ولي العهد السعودي يُطلق منتدى مبادرة السعودية الخضراء ويعلن حزمة مبادرات بيئية جديدة
بمشاركة عربية وعالمية
حياة حسين
أطلق ولي العهد السعودي، رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء، الأمير محمد بن سلمان، اليوم السبت، النسخة الأولى للمنتدى السنوي لمبادرة السعودية الخضراء الذي سيُعنى بإطلاق "المبادرات البيئية الجديدة للمملكة، ومتابعة أثر المبادرات التي أُعلنت في السابق، بما يحقق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء".
وانطلقت أعمال المنتدى بكلمة افتتاحية للأمير محمد بن سلمان، أعلن فيها حزمة من المبادرات البيئية، كما تعهّد بأن تصبح العاصمة السعودية الرياض واحدة من كبرى المدن المستدامة في العالم، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس".
مبادرات جديدة
قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إن حكومة السعودية خصصت استثمارات بقيمة تزيد على 700 مليار ريال (184.2 مليار دولار أميركي)، لتنمية "الاقتصاد الأخضر"، وتوفير فرص عمل وتمويلات استثمارية ضخمة للقطاع الخاص في إطار رؤية 2030.
وكشف عن نية المملكة الانضمام إلى عدد من التحالفات الدولية لتحقيق هذا الغرض.
وعلى سبيل المثال ستنضم المملكة إلى "الاتحاد العالمي للمحيطات، وتحالف القضاء على النفايات البلاستيكية في المحيطات والشواطئ، واتفاقية الرياضة لأجل العمل المناخي".
كما ستؤسس السعودية مركزًا عالميًا للاستدامة السياحية، وهي "مؤسسة غير ربحية لاستكشاف البحار والمحيطات"، وفق "واس".
وأكد الأمير محمد بن سلمان أن السعودية تسعى للوصول إلى "الحياد الكربوني" عام 2060، عبر نهج الاقتصاد الدائري للكربون، و"بما يتوافق مع خططها التنموية وتمكين تنوعها الاقتصادي، وبما يتماشى مع (خط الأساس المتحرك)، ويحفظ دور المملكة الريادي في تعزيز أمن أسواق الطاقة العالمية واستقرارها".
وأعلن ولي العهد -خلال كلمته- إطلاق مبادرة الطاقة لخفض انبعاثات الكربون بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، وهو ما يعني زيادتها "طوعيًا" عن المستهدف سابقًا بنسبة الضعف.
وتعني هذه المبادرة أن المملكة ستتجه إلى تعديل مزيج الطاقة، والعمل على ترشيد استهلاكها، والاستثمار في المصادر المتجددة مثل الهيدروجين.
كما أشار إلى أن المملكة انضمت إلى "التعهد العالمي بشأن الميثان" الذي يستهدف خفض انبعاثات الغاز بنسبة 30%.
وقال الأمير محمد بن سلمان، إن مجموعة من الشركات المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة ستعلن اليوم السبت مجموعة من المبادرات في هذا المجال.
وعلى صعيد حماية البيئة، أشار ولي العهد إلى ما أعلنته المملكة في وقت سابق، عن خطة لزراعة 10 مليارات شجرة، تمثّل 10% من المستهدف العالمي لزراعة الأشجار.
ودعا ولي العهد، في ختام كلمته، المشاركين في المنتدى إلى مناقشة 60 مبادرة في هذا المجال، ستطلقها المملكة اليوم السبت.
وزير الطاقة يشدد على خفض الانبعاثات
أكد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، الحاجة إلى خفض كل الانبعاثات الغازية التي تُسهم في تغير المناخ، والنظر في جميع القطاعات، وتمحّص جميع الحلول، والاهتمام بمجال إعادة التطوير من خلال التقنيات المتاحة، وكيفية حماية البيئة وإدارة المياه بمشاركة القطاعات الحكومية والخاص.
جاء ذلك في جلسة نقاشية ضمن برنامج منتدى مبادرة السعودية الخضراء، التي ناقشت العد التنازلي لانطلاق مؤتمر المناخ كوب26.
وشارك في الجلسة، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، الذي أثنى على تنظيم هذا المنتدى، وأشار إلى أهميته كونه "يناقش موضوع التغير المناخي، لأنه طويل الأمد، كما أنه مهم لقوة المملكة وعمقها، إذ سيساعد العالم في المضي قدمًا ومواجهة التغير المناخي".
وأشار الجابر إلى أن ذلك يُعدّ نقلة نوعية لكيفية إدارة الأعمال في مواجهة التحديات العالمية للتغير المناخي.
وبيّن الجابر أن الإمارات اتخذت خطوة للتغيير إلى إستراتيجية طويلة الأمد، وخططًا في التنوع الاقتصادي.
أمير ويلز يؤكد أهمية المبادرة
شارك أمير ويلز، الأمير تشارلز، بكلمة رئيسة، ألقاها ضمن جلسات منتدى "مبادرة السعودية الخضراء"، أكد فيها أن إطلاق المملكة مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، يُسهم في بناء مستقبل مستدام ومثمر، مبينًا أن قيادة المملكة العالمية للانتقال إلى الطاقة المتجددة أمر أساسي، يحفز الجميع على رؤية هذا التنوع في مزيج الطاقة.
وقال الأمير تشارلز إن جائحة كورونا (كوفيد -19) أثبتت للعالم قيمة الصحة البشرية والأهمية الاقتصادية والاجتماعية وصحة الكوكب التي تُعدّ مترابطة بشكل أساسي، مبينًا أن لدى العالم نافذة من الأمل ليسرع التعافي الأخضر، مع وضع أساسات المستقبل المستدام.
وشدد على أن درجات الحرارة التي تشهدها بعض المناطق، لا سيما في الشرق الأوسط، تتطلب التعامل معها بجدية لإحداث أثر كبير إيجابي على النظام البيئي، من خلال زيادة إمدادات المياه والطاقة واستثمار الإمكانات الهائلة في المنطقة من الطاقة المتجددة، بما ذلك الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الخضراء واحتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، وهو ما تعمل عليه مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.
أولويات المملكة
أوضح وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي، المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، أن حماية البيئة تُعد إحدى الأولويات التي ترسخت في رؤية المملكة 2030, مشيرًا إلى أن جهود حماية البيئة بدأت عبر إنشاء وزارة البيئة والمياه والزراعة، ثم استتبعت باعتماد الإستراتيجية الوطنية للبيئة، وفق "واس".
وأضاف أن الإستراتيجية تضمنت 64 مبادرة بتكلفة إجمالية تتجاوز 52 مليار ريال سعودي (13.7 مليار دولار أميركي).
وتستهدف الإستراتيجية إعادة هيكلة الإطار المؤسسي عبر إنشاء صندوق بيئي وطني في المنطقة، و5 مراكز بيئية وطنية لتعزيز الامتثال البيئي، ومكافحة التصحر، وحماية الحياة الفطرية، وتعزيز إعادة تدوير النفايات، وتوفير خدمات الأرصاد الجوية والدراسات المناخية، وفق وزير البيئة.
وأشار الفضلي إلى أن مبادرة "السعودية الخضراء" تسعى لإعلان 30% من مساحة أراضي المملكة مناطق محمية.
وكشف أن المملكة حققت إنجازات كبيرة في هذا المسار على مدار السنوات الثلاث الماضية، إذ جرى زيادة المناطق المحمية بنحو 4 أضعاف لتصل إلى ما يقارب 16% من إجمالي مساحة المملكة، مقابل 4.3% فقط قبل 3 سنوات.
كما قامت وزارة البيئة والمياه والزراعة بزيادة عدد المتنزهات الوطنية من 19 قبل 3 سنوات إلى أكثر من 300 متنزهًا حاليًا، وبناء العديد من مراكز تكاثر أنواع الحياة الفطرية المحلية المهددة بالانقراض.
تهنئة أممية
هنأت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، باتريشيا اسبينوزا، المملكة العربية السعودية على قرارات المبادرة وطموحها بالعمل على ذلك، مشيرة إلى أن تغير المناخ تحدٍّ كبير يواجه البشرية جمعاء.
وقالت إن إعلان ولي العهد السعودي إشارة قوية نحو التغيير إلى الأفضل، خاصة لدولة قوية مثل المملكة المهمة -أيضًا- في قطاع النفط.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة "سنام" في إيطاليا، ماركو ألفيرا، أنه يوجد طموح من خلال العمل على هذه المبادرة بمشاركة القطاع الخاص والاستفادة من الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح وغيرهما.
موضوعات متعلقة..
- ماذا تعرف عن مشروعات احتجاز الكربون وطرق استخدامه في السعودية والإمارات؟
- السعودية تعلن تأسيس أول منصة لتداول تعويضات الكربون في الشرق الأوسط
-
دراسة: السعودية والإمارات تقودان تحول الطاقة في الخليج العربي
اقرأ أيضا:
- سياسة بايدن المناخية تستهدف التخلص من انبعاثات قطاع الكهرباء بحلول 2035
-
كوب 26.. بوتين يوجه ضربة قاصمة لمؤتمر المناخ