تقارير النفطالتقاريررئيسيةنفط

فنزويلا.. هل تخفف الانتخابات المقبلة العقوبات الأميركية عن قطاع النفط؟

داليا الهمشري

يعلّق خبراء النفط في فنزويلا آمالًا عريضة على الانتخابات المقبلة، تمهيدًا لمحادثات مثمرة مع الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تخفيف العقوبات المفروضة على قطاع النفط، أو السماح بمقايضة النفط الخام بالديزل على أقل تقدير.

ولا يزال أي تخفيف كبير للعقوبات النفطية الأميركية على فنزويلا غير مطروح على الطاولة، لكن انتخابات البلاد في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري قد تتيح الفرصة للتفاوض حول بعض القضايا مثل استئناف مقايضة النفط الخام بالديزل.

ومن المتوقع أن يكتسح المرشحون المدعومون من الرئيس نيكولاس مادورو الانتخابات المحلية والإقليمية، إلا أن إشراف وفد الاتحاد الأوروبي على الانتخابات يمكنه منح المصداقية لعملية فرز الأصوات.

استمرار العقوبات الأميركية

من بين العوامل التي تعقد التوقعات بشأن أي تخفيف للعقوبات الأميركية، انهيار المحادثات التي استضافتها المكسيك بين الحكومة والمعارضة، واستمرار فنزويلا في تجارة النفط مع إيران زميلتها المنتجة للنفط والخاضعة للعقوبات الأميركية.

ومن جانبها، توقعت مؤسسة ستاندرد آند بي غلوبال بلاتس أن يظل إنتاج النفط الفنزويلي في حدود 600 ألف برميل يوميًا حتى العام المقبل، نتيجة لاستمرار العقوبات الأميركية.

وارتفع إنتاج الخام في مربع أورينوكو النفطي شرق فنزويلا بمقدار 120 ألف برميل يوميًا في أوائل أكتوبر/تشرين الأول بالمقارنة بشهر سبتمبر/أيلول، مدفوعًا بالشحنات الإيرانية من النفط الخام المخفف لاستخدامه في المزج مع خامها الثقيل، حسب موقع إس آند بي غلوبال بلاتس.

إنتاج النفط - فنزويلانقص الوقود

فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد تمب عقوبات على شركة النفط الوطنية الفنزويلية المملوكة للدولة (بتروليوس دي فنزويلا) في يناير/كانون الثاني عام 2019، وقطعت تدفقات الخام الفنزويلي إلى مصافي التكرير الأميركية على ساحل خليج المكسيك وغيرها.

وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2020، منعت الولايات المتحدة مصافي التكرير في الهند وإيطاليا وإسبانيا من تزويد كاراكاس بشحنات الديزل مقابل الخام الفنزويلي.

وترددت أنباء -مؤخرًا- عن أن إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن كانت تدرس السماح باستئناف عمليات مقايضة النفط الخام بالديزل لفنزويلا لأسباب إنسانية، لكنها قررت في نهاية المطاف الإبقاء على الحظر.

ولا يزال نقص الوقود مستمرًا في فنزويلا خارج العاصمة كاراكاس، ويواجه السائقون تقنينًا شديدًا للبنزين، حتى إنهم ينتظرون 15 يومًا للحصول على فرصة لشراء 5 غالونات.

تنتج مصافي التكرير الفنزويلية 68 ألف برميل يوميًا من البنزين، و56 ألف برميل يوميًا من الديزل، وهو ما يقل كثيرًا عن الطلب المقدّر في شهر أكتوبر/تشرين الأول البالغ 225 ألف برميل يوميًا من البنزين، و130 ألف برميل يوميًا من الديزل، وفقًا لبيانات شركة النفط الوطنية الفنزويلية.

استئناف المحادثات

بعد 3 جولات من المفاوضات في المكسيك مع زعماء المعارضة، علقت حكومة مادورو المحادثات في منتصف أكتوبر/تشرين الأول، بعد قبض الولايات المتحدة على رجل الأعمال الكولومبي أليكس صعب، بتهمة غسل الأموال، وهو ما وصفه الرئيس مادورو بـ"عملية اختطاف".

وأوضح المدير الجيوسياسي لمجموعة رابيدان للطاقة، فرناندو فيريرا، أنه من المرجح أن تعيد نتائج الانتخابات تشكيل إستراتيجية المعارضة في عام 2022.

وأوضح أن الكثيرين في المعارضة يتطلعون إلى تجاوز القيادة الفاشلة لزعيم المعارضة خوان غوايدو وحليفه ليوبولدو لوبيز، وعلى استعداد للتفاوض على شروط للتعايش مع مادورو.

وقال فيريرا: "إن تسليم رجل الأعمال الكولومبي أليكس صعب، أدى إلى تقوية موقف مادورو التفاوضي، لكنني لا أعتقد أن ذلك يعني بالضرورة انتهاء المحادثات".

"لقد سمعنا عن مناقشات غير رسمية تجري في كاراكاس لاستئناف المحادثات، إلا أن مادورو قد ينتظر حتى ما بعد الانتخابات للعودة إلى المشاركة، لكنني أتوقع استئناف المحادثات قبل نهاية العام"، حسب فيريرا.

مقايضة النفط الخام

توقع فيريرا استمرار العقوبات الأميركية على فنزويلا، إلا أنه أضاف قائلًا: "مع ذلك، ما زلت أعتقد أننا يمكن أن نرى شكلًا من أشكال مقايضات النفط الخام، ليس لتهدئة أسواق النفط وإنما للمساعدة في تخفيف بعض الآثار الإنسانية للأزمة في فنزويلا".

وأضاف: "أشعر أن هناك عدة خيارات مختلفة قيد الدراسة، لكن الإدارة تكافح من أجل إيجاد تلك الصيغة السحرية التي تسمح بتدفق النفط، ولكنها تحافظ على العائدات بعيدًا عن حكومة مادورو".

ويرى الخبير بقطاع النفط الفنزويلي في كاراكاس، أينشتاين ميلان، أن انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني ستكون خطوة إلى الأمام اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا.

"في الوقت الراهن، لم تقرر أي شركة الاستثمار في فنزويلا، لأن هناك تحفظًا وعدم ثقة في مواجهة الواقع الرمادي والمتشعب للمؤسسات، فضلًا عن المناخ السياسي والخوف من تشديد العقوبات"، حسب ميلان.

وتوقع ميلان إمكان عودة الإنتاج إلى 1.5 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية عام 2022 إذا استُؤنفت المشروعات المشتركة مع الصين وروسيا وحتى الولايات المتحدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق