الطاقة النظيفة.. الفجوة بين إنفاق الدول المتقدمة والنامية تتفاقم
التفاوت بينها يهدد الجهود العالمية نحو الحياد الكربوني
أحمد شوقي
ما تزال الفجوة كبيرة في الإنفاق على الطاقة النظيفة والتعافي المستدام بين الاقتصادات المتقدمة والأسواق الناشئة والنامية؛ ما يؤكد الحاجة إلى الدعم الدولي لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.
وبحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية الصادر الخميس الماضي، جمعت الاقتصادات المتقدمة تقريبًا ضعف التمويل للطاقة النظيفة من خلال تدابير التعافي المستدام مقارنة بنظيرتها الناشئة والنامية.
وبصفة عامة، ارتفع الإنفاق الحكومي لمواجهة آثار وباء كورونا إلى مستوى غير مسبوق يبلغ 16.9 تريليون دولار، مع كون اقتصادات مجموعة العشرين تمثّل 98% من الإجمالي، بينما بلغ الإنفاق الخاص بالتعافي الاقتصادي 2.3 تريليون دولار.
الإنفاق على الطاقة النظيفة
بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية، ما يزال الإنفاق الحكومي على الطاقة النظيفة وتدابير التعافي المستدام يمثّل 3% فقط من الإجمالي حول العالم.
وبلغ إجمالي الإنفاق الحكومي المخصص للطاقة النظيفة وتدابير التعافي المستدام نحو 470 مليار دولار حتى أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2021، بزيادة قدرها 20% عن تقرير وكالة الطاقة الدولية لشهر يوليو/تموز الماضي.
وقدّرت خطة التعافي المستدام الواردة في تقرير وكالة الطاقة لعام 2020، ارتفاع متوسط النمو الاقتصادي العالمي بنحو 1.1% سنويًا، حال تعزيز الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة إلى تريليون دولار كل عام من 2021 إلى 2023.
كما أن ذلك يمكن أن يوفر 9 ملايين وظيفة، ويضع العالم على المسار الصحيح لتحقيق أهدافه المحددة في اتفاقية باريس، وفقًا للتقرير.
ويمكن للسياسات المنفّذة في جميع أنحاء العالم منذ انتشار الوباء أن تجمع في المتوسط 400 مليار دولار سنويًا لاستثمارات الطاقة النظيفة والتعافي المستدام بين عامي 2021 و2023، وهو ما يمثّل 40% من الإنفاق المتوقع في خطة التعافي المستدام 2020، بحسب التقرير.
الاقتصادات المتقدمة
من المرجح أن تصل الاستثمارات الحكومية في الاقتصادات المتقدمة إلى ثلثي إجمالي مستويات الاستثمار المذكورة في خطة التعافي المستدام بين عامي 2021 و2023، والبالغة 416 مليار دولار، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وبحسب السياسات الحالية، بلغت استثمارات الاقتصادات المتقدمة نحو 277 مليار دولار حتى الآن، بحسب التقرير.
وما تزال العديد من الدول في طور صياغة واعتماد برامج إنفاق جديدة من شأنها أن تعزز مخصصات الطاقة النظيفة، لا سيما في فرنسا واليابان والولايات المتحدة.
وتشمل هذه الخطط تعزيز كفاءة استخدام الطاقة، وتوليد الكهرباء المتجددة والشبكة الكهربائية، فضلًا عن دعم النقل النظيف والإنفاق على الابتكار في تقنيات الهيدروجين واحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه.
ويمكن لهذه التدابير المخططة أن تجعل الاقتصادات المتقدمة -التي تمثّل الجزء الأكبر من الإنفاق على التعافي العالمي الموجّه نحو الطاقة النظيفة- قريبة للغاية من المستويات المتوقعة في خطة التعافي المستدام، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
الأسواق الناشئة والنامية
على العكس من ذلك، ما يزال الإنفاق الحكومي في بلدان الأسواق الناشئة والنامية يمثّل عُشر المستويات في الاقتصادات المتقدمة.
ويشكّل هذا تحديات كبيرة لتوسيع نطاق الاستثمار في الطاقة النظيفة في الاقتصادات الناشئة والنامية، والتي يجب أن تكون مأوى لنحو ثلثي استثمارات الطاقة النظيفة على مدار الـ3 عقود المقبلة، حال رغبة العالم تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، بحسب وكالة الطاقة.
وفي تقرير سابق، أكدت وكالة الطاقة أن حجم الاستثمارات السنوية في الطاقة النظيفة داخل الاقتصادات النامية يجب أن يزيد بمقدار 7 مرات بحلول نهاية العقد، إذا كان العالم يسعى للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.
وتزيد تأثيرات كورونا من التحديات التي تواجه تمويل تحوّل الطاقة النظيفة في الاقتصادات الناشئة والنامية، فمن المرجح أن تزيد تداعيات الوباء طويلة الأجل الأمر صعوبة بالنسبة لدفع تكاليف عملية تحوّل الطاقة؛ ما يؤكد الحاجة إلى الدعم الدولي، بحسب التقرير.
ويأتي تزايد الصعوبات على الدول الناشئة والنامية في استثمارات الطاقة النظيفة في الوقت الذي تتحمل فيه هذه البلدان العبء الأكبر من تغيّر المناخ، رغم أنها ليست مسؤولة عن غالبية الانبعاثات الكربونية.
ومن شأن تخلّف الدول المتقدمة عن دعم نظيرتها النامية، لتوفير التمويل اللازم لتحوّل الطاقة، أن يكبح جماح أيّ تقدّم عالمي نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وفشلت الدول المتقدمة في الوفاء بتعهداتها لعام 2020، البالغة 100 مليار دولار سنويًا، للدول النامية، لدعم جهود مواجهة تغيّر المناخ.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة تحدد شروطًا لوصول الدول النامية إلى الحياد الكربوني
- الحياد الكربوني.. 3 عوامل تساعد على تحقيق حلم التصدي لتغير المناخ
- 3 دروس مستفادة من وباء كورونا لمواجهة أزمة تغير المناخ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- الطلب العالمي على الذهب يتراجع 9% في 9 أشهر
- مشروعات الطاقة الشمسية في 2022 عرضة لخطر التأجيل والإلغاء (تقرير)