قمة المناخ كوب 26.. نيجيريا تكشف 5 حقائق بشأن تحول الطاقة في أفريقيا
الرئيس بخاري لا يرى حلًا لأزمة المناخ بإحداث أزمة طاقة
نوار صبح
- مع بدء التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي تزداد التحذيرات بنهاية العالم
- حلول الطاقة التي يقترحها الحريصون على معالجة أزمة المناخ تغذي عدم الاستقرار
- الوصول إلى الطاقة المنخفضة التكلفة والموثوقة يمثل غاية اهتمام سكان أفريقيا.
- يمكن إعادة توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري الذي يوفر الكهرباء طوال اليوم
عشية انعقاد قمة المناخ كوب 26 في مدينة غلاسكو البريطانية، تطرّق الرئيس النيجيري محمد بخاري إلى 5 حقائق رئيسة في تقرير الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي وتحول الطاقة، وكان أبرزها أنه لا يمكن حلّ أزمة المناخ بالتسبب في أزمة طاقة في أفريقيا.
جاء ذلك في مقال كتبه بخاري، في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ونشره موقع مجلة نيوزويك الأسبوعية الأميركية، إذ بيّن أنه مع بدء العد التنازلي لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي يزداد حجم التحذيرات الرهيبة بنهاية العالم وكثافتها.
وقال الرئيس النيجيري، في مقاله، إن كبار المسؤولين في الأمم المتحدة دقّوا ناقوس الخطر في الآونة الأخيرة، تحذيرًا من الصراع والفوضى العالمية والهجرات الجماعية والانهيار المؤسسي إذا ظلّت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري دون رادع لمدة طويلة.
وأكد أن من واجب البشرية أن تتصدى لهذه الأخطار، لكن لا ينبغي الخلط والتهور بسبب جديتهم في التصدي، واعتبر أن حلول الطاقة التي يقترحها الحريصون على معالجة أزمة المناخ تغذّي عدم الاستقرار الذي يحذرون منه، وأن قارة أفريقيا تدرك هذه الحقيقة أكثر من غيرها.
الحقائق الـ5 الرئيسة
قال الرئيس النيجيري محمد بخاري، في مقاله قبل قمة المناخ كوب 26، إن الوصول إلى الطاقة المنخفضة التكلفة والموثوقة يمثّل غاية اهتمام سكان أفريقيا، البالغين 1.3 مليار نسمة، وأن من المتوقع أن يرتفع العدد إلى 2.5 مليار بحلول عام 2050.
وتوقع أن تصبح نيجيريا ثاني أكبر بلد من ناحية عدد السكان على هذا الكوكب، بحلول عام 2100، وأشار إلى أن تضاعف عدد سكان نيجيريا 4 مرات يستوجب تأمين الكهرباء التي يمكن الاعتماد عليها أكثر من أسلافهم.
وبيّن أنه دون كهرباء إضافية ومستقرة لا يمكن لقارة أفريقيا بناء المصانع التي ستحوّلها من اقتصاد منخفض الوظائف وتقوده الصناعات الاستخراجية إلى قارة كثيفة العمالة متوسطة الدخل.
وأكد -قبل كلمته في قمة المناخ كوب 26- أنه لا يمكن للأطفال التعلم لمدة طويلة وبطريقة مناسبة، اعتمادًا على ضوء البطارية أكثر من ضوء الشموع، ولا يمكن لأفريقيا أن تتقدم في المستقبل بالاتكال على الكهرباء المتقطعة.
الطاقة المتجددة
في إشارة إلى مصادر الطاقة المتجددة، قال الرئيس النيجيري إن من واجب المستثمرين ووكالات المعونة الغربية تقديم اعتمادات خضراء محسّنة، من أجل الإسراع في تركيب مصادر الطاقة البديلة والموثوقة.
وأوضح أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية -وهي أكثر تقنيات الطاقة الحديثة عصرية- غير موثوقتين بسبب اعتمادهما على مولدات أو بطاريات ديزل احتياطية عند غياب الرياح التي تشغل التوربينات أو أشعة الشمس التي تغذي الألواح الشمسية.
وألمح -قبل كلمته في قمة المناخ كوب 26- إلى أن الاندفاع العالمي نحو السيارات الكهربائية يمثّل استبدالًا لصراع القرن الماضي على الوقود الأحفوري بسباق عالمي جديد في بطاريات الليثيوم، وأن مخزونات الليثيوم في أفريقيا قد تثير الاضطرابات السياسية.
ودعا إلى التفكير مليًا فيما إذا كان الاندفاع لإنهاء استخدام الوقود الأحفوري بهذه السرعة أمرًا حكيمًا وصائبًا.
وقال إنه يمكن إعادة توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري الذي يوفّرها على مدار 24 ساعة في اليوم في جميع الظروف، بطريقة أكثر اخضرارًا من خلال احتجاز الكربون وتحويل محطات توليد الكهرباء بالفحم وزيت الوقود الثقيل إلى كتلة حيوية.
وأوضح أنه يمكن طرح تقنيات جديدة مثل محطات الطاقة الكهرومائية الصغيرة التي يمكن أن تعمل وتنتج الكهرباء ليلًا ونهارًا على امتداد الممرات المائية الضحلة دون الإضرار بالحياة المائية التي تعيش عليها المجتمعات المحلية.
وقبل كلمته في قمة المناخ كوب 26، أكد بخاري أنه يمكن الاستثمار في الطاقة النووية، على الرغم من أنها ليست متجددة، إلا أنها محايدة كربونيًا، وقادرة على إنتاج الحمل الأساسي، والإنتاج المستمر للكهرباء التي تُسهم في بناء تقدم اقتصادي ومستدام.
وأشار إلى أن نيجيريا تندرج في إطار مجموعة صغيرة من الدول الأفريقية التي تستكشف الطاقة النووية، ولديها مفاعل أبحاث قيد التشغيل حاليًا، حسبما نشره موقع مجلة نيوزويك الأسبوعية الأميركية.
مخاطبة الأصدقاء
دعا الرئيس النيجيري محمد بخاري الأصدقاء في أوروبا وأميركا، الذين لا يمارسون دائمًا ما يعظون به، إلى رفع الحظر الذي فرضوه على استثمارات الوقود الأحفوري في أفريقيا.
وقال -قبل كلمته في قمة المناخ كوب 26- إن نيجيريا تعهدت بالتوقف عن حرق الغاز غير المشروع بحلول عام 2030، واعتبر أنه منتج ثانوي لصناعة النفط في البلاد ويُستَخدَم لإنتاج الكهرباء، في حين لا توجد مثل هذه القيود على الاستثمار في كهرباء الغاز الطبيعي في الغرب حيث يُعد مصدر طاقة انتقاليًا.
وختم الرئيس النيجيري مقاله بقوله إنه يتعيّن الوصول إلى اتفاق في مؤتمر كوب 26، ولكن ليس دون موافقة دول أفريقيا.
واعتبر أن الدول الأفريقية تعيش وتسمع التحذيرات بشأن المناخ، وما لم يقم العالم المتقدم بواجبه، فإن الجميع يخاطرون بمحاولة إصلاح أزمة المناخ بأزمة طاقة.
اقرأ أيضًا..
- هل تضررت الجزائر من وقف تصدير الغاز عبر المغرب؟.. خبير يفجر مفاجأة
- أديبك 2021 يرسم ملامح مستقبل الطاقة وفرص النمو والتحوّل
- إيران تحبط محاولة أميركية لـ"سرقة النفط" في بحر عُمان