السيارات في فرنسا تتحول إلى الإيثانول بعد ارتفاع سعر البنزين
وحكومة ماكرون تنحاز إلى الفقراء
داليا الهمشري
يحاول الفرنسيون البحث عن بدائل رخيصة الثمن وسط أزمة طاقة متصاعدة، إذ اتجه سائقو السيارات إلى الإيثانول للتخلي عن البنزين الذي سجّل ارتفاعًا قياسيًا في الأسعار جعله خيارًا صعب المنال.
وتوقّع المنتجون -يوم الخميس- أن تسجّل مبيعات الإيثانول ارتفاعات قياسية في فرنسا هذا العام والعام المقبل، مدعومة بالطلب القوي على وقود الإيثانول "إي 85"، نتيجة بحث أصحاب السيارات عن بدائل أرخص للبنزين.
ويشير اختصار "إي 85" عادة إلى مزيج وقود الإيثانول المكون من 85% إيثانول (وإن كان في عدة أماكن أي وقود يحتوي على إيثانول فوق 51% يطلق عليه "إي 85")، و15% بنزين أو هيدروكربون آخر.
ويُعدّ الإيثانول بديلًا نظيفًا عن البنزين، لأنه يُنتج غالبًا من النباتات ومخلفاتها، لا سيما تلك التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر والنشويات، مثل: قصب السكر والشمندر السكري والذرة والقمح، ما يجعله أحد أنواع الوقود الحيوي.
ويُسهم الإيثانول في خفض التلوث الناتج عن احتراق البنزين في محركات السيارات.
وشهدت أسعار الوقود في فرنسا ارتفاعًا كبيرًا إلى الحد الذي جعل الوزراء يطرحون فكرة إصدار قسائم بنزين للأسر ذات الدخل المنخفض يوم الإثنين، في إطار سعي حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون للحد من الأضرار الناجمة عن ارتفاع أسعار الوقود.
ارتفاع الطلب على الإيثانول
"ارتفع استهلاك الإيثانول الحيوي إلى ما يقرب من 12 مليون هكتار هذا العام، وهو أعلى من الرقم القياسي لعام 2019، بعد أن انخفض بنحو 10% في عام 2020، إذ أبقى الوباء السائقين في منازلهم"، وفقًا للأمين العام للنقابة الوطنية لمنتجي الإيثانول الزراعيين (إس إن بي أي أي)، سيلفان ديموريس.
وأضاف ديموريس أن هذا الارتفاع استمر في عام 2022، ما رفع الأسعار إلى رقم قياسي آخر، حسب رويترز.
وبلغ متوسط سعر الإيثانول "إي 85" 0.69 يورو (0.80 دولارًا) للتر في فرنسا يوم الجمعة الماضي، مقابل 1.72 يورو (دولاران) للتر البنزين 98 الخالي من الرصاص.
الميزة السعرية للإيثانول
على الرغم من أن السائق يحتاج إلى نحو 25% أكثر من كمية الإيثانول الحيوي للمسافة نفسها، فإن الميزة السعرية تظل كبيرة بالمقارنة بالبنزين، ما جعل المستهلكين الفرنسيين يندفعون إلى استخدام السيارات المتعددة الوقود التي يمكنها أن تعمل بالبنزين أو الإيثانول أو مزيج من الاثنين.
بالإضافة إلى استخدام أطقم الوقود المرنة التي تسمح للسيارات بالعمل بوقود الإيثانول، وتبلغ تكلفة الطقم في المتوسط ألف يورو (1164 دولارًا)، ويشمل ذلك سعر التركيب، وارتفعت عدد الأطقم التي رُكبت بنسبة 37% منذ يونيو/حزيران.
أزمة طاقة
لا تقتصر الأزمة الفرنسية على ارتفاع أسعار البنزين فقط، وإنما تعاني -مثل دول القارة العجوز كافّة- أزمة طاقة غير مسبوقة نتيجة الارتفاع الجنوني في أسعار الغاز الذي جعلها عاجزة عن تأمين مصادر الطاقة لمواطنيها.
إذ يعتمد أكثر من ثلث الفرنسيين على الغاز للتدفئة خلال فصل الشتاء، في حين سجلت أسعار الغاز ارتفاعًا غير مسبوق بنسبة 250% خلال عام تقريبًا.
يُذكر أن الحكومة الفرنسية أعلنت رفع أسعار الغاز بنسبة 12.6% بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في حين تعتزم وضع سقف لأسعار الغاز والكهرباء خلال فصل الشتاء.
موضوعات متعلقة..
- محكمة أميركية تلغي قرارًا يلزم المصافي بالتوسع في مبيعات وقود الإيثانول
- الصين تتراجع عن التزامها بمزج الإيثانول في البنزين
- كانساس.. ماذا تعرف عن واحدة من أكبر 10 ولايات أميركية منتجة للإيثانول؟ (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- إسرائيل تعتزم مد خط أنابيب جديد إلى مصر لزيادة صادرات الغاز
- وثائق مسربة تكشف تحفظ عدة دول على تقرير مؤتمر المناخ بشأن تحول الطاقة
- لماذا التركيز على الغاز الطبيعي في سياسات الحياد الكربوني؟ (إنفوغرافيك)