
يتجه السيناريو الأول لتركيب أجهزة تحليل كهربائي للهيدروجين الأخضر، بقدرة 15 غيغاواط، بحلول 2030.
ويُنتج المُحلل الكهربائي سعة قدرها 3 ملايين طن متري من الهيدروجين الأخضر، يحتاج إنتاجها إلى 30 غيغاواط من الطاقة المتجددة.
ولفتت هيئة الصناعة وتحالف الهيدروجين بالهند "آي إتش 2 إيه"، إلى أنه لتحقيق هذا الهدف، تحتاج البلاد إلى تمويل (عام وخاص) قدره 15 مليار دولار.
وطرح التحالف تفصيلًا للسيناريو الأول، عبر سعة المحلل الكهربائي المثبتة لـ8 أو 9 مجموعات هيدروجين أخضر.
السيناريو الثاني
يهدف السيناريو الثاني إلى تركيب أجهزة تحليل كهربائي للهيدروجين الأخضر، بسعة 25 غيغاواط، في غضون السنوات الـ10 المقبلة.
وقدر التحالف حاجة الهند لاستثمارات قدرها 25 مليون دولار أميركي، لتركب أجهزة تحليل بتلك القدرة، خلال المدة المحددة.
ويمكن للسعة المقدرة بـ25 غيغاواط لأجهزة التحليل الكهربائي، إنتاج 5 ملايين طن متري من الهيدروجين الأخضر.
ويحتاج إنتاج الهيدروجين الأخضر عبر أجهزة تلك السعة إلى 50 غيغاواط من قدرة الطاقة المتجددة، والتي يمكن الحصول عليها عبر سعة الطاقة المتجددة الجديدة المخصصة للهيدروجين، و22 غيغاواط أخرى من الطاقة المتجددة الفائضة.
ويشير تحالف صناعة الهيدروجين بالهند إلى أن السيناريو الثاني هو الأقرب للتنفيذ، ضمن السيناريوهات الـ3 المطروحة.
السيناريو الثالث
يعتمد السيناريو الثالث على تركيب أجهزة التحليل الكهربائي للهيدروجين الأخضر، بسعة قدرها 35 غيغاواط، بحلول عام 2030.
وبتطبيق السيناريو الثالث، يمكن إنتاج 7 ملايين طن متري من الهيدروجين الأخضر، التي تحتاج لإنتاجها قدرة تبلغ 70 غيغاواط من الطاقة المتجددة.
وأوضح تحالف صناعة الهيدروجين في الهند أن تطبيق السيناريو الثالث يحتاج لاستثمارات بين القطاعين العام والخاص تبلغ 35 مليار دولار.
خطوات هندية
سبق أن اتخذت الهند خطوات ومحاولات على طريق صناعة الهيدروجين الأخضر؛ ففي نهاية أغسطس/آب الماضي، أعلنت نيودلهي أنها ستدعو الشركات في غضون 4 أشهر إلى تقديم عطاءات للحصول على الهيدروجين الأخضر.
جاءت تلك الدعوة في محاولة لتشجيع استخدام الهيدروجين باعتباره وقودًا، وقال وزير الطاقة، آر كيه سينغ، إن بلاده تدرس عطاءات للحصول على 4 آلاف ميغاواط من طاقة المُحللات الكهربائية.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت الحكومة سعيها لوضع خريطة طريق لإنتاج الهيدروجين باستخدام الفحم، ضمن خطوات بناء اقتصاد هيدروجين مستدام، من خلال وضع خطط خضراء للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، التي ستعتمد عليها البلاد لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
الهيدروجين الأخضر
الهيدروجين الأخضر، هو الهيدروجين الذي يُنْتَج عبر مصادر الطاقة المتجددة، بالاعتماد على عملية التحليل الكهربائي.
وتتم تلك العملية عن طريق فصل ذرات الهيدروجين عن الأكسجين من جزيئات الماء باستخدام تيار كهربائي.
وفي حالة استخدام تيار كهربائي وُلِّدَ عبر مصادر طاقة متجددة -مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح- فإنه لا ينتج عن تلك الخطوات أي انبعاثات ضارة بالمناخ؛ ولهذا سُمي بـ"الهيدروجين الأخضر".
ويتمتع الهيدروجين الأخضر بميزات عديدة، منها: أنه متجدد وغير مُسبب للانبعاثات، وقابل للتخزين، ومرن ويمكن تحويله لصور أخرى، كما أنه قابل للنقل، غير أنه يحتاج لتكلفة عالية لإنتاجه، ويستهلك ذلك طاقة كهربائية عالية.
ويُستخدم الهيدروجين الأخضر في النقل والتحرك، وتخزين الطاقة، وتوليد الكهرباء النظيفة ومياه الشرب، عبر إجراء تفاعلات بين الهيدروجين والأكسجين في خلايا الوقود.
اقرأ أيضًا..
- هل توربينات الرياح تهدد صحة الإنسان؟.. محكمة فرنسية تصدر حكمًا غير مسبوق
- ممثل الفاو في مصر: تحول الزراعة إلى الكهرباء المتجددة يحد من تغير المناخ