الصين تكثف جهودها لتأمين واردات الغاز لتفادي أزمة طاقة في الشتاء
مع توقعات بزيادة الطلب بنسبة 10%
داليا الهمشري
تحاول الصين تجنّب أزمة كهرباء مماثلة لتلك التي شهدتها البلاد الشتاء الماضي، من خلال تأمين احتياجات البلاد من الغاز الطبيعي، وسط توقعات بزيادة الطلب.
وتوقّعت شركة بتروتشاينا -أكبر منتج للنفط والغاز في البلاد- يوم الخميس ارتفاع طلب الصين على الغاز الطبيعي إلى 180 مليار متر مكعب هذا الشتاء، بزيادة 10% عن العام السابق.
وقال نائب رئيس شركة بتروتشاينا، لي وي -في ندوة نظّمتها بورصة تشونغتشينغ للغاز المدعومة من الدولة في مدينة تيانجين- إن بتروتشينا قد أمّنت 106.2 مليار متر مكعب من إمدادات الغاز لهذا الشتاء، بزيادة 8.4% عن العام الماضي.
تلبية احتياجات الشتاء
أبرز نائب رئيس شركة بتروتشاينا، لي وي، أن نحو 60 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي ستُورّد من مصادر محلية، في حين سيصل الغاز المستورد من خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال إلى نحو 20 مليار متر مكعب و10 مليارات متر مكعب على التوالي.
وتخطّط بتروتشاينا لتوريد 82 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي للتدفئة السكنية في المدن، وبيع الكمية المتبقية إلى القطاعات الصناعية مثل الأسمدة والكيماويات.
"نتوقع أن تكون إمدادات الغاز بشكل عام قادرة على تلبية طلب السوق هذا الشتاء، ولكن قد يكون هناك نقص في الإمدادات في بعض أوقات الذروة"، حسب لي وي.
زيادة الطلب على الغاز
يتوقع خبراء الأرصاد الجوية انخفاض درجات الحرارة في شمال الصين وهطول الأمطار في جنوب الصين خلال فصل الشتاء، ما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الغاز لأغراض التدفئة وتوليد الكهرباء.
وحثّت الحكومة شركات الطاقة على تكثيف جهودها لتعزيز إمدادات الغاز قبل زيادة الطلب على التدفئة بحلول فصل الشتاء في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وحتى الوقت الحاضر، حصلت الصين على 174.4 مليار متر مكعب من إمدادات الغاز الطبيعي لهذا الشتاء، حسب رويترز.
كما جرى تكليف شركة سينوبك بتوفير 27 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي للسوق هذا الشتاء، بما في ذلك 13.24 مليار متر مكعب من حقولها المحلية.
الوقود البديل
تعمل شركة بتروتشاينا على زيادة تخزين الغاز للاستخدام في حالات الطوارئ، ومن المقرر إطلاق رصيف جديد بمساحة 266 ألف متر مكعب في محطة تيانجين للغاز الطبيعي المسال بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني.
وتتوقع شركات الطاقة الصينية والباحثون الحكوميون زيادة كبيرة في الطلب على الغاز لتوليد الكهرباء في المساكن والقطاعات الصناعية هذا الشتاء، إذ أدّت أزمة نقص إمدادات الفحم على مستوى البلاد، وانقطاع التيار الكهربائي إلى زيادة الطلب على الوقود البديل.
"إن أهداف تحقيق الحياد الكربوني في الصين قيّدت إنتاج الفحم واستخدام محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، ما أدى إلى زيادة الطلب على الغاز لتوليد الكهرباء"، حسبما ذكر نائب رئيس شركة بتروتشاينا، لي وي.
تعويض نقص الفحم
أوضح وي أنه بعد أن كان الغاز يستخدم من قبل بوصفه وقودًا احتياطيًا فقط خلال أوقات ذروة الطلب، فإنه يُستخدم الآن بانتظام لتوليد الكهرباء.
واستهلكت الصين نحو 4.44 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء في سبتمبر/أيلول، بزيادة 22.5% عن العام الماضي، حسب بيانات لبورصة تشونغتشينغ للغاز، عندما عانت أكثر من نصف المدن الصينية نقص الكهرباء نتيجة عدم كفاية إمدادات الفحم.
ومن جانبه، توقّع الباحث في الأكاديمية الصينية لأبحاث الاقتصاد، تيان لي، أن يبلغ استهلاك الغاز في الصين ما بين 365 و370 مليار متر مكعب خلال العام الجاري بزيادة قدرها 10 مليارات متر مكعب لقطاع الكهرباء.
موضوعات متعلقة..
- ما هي الدول الأكثر استهلاكًا للغاز الطبيعي حول العالم؟ (إنفوغرافيك)
- الصين تضع خطة صارمة لكبح جماح أسعار الفحم
- الصين.. شركات الفحم الكبرى تتعهد بزيادة الإنتاج والحد من ارتفاع الأسعار
اقرأ أيضًا..
- انقلاب السودان.. صادرات النفط في الجنوب تواجه عدة تحديات
- رئيس أرامكو: العالم يحتاج مرحلة انتقالية لتأمين إمدادات موثوقة للطاقة بأسعار معقولة
- توتال تجني ثمار أزمة الطاقة في أوروبا وتحقق أرباحًا طائلة