الفاو: التوسع الزراعي وتربية الماشية وراء 90% من إزالة الغابات
وفق مسح جديد يعارض المعتقدات السائدة
حياة حسين
أظهرت نتائج أولية لمسح عالمي أجرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، أن التوسع الزراعي وتربية الماشية يؤدي إلى إزالة الغابات في العالم بنسبة تقترب من 90%.
وأشار تقرير النتائج الأولية لمسح الفاو، الذي عرضته في مؤتمر المناخ كوب 26 المنعقد -حاليًا- في مدينة غلاكسو الإسكتلندية، وحصلت "الطاقة" على نسخة منه، إلى أن هذا التأثير يتجاوز بمسافة كبيرة الاعتقاد السائد بهذا الشأن.
ويُعرف التقرير إزالة الغابات بعملية تحويل الغابات إلى أراضٍ تُستخدم لأغراض أخرى مثل الزراعة أو البنى التحتية.
الزراعة وتربية الماشية
وفق المسح الجديد؛ فإن أكثر من نصف خسارة الغابات في جميع أنحاء العالم، يعزى إلى تحويلها إلى أراضٍ زراعية، في حين أن ما يقارب 40% من فقدان الغابات يعود إلى رعي الماشية.
وفي الوقت الذي تؤكّد فيه البيانات الجديدة -أيضًا- تباطؤًا عامًا في وتيرة إزالة الغابات حول العالم؛ فإنها تدق ناقوس الخطر، محذرة من تعرض الغابات الاستوائية المطيرة، على وجه الخصوص، إلى ضغوط كبيرة جراء التوسع الزراعي.
وقال المدير العام للمنظمة، شو دونيو، في كلمة أُعدت لغرض إجراء حوار رفيع المستوى في قمة المناخ كوب 26، بعنوان "الارتقاء بمستوى الإجراءات لعكس مسار إزالة الغابات"، إن "آخر تقييم للموارد الحرجية في العالم، صادر عن منظمة الأغذية والزراعة يفيد بأننا فقدنا 420 مليون هكتار من الغابات منذ عام 1990".
وأضاف أن زيادة إنتاجية الأغذية الزراعية لتلبية الطلبات الجديدة لعدد متزايد من السكان ووقف إزالة الغابات ليسا هدفين متعارضين.
فقد بيّن المسح أن ما يزيد على 20 بلدًا ناميًا تستطيع تحقيق ذلك، كما أكدت أحدث البيانات المتاحة أن خفض معدلات إزالة الغابات تم بنجاح في كلٍ من أميركا الجنوبية وآسيا.
وقال المدير العام إنه "من الأهمية بمكان عكس مسار إزالة الغابات وتوسيع نطاق التقدم الذي أحرز بشق الأنفس على هذه الجبهة لإعادة البناء على نحو أفضل وبطريقة أكثر مراعاة للبيئة بعد جائحة كوفيد-19".
متطلبات النجاح
أشار المدير العام لمنظمة الفاو، شو دونيو، إلى أن تحقيق النجاح في هذا المسعى يتطلب معرفة مكان وسبب حدوث إزالة الغابات وتدهورها، وأين يتعين اتخاذ الإجراءات.
وأوضح أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلّا من خلال الجمع بين أحدث الابتكارات التكنولوجية والخبرات المحلية في الميدان، وأن المسح الجديد هو مثال جيد لمثل هذا النهج.
وتفيد البيانات الجديدة بأن الغالبية العظمى من إزالة الغابات حدثت، في المدة بين عامي 2000 و2018، في المناطق الأحيائية الاستوائية.
وعلى الرغم من تباطؤ وتيرة إزالة الغابات في أمريكا الجنوبية وآسيا؛ فإن الغابات الاستوائية المطيرة في هذه المناطق تواصل تسجيل أعلى معدلات إزالة الغابات.
أوروبا استثناء
تبيّن الدراسة أن الزراعة تظل الدافع الرئيس الكامن وراء إزالة الغابات في جميع الأقاليم باستثناء أوروبا؛ حيث ينطوي التوسع الحضري، وإنشاء البنية التحتية على تأثير أكبر.
وتعزى خسارة الغابات في أفريقيا وآسيا في المقام الأول إلى تحويل الغابات إلى أراضٍ زراعية؛ حيث حُوّلت دول القارتين نسبة تزيد على 75% من مساحة الغابات إلى أراضٍ زراعية. وفي أمريكا الجنوبية يمثل رعي الماشية سبب إزالة ما يقرب من ثلاثة أرباع الغابات.
يُذكر أن المسح أُجري بقيادة الفاو، باستخدام بيانات وأدوات الأقمار الصناعية، طُوّرت بالشراكة مع الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء، وشركة غوغل، وبالتعاون الوثيق مع أكثر من 800 خبير وطني من نحو 130 بلدًا.
حوار كوب 26
جمع الحوار رفيع المستوى -في كوب 26- رؤساء ومديري المنظمات الأعضاء في الشراكة التعاونية في مجال الغابات، لبناء الزخم حول الإجراءات المناخية القائمة على الغابات في إطار مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة، بشأن عكس مسار إزالة الغابات.
وسيشكّل هذا الحدث أيضًا إسهامًا كبيرًا في قمة ستوكهولم+50، والدورة 17 لمنتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات والاستعراض المتعمق الذي سيُجريه منتدى الأمم المتحدة السياسي الرفيع المستوى بشأن التنمية المستدامة بخصوص هدف التنمية المستدامة رقم 15 وهو (الحياة في البر) الذي ينعقد في عام 2022.
الفاو تخفض الانبعاثات
تدعم الفاو، بالاشتراك مع برنامجي الأمم المتحدة الإنمائي والبيئة، أكثر من 60 بلدًا في تنفيذ إستراتيجيات للحد من الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات وتدهورها من خلال برنامج الأمم المتحدة للتعاون في مجال خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها.
وتشارك المنظمة -أيضًا- في قيادة عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وهي فرصة مهمة لتسريع وتيرة ترجمة الأفكار المبتكرة إلى إجراءات طموحة.
علاوة على ذلك، شكّلت قمة الأمم المتحدة الأخيرة للنظم الغذائية تحالفًا بين البلدان المنتجة والمستهلكة والشركات والمنظمات الدولية بهدف وقف إزالة الغابات والآثار البيئية المضرة الناتجة عن تحويل الأراضي لإنتاج السلع الزراعية.
وتعمل الشراكة التعاونية في مجال الغابات التي تقودها المنظمة، وتنضم تحت لوائها 15 منظمة دولية، على وضع مبادرة مشتركة لعكس مسار إزالة الغابات من أجل تسريع وتيرة اتخاذ الإجراءات اللازمة وتوسيع نطاق التأثير.
موضوعات متعلقة..
- خطة بريطانيا للحياد الكربوني تهمِّش الزراعة وتنحاز إلى السيارات الكهربائية
- خفض الانبعاثات.. كيف تتبنى أنظمة الغذاء الطاقة المتجددة؟
-
الطاقة والغذاء.. برنامج إسرائيلي للاستفادة المزدوجة من الأراضي
اقرأ أيضًا..
- أفغانستان.. طالبان تجدد تعهداتها بحماية خط غاز تابي
- وزير الطاقة الإماراتي: النفط والغاز لازمان لضمان إمدادات الطاقة
-
الحياد الكربوني.. خبراء: لا فوائد ملموسة من التزام الشركات حتى 2050