أكبر 10 شركات للنفط والغاز حول العالم.. وأرامكو في المقدمة
والمقارنة من حيث القيمة السوقية
سالي إسماعيل
يومًا بعد يوم، تتزايد الضغوط على صناعة النفط والغاز؛ بسبب الانبعاثات الكربونية التي يخلفها حرق الوقود الأحفوري، فضلًا عن التداعيات التي سببها وباء كورونا.
ومع ذلك، لا يزال النفط والغاز الطبيعي يُشكلان حصة تصل لنحو 55% من مزيج الطاقة العالمي، وهي النسبة التي لم تختلف كثيرًا في عام الوباء، بحسب تقرير آفاق النفط الصادر مؤخرًا عن منظمة أوبك.
عالم ما بعد التعافي
شكّل فيروس كورونا، العام الماضي، رياحًا عكسية أمام شركات النفط والغاز، مع انخفاض الاستهلاك العالمي للطاقة وتراجع الطلب على الخام، بل تراجع أسعار خام غرب تكساس لمدة وجيزة تحت الصفر.
وبعد انتشار اللقاح المضاد للوباء وإعادة فتح اقتصادات العالم، بدأت أسواق النفط العالمية في التعافي النسبي -لتصل أسعار النفط والغاز لمستويات غير مسبوقة في عدة سنوات- رغم الندبات التي تركها الوباء.
وفي الوقت الحالي، يعاني العالم من أزمة طاقة؛ بفعل نقص إمدادات الطاقة والتعافي الأسرع من المتوقع للطلب وسط اقتراب فصل الشتاء، والذي يشهد في العادة ذروة الطلب على الوقود بغرض التدفئة.
وكل ما سبق يتزامن مع دعوات صارمة من قبل حماة البيئة من أجل وقف الاستثمارات بشكل فوري في الوقود الأحفوري، وسط مساعي تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف هذا القرن.
ومع ذلك، فإن القفزة التي شهدتها أسعار النفط والغاز منذ بداية العام الحالي حتى الآن، أسهمت في تعزيز القيمة السوقية للشركات في هذا القطاع.
الـ10 الكبار
تأتي شركة أرامكو السعودية في صدارة الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز من حيث القيمة السوقية التي تتجاوز تريليوني دولار، بحسب البيانات المتاحة على موقع كومبانيز ماركت كاب دوت كوم حتى نهاية جلسة 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
ويقصد بالقيمة السوقية للشركة، إجمالي قيمة الأسهم المصدرة عن الشركة والمتداولة في البورصة، كما أن القيمة السوقية تستخدم -في الأغلب- لرصد قيمة الشركة.
وفي حين تشغل إكسون موبيل الأميركية (270.65 مليار دولار) وشيفرون الأميركية (218.55 مليار دولار) المركزين الثاني والثالث؛ فإن المرتبة الرابعة من نصيب شركة رويال داتش شل الهولندية (173.89 مليار دولار)، تليها بتروتشاينا الصينية (143.19 مليار دولار) في الترتيب الخامس.
وفي المركز السادس، تحل شركة توتال إنرجي الفرنسية (131.26 مليار دولار)، تعقبها شركة غازبروم الروسية (115.42 مليار دولار) وكونكوفيليبس الأميركية (97.40 مليار دولار) وبي بي البريطانية (91.61 مليار دولار) وإنبريدج النرويجية (85.55 مليار دولار) على التوالي.
عمالقة آخرون
أنهت شركة إكوينور النرويجية التعاملات بقيمة سوقية قدرها 84.04 مليار دولار لتشغل الترتيب الـ11 في قائمة عمالقة قطاع النفط والغاز من حيث القيمة السوقية، تليها روزنفط بقيمة سوقية 81.18 مليار دولار، بحسب البيانات المتاحة على موقع كومبانيز ماركت كاب دوت كوم بنهاية جلسة 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وتحل شركة دوك إنرجي الأميركية في المرتبة الـ13 بقيمة سوقية قدرها 78.88 مليار دولار، يعقبها بالمركز الـ14 أكبر منتج للغاز الطبيعي في روسيا، نوفاتك؛ إذ بلغت قيمتها السوقية 77.36 مليار دولار عند إغلاق جلسة الأربعاء (3 نوفمبر/تشرين الثاني 2021).
وتشغل الشركة الصينية، سينوبك، المركز الـ15 مع تسجيل قيمتها السوقية 74.27 مليار دولار، أما الشركة الأميركية، ساوثرن كومباني، فصعدت للترتيب الـ16 بقيمة سوقية قدرها 66.22 مليار دولار.
وجاءت شركة لوك أويل الروسية (64.96 مليار دولار) في المركز الـ17، تليها على الترتيب بتروبراس البرازيلية (64.56 مليار دولار) وتي سي إنرجي الكندية (53.01 مليار دولار).
وتذيلت شركة المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري المرتبة الأخيرة في قائمة أكبر 20 شركة للنفط والغاز في العالم، مع قيمة سوقية قدرها 50.74 مليار دولار.
ومع تقارب القيمة السوقية لشركات إنبريدج (85 مليار دولار) وإكوينور (84 مليار دولار) وروزنفط الروسية (81 مليار دولار)، فإنها تتبادل المراكز باستمرار في قائمة العمالقة مع تغييرات طفيفة في أداء السهم.
وكذلك الحال بالنسبة لشركات لوك أويل وبتروبراس وتي سي إنرجي والمؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري، وفق بيانات كومبانيز ماركت كاب، التي تحدث بشكل يومي.
نادي التريليوني دولار
من بين شركات النفط والغاز، تأتي أرامكو السعودية ضمن أعضاء نادي التريليوني دولار؛ حيث تتجاوز القيمة السوقية للشركة حاجز تريليوني دولار.
وفي حين أن أرامكو كانت حتى وقت قريب للغاية ضمن أعضاء نادي التريليون دولار، لكنها الآن من بين 3 شركات تتجاوز قيمتها السوقية تريليوني دولار.
وعلى صعيد القطاعات كافة عالميا، تأتي أرامكو، البالغ قيمتها السوقية 2.003 تريليون دولار، في المركز الثالث بعد مايكروسوفت (2.507 تريليون دولار) وآبل ( 2.845 تريليون دولار).
وبالعودة لقطاع النفط والغاز؛ فإن القيمة السوقية لشركة أرامكو السعودية هي الأعلى بفارق ملحوظ عن نظيرتها التي تحل في المركز الثاني (إكسون موبيل).
وبطريقة أخرى، فإن القيمة السوقية لأرامكو السعودية تعادل القيمة السوقية لنحو 19 شركة مجتمعة تتداول في البورصات العالمية.
ومن الأمور الأكثر إثارة للدهشة، أن أرامكو أصبحت شركة عامة منذ أقل من عامين فقط؛ إذ إن تاريخ إدراجها في البورصة هو ديسمبر/كانون الأول لعام 2019.
ولا يأتي هذا التقييم من فراغ؛ إذ كانت أرامكو هي الشركة الأكثر ربحية في عام 2019، بصافي أرباح بلغ 88 مليار دولار.
وفيما انتزعت صانعة الآيفون (آبل) هذا اللقب العام الماضي، لكن من المرجح أن تعود الشركة السعودية للقمة مجددًا في 2021 مع أسعار النفط المرتفعة، بحسب تقرير نشره موقع فاجيوال كابيتاليست.
إرث ستاندرد أويل
رغم انقسام شركة ستاندرد أويل قبل قرن من الزمن تقريبًا، لكن لا يزال إرثها قائمًا حتى اليوم في شكل شركات كبرى داخل القطاع.
وبموجب التفكيك الذي حدث عام 1911، خرجت الشركتان الأميركيتان، إكسون موبيل وشيفرون؛ إذ تشغلان المركزين الثاني والثالث بين عمالقة النفط من حيث القيمة السوقية.
وكذلك، فإن شركتي شل وبي بي -كل منهما استحوذ على أصول من المحفظة الأصلية لشركة ستاندرد أويل- يحتلان مكانة بين قائمة الـ10 الكبار من حيث القيمة السوقية.
التوزيع الجغرافي
عند النظر إلى قائمة أكبر 20 شركة في قطاع النفط والغاز من حيث القيمة السوقية، نجد أنها تتركز في 10 دول فقط.
وفي حين تستضيف الولايات المتحدة 5 شركات من بين الكبار بالقطاع، فإن روسيا مأوى لنحو 4 شركات أخرى.
أما الشركات الـ11 الأخرى، فتتمركز في الصين أو البرازيل أو السعودية أو المملكة المتحدة أو هولندا أو فرنسا أو النرويج أو كندا.
انبعاثات الكربون
بما أن الحديث عن كبار شركات النفط والغاز؛ فمن المناسب تمامًا الحديث كذلك عن انبعاثات الكربون الضارة بالبيئة.
وبحسب الأرقام التي نقلها موقع فاجيوال كابيتاليست؛ فإن أرامكو السعودية هي أكبر شركة في العالم تُصدر غازات الدفيئة، وتمثل نحو 4% من إجمالي انبعاثات الشركات حول العالم.
وخلال المدة من عام 1965 حتى عام 2017؛ فإن شركات شيفرون وغازبروم وإكسون موبيل وبي بي وغيرها من عمالقة النفط تشارك أرامكو في قائمة أكبر 20 شركة تصدر انبعاثات كربونية ضارة.
ومع ذلك، تسعى شركات الوقود الأحفوري مؤخرًا لتقليل بصمتها الكربونية وتنويع مشروعاتها فضلًا عن بذل جهود في مسار تقليل كثافة الكربون.
ويشار إلى أن قائمة أكبر 10 دول مصدرة للانبعاثات الكربونية حتى عام 2019، تشمل الولايات المتحدة والصين والسعودية وروسيا، وفق ما نقلته الأونكتاد.
موضوعات متعلقة..
- أبرز 3 منشآت لالتقاط وتخزين الكربون في المنطقة العربية (إنفوغرافيك)
- نتائج أعمال أرامكو.. علامات مضيئة مقارنة بعام الوباء (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- أديبك 2021 يرسم ملامح مستقبل الطاقة وفرص النمو والتحوّل
- قفزة أسعار الطاقة.. السعودية والجزائر أبرز الفائزين والمغرب من بين الخاسرين (تقرير)