الكونغرس يدخل على خط الهجوم على شركات النفط ويتهمها بالتضليل
بعد اعترافات إكسون موبيل
داليا الهمشري
قبل أيام من انعقاد مؤتمر المناخ (كوب 26) في غلاسكو، يشنّ الديمقراطيون في الكونغرس الأميركي حربًا شرسة ضد شركات النفط الكبرى، متّهمين عمالقة الصناعة بالتضليل لعرقلة أهداف العمل المناخي.
وفي هذا الإطار، يستعد الديمقراطيون -اليوم الخميس- لمواجهة مع شركات النفط الكبرى خلال جلسة استماع في الكونغرس.
وسيشهد مسؤولون تنفيذيون من شركات النفط (إكسون موبيل، وبريتيش بتروليوم، وشيفرون، وشل، بالإضافة إلى مجموعتين صناعيتين رئيستين)، أمام لجنة الرقابة والإصلاح في جلسة استماع بشأن ما أطلق عليه الديمقراطيون "حملة تضليل" لعرقلة العمل المناخي.
جاءت هذه الخطوة بعد جهود طويلة الأمد بذلها المشرّعون -خلال الأشهر الأخيرة- لحمل شركات الطاقة الكبرى على الإدلاء بشهادتها في الـ"كابيتول هيل".
الغسل الأخضر
من المتوقع أن يدلي بشهادته الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، دارين وودز، ورئيس شركة بي بي أميركا، ديفيد لولر، والرئيس التنفيذي لشركة شيفرون، مايكل ويرث، ورئيس شركة شل، غريتشن واتكينز، ورئيس معهد النفط الأميركي، مايك سومرز، ورئيس غرفة التجارة الأميركية سوزان كلارك.
من جانبها، قالت رئيسة اللجنة النائبة الديمقراطية، كارولين مالوني، -في مقابلة مع صحيفة "ذا هيل" أمس الأربعاء-، إنها تتطلع لمحاسبة الشهود.
وأضافت مالوني: "عندما أصبح تغيّر المناخ قضية لا يمكن إنكارها، بدأت صناعة الوقود الأحفوري حملة منظمة بمليارات الدولارات للغسل الأخضر لدورها في الأزمة".
واستطردت النائبة الديمقراطية: "إننا ننوي محاسبتهم، ونأمل أن يكونوا جزءًا من الحل، بدلاً من أن يكونوا جزءًا من المشكلة"، موضحة أن التحقيق مستمر، وأن جلسة الاستماع ستكون الأولى من عدّة جلسات مخطط لها.
معلومات مُضللة
تأتي جلسة الاستماع وسط حالة من التوتر بين الشهود واللجنة، إذ أوضح استشاري الجلسة أن "الشهود لم يمتثلوا بصورة كافية لطلبات الحصول على الوثائق"، حسب موقع ذا هيل.
وأبرزت رئيسة اللجنة أن الكثير من الوثائق التي تقدمت بها شركات النفط موجودة بالفعل ومتاحة للجمهور.
"لقد طلبنا على وجه التحديد الاتصالات الداخلية لكبار المسؤولين التنفيذيين، بما في ذلك المديرون التنفيذيون، إلّا أن الشركات تجاهلت هذا الطلب، كما طرحنا أسئلة محددة حول حجم الأموال التي يدفعونها لشركات العلاقات العامة التي وظفوها للترويج لمعلومات مضللة"، حسب مالوني.
مستقبل منخفض الكربون
بينما أكد الشهود أنهم قدّموا وثائق إلى اللجنة، أفاد متحدث باسم إكسون أنه "على اتصال مع موظفي اللجنة منذ شهور، وأن شركته استجابت لطلب الوثائق.
وذكر متحدث باسم شل أن الشركة "سلّمت إلى اللجنة آلاف الصفحات من الوثائق التي تسلّط الضوء مباشرة على موقف الشركة بشأن قضية تغيّر المناخ على مدى عدّة عقود، وعبّرنا عن دعمنا القوي لاتفاقية باريس، وجهودنا لنكون روّاد الصناعة في الانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون ".
وأبدي ممثّلو كل من بريتيش بتروليوم ومعهد النفط الأميركي ملحوظات متشابهة، لافتين إلى أنهم تعاونوا مع اللجنة، وقدّموا "آلاف" الصفحات من الوثائق.
واستشهد المشرّعون، بمن في ذلك النائب الديمقراطي ورئيس اللجنة الفرعية للبيئة، رو خانا، بجلسة استماع عُقدت عام 1994 مع المسؤولين التنفيذيين في صناعة التبغ، وبعد ذلك حقّق معهم الكونغرس لاحتمال كذبهم.
"للمرة الأولي في التاريخ، سيكون على شركات النفط الردّ على الكونغرس والرأي العامّ الأميركي لكذبها حول حقائق أزمة المناخ والأضرار البيئية الناجمة عن منتجاتها"، حسب خان.
فرض ضرائب على الانبعاثات
دعت رئيسة اللجنة النائبة الديمقراطية، كارولين مالوني، الدولة إلى إلغاء دعم الوقود الأحفوري، وتنفيذ إعفاءات ضريبية على الطاقة المتجددة وفرض ضرائب على انبعاثات غاز الميثان.
سعى المشرّعون لمدة طويلة إلى عرض الشركات على الكونغرس، ففي أبريل/نيسان، دعا السناتور بيرني ساندرز المديرين التنفيذيين من شركات إكسون موبيل وبي بي وشيفرون للإدلاء بشهادتهم، ودعت النائبة كاتي بورتر شركة إكسون موبيل للمثول في جلسة استماع لجنة ماي هاوس للموارد الطبيعية.
وفي مايو/أيار، وجّه خانا استدعاء للمديرين التنفيذيين لشركات الوقود الأحفوري.
إلّا أن القضية حظيت باهتمام كبير في أعقاب نشر تسجيل لأحد أعضاء جماعة الضغط التابعة لشركة إكسون موبيل، كيث ماكوي، في يونيو/حزيران الماضي.
اعترافات إكسون
قال مكوي، الذي لم يكن يعلم أنه كان يتحدث إلى ناشط في منظمة السلام الأخضر -وتُعرف المنظمة أيضًا باسم غرينبيس وهي منظمة بيئية عالمية غير حكومية-، إن الشركة شنّت حربًا ضد "بعض النظريات العلمية" حول دور الوقود الأحفوري في تغيّر المناخ.
إلّا أن إكسون موبيل تنصّلت من تسجيل ماكوي، وقال الرئيس التنفيذي وودز: "التعليقات التي أدلى بها الأفراد لا تمثّل بأيّ حال من الأحوال موقف الشركة بشأن مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك السياسة المناخية، والتزامنا الراسخ بأن تسعير الكربون مهم لمعالجة تغيّر المناخ".
وأضاف وودز: "لم يشارك هؤلاء الأفراد مطلقًا في وضع المواقف السياسية للشركة بشأن القضايا التي نوقشت".
لكن بالنسبة للمشرّعين، كان اعتراف مكوي كافيًا لشنّ الحرب على شركات النفط بعد سنوات من الدعاوى القضائية والصحافة التي تزعم أن شركات الطاقة على علم بمساهمتها في تغيّر المناخ.
موضوعات متعلقة..
- المستثمرون يفضّلون شركات النفط التي تتفادى الطاقة المتجددة
- كوب 26.. شركات النفط الكبرى محرومة من المشاركة في مؤتمر المناخ
- الشركات الأميركية تضيف 12 حفارة للتنقيب عن النفط في أسبوع
اقرأ أيضًا..
- توتال تجني ثمار أزمة الطاقة في أوروبا وتحقق أرباحًا طائلة
- أسعار النفط تنخفض لأدنى مستوى في أسبوعين.. وخام برنت تحت 84 دولارًا
- مشروعات الطاقة الشمسية في 2022 عرضة لخطر التأجيل والإلغاء (تقرير)