خفض الانبعاثات.. كيف تتبنى أنظمة الغذاء الطاقة المتجددة؟
أحمد شوقي
تلعب الطاقة دورًا مهمًا في تأمين أنظمة الغذاء عالميًا، من ناحية الإنتاج والتوزيع والاستهلاك، لكن الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري في هذه الأنظمة ضروري لتلبية الطلب بطريقة شاملة ومستدامة بيئيًا.
وتستهلك أنظمة الأغذية الزراعية نحو ثلث طاقة العالم، ما يجعلها مسؤولة عن ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، وهذا يقوّض جهود مكافحة تغيّر المناخ، الذي ينعكس سلبًا على المحاصيل والأمن الغذائي.
وعلى هامش مؤتمر الأمم المتحدة لتغيّر المناخ كوب 26، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة المتجدة (آيرينا)، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تقريرًا مشتركًا يوضح إمكان تعزيز التحوّل إلى الطاقة المتجددة في أنظمة الأغذية الزراعية حول العالم.
استهلاك الطاقة
ارتفع الطلب على الطاقة لإنتاج الغذاء وتوزيعه واستهلاكه بنحو 20% بين عامي 2000 و2018.
ويأتي تزايد الطلب على الطاقة في أنظمة الغذاء مع اتجاه آسيا إلى ميكنة الزراعة في شكل مضخات ري وآلات زراعية ومعدات معالجة ومدخلات مثل الأسمدة، وجميعها يعتمد على الوقود الأحفوري.
وعلى الصعيد العالمي، يستخدم 30% من السكان، الوقود الخشبي للطهي بنهاية عام 2019، بحسب التقرير.
وفي المقابل، يعتمد 37% من السكان على غاز البروبان المسال أو الغاز الطبيعي أو الغاز الحيوي، على حين يعتمد 10% على الكهرباء، وفقًا للتقرير.
اعتماد الطاقة المتجددة
يقول المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجدة، فرانشيسكو لا كاميرا: إن "التأكّد من استمرار النظم الغذائية الزراعية في تلبية الطلب العالمي على الغذاء بطريقة مستدامة هو أحد التحديات الكبيرة التي نواجهها اليوم".
وتابع: "لكن من الممكن تحقيق ذلك دون الوقود الأحفوري مع تحفيز الفوائد الاجتماعية والاقتصادية، من خلال تسريع اعتماد حلول الطاقة المتجددة لتشغيل أنظمة الأغذية الزراعية".
ويمكن أن تلعب الطاقة المتجددة دورًا حاسمًا في تلبية احتياجات الطاقة لأنظمة الأغذية الزراعية في الدول المتقدمة والنامية.
وبذلك، يمكن أن تُعزز الجهود للقضاء على الجوع، وزيادة القدرة على التكيف للمزارعين والشركات الزراعية، وارتفاع الدخل، فضلًا عن تقليل الأثر البيئي لهذا القطاع وخفض الانبعاثات، بحسب التقرير.
كيفية التحوّل في أنظمة الغذاء
من شأن اعتماد الري بالطاقة الشمسية على نطاق واسع أن يُحسّن من الوصول إلى المياه، وتمكين دورات المحاصيل المتعددة وزيادة القدرة على التكيّف مع أنماط هطول الأمطار المتغيّرة.
وفي الهند، على سبيل المثال، أدى استخدام مضخات الري بالطاقة الشمسية إلى زيادة دخل المزارعين بنسبة لا تقل عن 50% مقارنة بالري بالأمطار.
كما أن انبعاثات دورة الحياة لضخ المياه بالطاقة الشمسية تكون أقل بما يتراوح 95% و98%، من المضخات التي تعمل بشبكة الكهرباء أو وقود الديزل.
بينما تقدّم أنظمة المعالجة الزراعية القائمة على مصادر الطاقة المتجددة بديلًا فعالًا من ناحية التكلفة للوقود الأحفوري، مثل عملية طحن الحبوب بالطاقة الشمسية، لكن هذا الاتجاه لا يزال في مرحلة مبكرة، وفقًا للتقرير.
ومن جهة أخرى، يمكن أن يؤدي الاعتماد على الطاقة المتجددة إلى تحسين عملية التخزين البارد للغذاء لزيادة مدة الصلاحية، ما يساعد على تقليل الخسائر الناتجة عن تلف المنتجات، بحسب آيرينا.
كما يمكن أن تلعب الطاقة الحيوية المستدامة دورًا مهمًا في تلبية احتياجات الكهرباء ووقود التدفئة والنقل داخل قطاع الأغذية الزراعية، بحسب التقرير.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة والغذاء.. برنامج إسرائيلي للاستفادة المزدوجة من الأراضي
- كوب 26.. مطالب بالإسراع في حلول لمواجهة حالة الطوارئ المناخية
اقرأ أيضًا..
- أكبر 10 شركات للنفط والغاز حول العالم.. وأرامكو في المقدمة
- قمة المناخ كوب 26.. مصر تنضم إلى مبادرة أميركا لتحقيق الحياد الكربوني بقطاع الطاقة