التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةمنوعات

قمة المناخ كوب 26.. ما سر المادة 6 من اتفاقية باريس؟

شركات كبرى تترقب مصير سوق الكربون الدولية

هبة مصطفى

تتجه الأنظار في قمة المناخ كوب 26، صوب المادة السادسة من بنود اتفاقية المناخ الموقّعة في باريس عام 2015، الخاصة بإنشاء ودعم سوق دولية لتعويضات الكربون، والتي تعدّ أهم بنود التفاوض في القمة.

ويُقصد بتعويضات الكربون خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة لتعويض الانبعاثات في منطقة أو بلدة أخرى، وتُقاس تلك التعويضات بطنّ ثاني أكسيد الكربون المكافئ.

تعويضات الكربون

مع التوجّه العالمي نحو الحفاظ على البيئة بشكل أكبر، يقع على عاتق الشركات مسؤولية الخضوع للوائح الحكومية بشأن نسب خفض الانبعاثات، ونظرًا لعدم قدرة غالبية الشركات على خفض نسب ابنعاثاتها، فإنها تلجأ لشراء تعويضات الكربون عن طريق أرصدة ائتمانية.

وتُمثّل تعويضات الكربون قسائم شراء تسمح للشركات بتعويض فارق الانبعاثات التي لم تسمح لها أنشطتها بخفضها، لحين صبغة مشروعاتها وتوجهاتها بطابع أكثر استدامة، أو بتحويل أرصدتها المنفقة على تعويضات الكربون إلى استثمارات صديقة للبيئة.

وتعدّ تعويضات الكربون حلًا مؤقتًا للتغلب على الانبعاثات، إلّا أنه حلّ غير مستدام؛ إذ يتّهم نشطاء بيئيون الشركات والحكومات التي تلجأ إليه بممارسة "الغسل الأخضر" للاستثمارات القائمة على الوقود الأحفوري.

انبعاثات الكربون - الدول المتقدمة
حصة الدول المتقدمة والنامية من انبعاثات الكربون تاريخيًا

أنواع الأسواق

تشمل سوق تعويضات الكربون طريقتي مقايضة: سوق الامتثال، والسوق الطوعية.

في أسواق الامتثال، تقوم الحكومات والشركات والجهات الأخرى –غير الملتزمة بخفض نسب الانبعاثات- بشراء تعويضات الكربون؛ امتثالًا بالحدّ الأقصى لإجمالي الانبعاثات، وتنشط هذه الأسواق بكثرة في كاليفورنيا الأميركية والأسواق الأوروبية.

أمّا الأسواق الطوعية لتعويضات الكربون، فهي أسواق تشارك فيها منظمات تحمل على عاتقها الخفض الذاتي للانبعاثات الكربونية وغازات الاحتباس الحراري.

وتسمح تلك الأسواق بشراء الحكومات والشركات والأفراد لاستثمارات مقابل الانبعاثات التي ولّدها استخدامهم الشخصي، عبر مشروعات صديقة للبيئة.

ومؤخرًا، زاد الزخم حول الأسواق الطوعية لمكافحة تغيّر المناخ، ونمت القيمة السوقية لها إلى ما يقارب 320 مليون دولار، وسجّل حجم معاملات تعويضات الكربون أعلى مستوى له في غضون 8 سنوات عام 2019، وفقًا لبورصة شيكاغو التجارية "سي إم إي غروب".

ويسعى المشاركون في أسواق تعويضات الكربون بنوعيها إلى الاستفادة من العقود الآجلة لإحداث توازن للانبعاثات العالمية.

اتفاق كيوتو

تدعم تلك التعويضات مشروعات تهدف لخفض غازات الاحتباس الحراري، سواء على المدى القصير أو الطويل، مثل مشروعات الطاقة المتجددة، وطاقة الرياح، وغيرها.

ونظّم العمل في أسواق تعويضات الكربون، اتفاق "كيوتو"، الذي يعدّ خطوة تنفيذية لاتفاق الأمم المتحدة المبدئي بشأن المناخ الموقع عام 1992، ودخل حيز التنفيذ عام 2005.

ونصّ الاتفاق على التزامات قانونية محددة على الدول الصناعية الكبرى، بجانب التزامات عامة لكل البلدان.

انبعاثات الكربون

آمال الشركات

في هذا الإطار، تترقب شركات كبرى نتائج محادثات قمة المناخ كوب 26، إذ من المتوقع أن تكشف الدول المشاركة عن قواعد تداول ومقايضة الكربون على الصعيد الدولي، التي تنعقد عليها آمال تلك الشركات لضمان جودة تعويضات الكربون وكميتها.

وتُحدد المفاوضات حول المادة 6، قواعد تحويلات أرصدة الكربون العالمية، إذ تكمن نقاط الخلاف حول كيفية تحديد وتقدير أرصدة الكربون بين الدول، وفق منصة آرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة.

وتُحدد طريقة المحاسبة التي من المقرر أن تتفق عليها الدول بموجب المادة 6، مدى التأثير في أسواق تعويضات الكربون الطوعية، التي زاد نموها مؤخرًا، بعد إعلان شركات عدّة التزامها بالحياد الكربوني.

خطوات استباقية

من جانبه، أوضح رئيس إدارة القطاع المناخي العالمي في شركة صناعة الأجهزة الذكية اللوحية "إتش بي"، ديفيد إيشبيرغ، أن نجاح المحادثات –خلال كوب 26- حول المادة 6 من اتفاقية باريس للمناخ، يؤدي إلى تطوير سوق تعويضات الكربون.

وأضاف أن الاستثمارات تواجه معوقات، في الآونة الأخيرة، لنقص الشفافية، مشيرًا إلى أن تطوير سوق تعويضات الكربون من شأنه دفع الحكومات والجهات المستفيدة، من شركات وكيانات، لاتخاذ خطوات استباقية لدعم التمويل، وتنفيذ المشروعات.

ولفتت نائبة رئيس شركة آبل للبيئة والسياسات والمبادرات الاجتماعية، ليزا جاكسون، إلى أن التعاون يجب أن يشمل الشركات كافة، مشيرة إلى أن عدم التزام الشركات بشكل صارم تجاه تعزيز المجتمع والتخلص من الكربون، يُلقي بأعباء على الشركات الملتزمة.

قمة المناخ كوب 26

زيادة المشروعات

أشارت نائبة الرئيس لحلول العملاء في ناتشورال كابيتال بارتنرز، آلتيرا هيتزل، إلى أنه لتلبية الطلب المتزايد على المدى القصير والطويل في أسواق التعويضات، يجب العمل على زيادة المشروعات.

قمة المناخ كوب 26 .. إنتاج الفحم الصيني يسجل مستويات قياسية

وفسّرت ذلك بأن مشروعات مثل التشجير، تحتاج وقتًا للنمو وتحقيق الهدف المنشود منها، وربما يتسبب انتظار نمو تلك المشروعات حتى تصل لمرحلة احتجاز الكربون، في تأخّر ضخّ الأموال في الأسواق.

وأضافت هيتزل أن سوق الكربون ستواجه اختلافات في المستقبل، إذ ستتجه الشركات إلى تعامل "ثلاثي" بدلًا من شراء أرصدة التعويضات من السوق الفورية، حتى تضمن وفرة مخزون الطلب في العقود المستقبلية.

وتتمثل الأبعاد الثلاثة المستقبلية للشركات في شراء الأرصدة الفورية، والبحث عن تعويضات كربون تأمينية، وضخّ رأس المال في الاستثمارات المستقبلية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق