نيويورك تنتصر لقانون المناخ وترفض تشغيل محطتي كهرباء بالغاز
ضمن مساعي الولاية لتوليد كهرباء نظيفة بحلول 2040
مي مجدي
في سابقة من نوعها، رفضت ولاية نيويورك منح تصاريح لبناء محطتين لتوليد الكهرباء وتشغيلهما تعملان بالغاز الطبيعي، وتمثّل هذه الخطوة انتصارًا لقانون المناخ الجديد ومحاولات الولاية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى 85% بحلول عام 2050.
وقالت إدارة حماية البيئة في ولاية نيويورك، إن المقترحات المقدّمة من شركتي "إن آر جي إنرجي" و"دانسكامر إنرجي" تتعارض مع الأهداف طويلة المدى لقانون المناخ، وتطيل أمد الاعتماد على الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء، بحسب وكالة رويترز.
المشروعات المقترحة
في عام 2020، اقترحت شركة "إن آر جي إنرجي" استبدال 24 توربينًا للغاز في محطة أستوريا بمولّد توربيني جديد يعمل بالوقود الأحفوري قادر على إنتاج 437 ميغاواط.
بينما سعت شركة "دانسكامر إنرجي" للحصول على إذن لإعادة تشغيل محطة كهرباء تعمل بالغاز الطبيعي بقدرة 532 ميغاواط.
وتعقيبًا على القرار، قال نائب رئيس قسم التطوير في "إن آر جي إنرجي"، توم إتكينز، إن الشركة تراجع قرار الولاية، زاعمًا أن المشروع كان سيقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وسيعزز توفير كهرباء موثوقة لملايين من سكان نيويورك في هذا الوقت الحرج.
وتابع، إن محطة أستوريا ستستمر في عملها لمدة 18 شهرًا أخرى، قبل أن تضطر إلى الإغلاق بموجب القانون الجديد.
وترى الشركتان أن الغاز الطبيعي ضروري لنيويورك ويضمن لها بنية تحتية راسخة، لكن نشطاء المناخ والمسؤولين الحكوميين يعدّون المضي قدمًا في استمرار الاستثمار بالوقود الأحفوري، حتى الغاز، الذي يُعدّ أنظف من النفط والفحم، سيقضي على الجهود المبذولة للقضاء على انبعاثات الاحتباس الحراري.
الاختبار الأول للقانون
ترى إدارة حماية البيئة بالولاية أن المشروعين لا يمتثلان لمتطلبات قانون المناخ وحماية المجتمع لعام 2019، إذ يهدف إلى توليد كهرباء خالية من الانبعاثات بحلول عام 2040.
ومنذ إعلان القرار، حظي بتأييد نشطاء البيئة وحاكمة الولاية، كاثي هوشول.
وقالت هوشول في بيان: "إن تغيّر المناخ يشكّل أكبر تحدٍّ يواجه العصر الحالي، وندين للأجيال القادمة بتحقيق الأهداف الوطنية في قطاع المناخ وخفض الانبعاثات."
ومن جانبها، أشادت مجموعة "سييرا كلوب" البيئية بالقرارات، وقالت إنها تشكّل سابقة وخطوة فعّالة لوقف استئناف أيّ مقترحات غاز جديدة في نيويورك.
مستقبل الطاقة النظيفة
تشهد ولاية نيويورك تغييرات جذرية في القوانين والأنظمة البيئية للاعتماد على الطاقة المتجددة والحدّ من الانبعاثات.
ويُعدّ سَنّ قانون المناخ في عام 2019 استجابة لأزمة تغيّر المناخ التي فرضت نفسها على العالم خلال السنوات الماضية.
وتتطلع الولاية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى 40% بحلول عام 2030، و85% بحلول عام 2050، وفقًا لقانون والمناخ.
وفي غضون 2030، يجب أن تُنتج الولاية 70% من الكهرباء من مصادر متجددة، لا سيما من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
كما يهدف القانون إلى التخلص نهائيًا من انبعاثات الكربون من قطاع الكهرباء، والتحول بالكامل إلى السيارات الكهربائية، وتغيير أنظمة التدفئة والتبريد إلى أنظمة تعمل بالكهرباء والمضخات الحرارية، بالإضافة إلى الحدّ من استخدام الوقود الأحفوري وتحسين كفاءة الطاقة والكهرباء.
اقرأ أيضًا..
- توتال تجني ثمار أزمة الطاقة في أوروبا وتحقق أرباحًا طائلة
- الطلب العالمي على الذهب يتراجع 9% في 9 أشهر