قمة المناخ كوب 26 تصطدم بالواقع.. الهند تحتاج للفحم 50 عامًا
خبراء استبعدوا وفاء رئيس الوزراء بتعهداته في المؤتمر
هبة مصطفى
يبدو أن تصريحات القادة في قمة المناخ كوب 26 بدأت الاصطدام بالواقع، وتوالت ردود الأفعال في الظهور، للتعقيب على التعهدات غير المنطقية لقادة الدول، في ظل قراءة غير دقيقة للواقع.
ففي الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، خلال مشاركته في cop26 –قبل يومين- عزم بلاده الوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2070، أكد خبراء أن الهند ستظل في حاجة للفحم لتلبية الطلب على الطاقة خلال العقود الـ5 المقبلة.
وتعتمد الهند على الفحم بنسبة 70% لتلبية الطلب على قطاع الكهرباء؛ ما يجعل تحوّلها نحو وقود غير أحفوري –بنسبة 50%- بحلول 2030 تحديًا كبيرًا.
ووصف الخبراء تصريحات مودي -في قمة المناخ كوب 26- حول الالتزام بالحياد الكربوني بأنها مفاجئة وجريئة، مؤكدين أن الهند –ثالث أكبر مُصدّري الانبعاثات في العالم- تواجه تحديًا حول خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني، وفق صحيفة ذا إنرجي وورلد المنبثقة عن ذا إيكونوميك تايمز.
لا استغناء عن الفحم
من جانبه، أكد الشريك الهندي في شركة ديلويت توش توهماتسو، ديباسيس ميشرا، أن الطلب على الطاقة في الهند سيصل ذروته في أربعينيات القرن الحالي، وسيستمر الفحم في تغطية هذا الطلب للعقود الخمسة المقبلة.
وأضاف أن الهند بحاجة ماسّة لمواصلة الاستثمار في مناجم الفحم، والبنية التحتية، لتلافي تكرار أزمات وقود مثل التي واجهتها الهند، الشهر الماضي.
أمّا رئيس مجلس الإدارة السابق لشركة كول إنديا، بارثا ساراتي، فأوضح أنه لا استغناء عن الفحم في الهند، مضيفًا أنه يجب زيادة كمّيته، وليس الحصص فقط.
وأضاف أن قدرات الفحم الحراري لن تتأثر بقرارات قمة المناخ كوب 26، إذ تخطط الهيئة المركزية للكهرباء في الهند لزيادة قدرة محطات الكهرباء العاملة به من 210 غيغاواط حاليًا إلى 267 غيغاواط بحلول عام 2030، رغم تقاعد المحطات القديمة.
وتوقّع ساراتي ارتفاع كميات الفحم وسعته عن المستويات الحالية، رغم احتمال انخفاض حصصه.
- ضربة لقمة المناخ كوب 26.. وزير النفط الهندي: سنعتمد على البنزين والفحم لمدة طويلة
- قرار عاجل من مجموعة العشرين بشأن محطات الفحم ودرجة الحرارة العالمية
تأثّر باقي الصناعات
رأى الشريك الهندي في شركة كيه بي إم جي للمعادن والتعدين، نيلادري باتاتشارجي، أن إمكان تحقيق الهند للحياد الكربوني عام 2070 أمر ممكن، إلّا أنه لا يخصّ الجيل الحالي، ويقع على عاتق الأجيال التي لم تولد بعد.
وأشار إلى أن التخلص نهائيًا من الفحم ليس أمرًا حتميًا، خاصة بالنسبة لقطاع الكهرباء، مضيفًا أن الفحم يؤدي دورًا في نمو الهند وتلبية الطلب على الطاقة، وفي التحكم بأسعار أشكال الطاقة المختلفة، خلال مرحلة التحول نحو الطاقة النظيفة.
وأوضح باتاتشارجي أن الالتزامات المنفصلة –ضمن تعهدات كوب 26- سوف تؤثّر في بعضها، ما يدعو للانتظار وترقّب إمكان الوفاء بكل التزام بشكل منفصل، مشيرًا إلى أن واردات الطاقة سوف تكون الضحية الأولى مقارنة بالفحم المحلي.
وفسر ذلك، قائلًا، إن الالتزام الرابع في كوب 26، الخاص بخفض كثافة الطاقة في الاقتصاد، سيشكّل تحديًا أمام صناعة الصلب والألومنيوم والأسمنت.
تعهدات رسمية
كان رئيس الوزراء الهندي مودي قد أكد خلال كلمته في قمة المناخ كوب 26، تعهُّد الهند بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، مشيرًا إلى أن الهند هي الدولة الوحيدة التي تفي بالتزاماتها المسبقة –خلال اتفاقية باريس للمناخ عام 2015- وتتخذ خطوات لمكافحة التغير المناخي.
ورفع مودي مساهمات الهند المحددة وطنيًا، متعهدًا بتوليد قدرة كهربائية 500 غيغاواط، من مصادر طاقة بعيدة عن الوقود الأحفوري، ارتفاعًا من القدرة الحالية المقدّرة بـ 450 غيغاواط.
وأضاف مودي لتعهداته المُلزمة للهند، توليد نصف الكهرباء بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
وأشار -في قمة المناخ كوب 26- إلى التزام الهند بخفض الشركات التجارية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بمقدار مليار طن، بحلول نهاية العقد الجاري.
ولتحقيق تعهدات مودي حول التزامات الهند بحلول عام 2070، أصبح لزامًا عليها طرح خطة تفصيلية، تشمل خطواتها وأهدافها طول الـ40 عامًا المقبلة.
اقرأ أيضًا..
- ليبيا تتحول تدريجيًا نحو الكهرباء النظيفة بـ3 مشروعات كبرى للطاقة المتجددة
- هل تضررت الجزائر من وقف تصدير الغاز عبر المغرب؟.. خبير يفجر مفاجأة
- موازنة الكويت.. طفرة ضخمة في الإيرادات النفطية تتجاوز 110%