تراجع التوليد من طاقة الرياح يهدد موثوقية الكهرباء في المستقبل (تقرير)
انخفض التوليد من طاقة الرياح بأوروبا 30% في 6 أشهر
أحمد شوقي
تراجع توليد الكهرباء من طاقة الرياح عمومًا هذا العام، وفي أوروبا تحديدًا، مما فاقم أزمة الطاقة، خاصة مع نقص إمدادات الغاز الطبيعي.
ومثلما عانت أوروبا من انخفاض معدل الرياح، أدّى الجفاف في البرازيل إلى انخفاض توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية، التي توفر 66% من الطلب على الكهرباء في البلاد.
ومن أجل تحقيق أهداف الحياد الكربوني، ينتقل العالم بعيدًا عن الوقود الأحفوري، ويتجه بدلًا من ذلك إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية.
ومن شأن هذا التغيير أن يجعل أنظمة الكهرباء حساسة بشكل متزايد لتقلبات الطقس، ما يمثّل مشكلة خطيرة في موثوقية الكهرباء، بحسب تقرير صادر مؤخرًا عن منتدى الاقتصاد العالمي، بالتعاون مع موقع ذا كونفرزيشن.
ضعف الرياح
أثّرت الظروف الجوية المتمثلة في انخفاض معدل الرياح، بسعة توليد الكهرباء من طاقة الرياح هذ العام، خصوصًا في أوروبا.
وتراجع توليد الكهرباء من طاقة الرياح في أوروبا بنحو 30%، آخر 6 أشهر، ما أسهم إلى جانب نقص إمدادات الغاز، في تشكيل أزمة الطاقة الحالية.
فيما أوضحت شركة الطاقة البريطانية إس إس إي (SSE) أن أصولها من مصادر الطاقة المتجددة أنتجت كهرباء أقلّ بنسبة 32% مما كان متوقعًا، خلال المدّة بين 1 أبريل/نيسان و22 سبتمبر/أيلول الماضي.
أزمة الطاقة
رغم أن انخفاض الرياح هذا العام كان أحد أسباب أزمة الطاقة في أوروبا، يرى منتدى الاقتصاد العالمي أنه لا يجب القلق من مدة الرياح المنخفضة.
ويشير التقرير إلى أن هذه الأوقات من انخفاض الرياح، المعروفة باسم "جفاف الرياح"، أصبح من المهم فهمها من أجل تشغيل أنظمة الكهرباء بطريقة موثوقة.
ويوضح بحث لجامعة ريدنغ أهمية إدراك التباين من عام إلى آخر في توليد الكهرباء من طاقة الرياح عند الاستثمار في هذا المصدر المتجدد، للتأكد من الاستعداد لهذه الأحداث عند حدوثها.
تأثير تغيّر المناخ
يمكن أن يؤثر تغيّر المناخ في سرعة الرياح، لذلك لا بدّ من أخذه بعين الاعتبار في أنظمة الكهرباء، التي تعتمد في الغالب على طاقة الرياح، حسب التقرير.
ويشير أحدث تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ والتابعة للأمم المتحدة إلى أن متوسط سرعة الرياح في أوروبا سينخفض بنسبة تتراوح بين 8% و10% نتيجة لتغيّر المناخ.
وفي النهاية، ما حدث من تراجع توليد الكهرباء من طاقة الرياح هذا العام، هو تذكير واضح بمدى التغيّر الذي قد يحدث لتوليد الكهرباء من هذا المصدر، وأنه لا يمكن أن يكون الاستثمار الوحيد لشبكة كهرباء مستقبلية موثوقة.
لذلك، سيكون الجمع بين الرياح والمصادر المتجددة الأخرى مثل الطاقة الشمسية والطاقة المائية والقدرة على إدارة الطلب على الكهرباء بذكاء أمرًا بالغ الأهمية في أوقات مثل هذا الصيف عندما لا تهب الرياح، وفقًا للتقرير.
موضوعات متعلقة..
- طاقة الرياح البحرية.. اتفاق عالمي لزيادة حادة في السعة المركبة
- هل ينجح الاتحاد الأوروبي في إيجاد بدائل لحل أزمة الطاقة؟
اقرأ أيضًا..
- أذربيجان.. أُمّ صناعة النفط العالمية
- إكسون موبيل تحقق أقوى نتائج فصلية في 4 سنوات
- إنتاج النفط الصخري في برميان يقترب من مستوياته القياسية قبل الوباء