هل ينجح الاتحاد الأوروبي في إيجاد بدائل لحل أزمة الطاقة؟
إيران مستبعدة وأميركا بديل غير منطقي
داليا الهمشري
يحاول الاتحاد الأوروبي طرق الأبواب كافًة للبحث عن حلول لأزمة الطاقة التي تعصف بغالبية دوله، فبينما لا تزال احتياطات الطاقة الإيرانية مرهونة بالعقوبات الأميركية، يرى الخبراء أن اللجوء إلى الولايات المتحدة حلًا غير منطقي.
وبينما تزداد الأزمة سوءًا يومًا بعد يوم، يوصي خبراء الطاقة بضرورة تحسين العلاقات الأوروبية مع روسيا، مشرين إلى أن الاتحاد سيكون في حاجة ماسّة للغاز الروسي على مدي الـ20 عامًا القادمة على الأقل.
من جانبها، حذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، من أن أزمة الطاقة في الاتحاد الأوروبي تضرب أشد الناس فقرًا وتعرّض الشركات لخطر الإغلاق.
الاستفادة من الاحتياطات الإيرانية
يرى مسؤولو القارّة العجوز أن الاتحاد -الذي يضم 27 دولة- يمكن أن يستفيد من احتياطيات إيران الهائلة من الطاقة إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات عن إيران.
وكانت طهران قد أعربت عن استعدادها للقيام بدور رئيس في حلّ أزمة الطاقة التي تواجهها العديد من دول العالم مع قرب فصل الشتاء، إذا رفُعت عنها العقوبات الأميركية.
وأوضح وزير النفط الإيراني جواد أوجي -في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري- أن بلاده أعلنت مرارًا نواياها الطيبة لتحقيق الاستقرار في سوق النفط وحلّ أزمة الوقود، لكن اجراءات الحظر الأميركية تحول دون ذلك.
وأشار وزير النفط إلى أن بلاده مستعدة لتزويد العالم بالطاقة، وحتى الدول المتقدمة، ويمكنها زيادة الإنتاج لاستقرار سوق النفط، وتوفير الوقود الذي يشكّل جزءًا كبيرًا من هذا التحدي الذي تعاني منه شعوب العالم.
وقال أوجي: "إذا رُفعت إجراءات الحظر الظالمة، فإن إيران مستعدة لحلّ هذه الأزمة".
وكان أوجي قد أكد -في تصريحات سابقة- أن العقوبات الأميركية تسبّبت في حرمان بلاده من أكثر من 100 مليار دولار من العوائد النفطية.
أسعار الكهرباء
تشهد دول الاتحاد الأوروبي طقسًا أكثر برودة حاليًا، ومن ثم يتسبّب انخفاض درجات الحرارة في ارتفاع تكاليف الكهرباء، وهي الأزمة التي نوقشت في البرلمان الأوروبي اليوم الخميس.
ويرجع ارتفاع أسعار الكهرباء إلى زيادة طلب المستهلكين بعد تخفيف قيود إغلاق (كوفيد-19)، ونفاد مخزونات الغاز في الشتاء الماضي الذي شهد طقسًا باردًا بشكل استثنائي، بالإضافة إلى استخدام الكثير من الكهرباء للتغلب على حرارة الصيف التي فاقت المعتاد.
"بينما نستورد نصف الغاز المستخدم في الاتحاد الأوروبي من روسيا، فقد أثرنا مسألة الاستعانة بمورّدين بدلاء مع الدول الأوروبية"، حسب فون دير لاين.
وحول إمكان لجوء الاتحاد الأوروبي إلى إيران لسدّ العجز في الطاقة، أوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين -خلال حوار أجرته معها قناة "بريس تي في"- أن العقوبات الأميركية تعرقل مبيعات الطاقة الإيرانية، إلّا أن ذلك لن يمثّل مشكلة إذا أعيد الاتفاق النووي الإيراني إلى مساره الصحيح.
تحسين العلاقات مع موسكو
يستطيع الاتحاد الأوروبي استيراد الغاز الطبيعي المسال من أماكن مختلفة، مثل الولايات المتحدة، لكن الخبراء يقولون، إن ذلك لن يكون منطقيًا.
وأكدت فون دير لاين أمام البرلمان الأوروبي -أمس الأربعاء- أن روسيا التزمت بالكامل بعقودها في مجال الطاقة مع الاتحاد الأوروبي، إلّا أن موسكو لم تزدِ الإمدادات حتى الآن.
ويعتقد مستشارو الطاقة أن الاتحاد الأوروبي سيظل بحاجة إلى الغاز الروسي لمدة 20 عامًا أخرى على الأقلّ.
وفي ظل هذه التبعية الأوروبية لروسيا، يرى الخبراء أنه سيكون من الحكمة للكتلة الأوروبية تحسين العلاقات مع موسكو.
موضوعات متعلقة..
- بوتين: ارتفاع أسعار الطاقة "مُصطنع" لكنه سيؤثر على غازبروم
- أسعار الغاز.. روسيا ترد على طلب أميركا زيادة الإمدادات إلى أوروبا
- غازبروم ترد على اتهامات البرلمان الأوروبي بالتلاعب في الأسعار
اقرأ أيضًا..
- الهند تطالب أوبك+ بعقود طويلة الأجل للنفط
- مشروع جديد لـ"أرامكو" في الدمام باستثمارات مليار دولار
- إسرائيل تعتزم مد خط أنابيب جديد إلى مصر لزيادة صادرات الغاز
- جنرال موتورز تطرح سيارات كهربائية بأسعار مخفضة.. هل تسحب البساط من تيسلا؟