مفاجأة.. شركات كهرباء غير جادة في استبدال الغاز بالفحم
قائمة عالمية تكشف مماطلة وصعوبة التخلص من الفحم
نوار صبح
- القدرة المركبة لتوليد الكهرباء بالفحم في العالم نمت بمقدار 157 غيغاواط
- لا تزال 503 شركة تخطط لتطوير محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم
- على المؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم التوقف عن دعم جميع مطوّري الفحم
تتعالى أصوات المجموعات البيئية المطالبة بتقليل أو حتى الاستغناء عن استخدام الفحم وأنواع الوقود الأحفوري وصولًا إلى تحقيق الحياد الكربوني، وتتوالى التقارير والدراسات التي تسعى لتسليط الضوء على التزام الحكومات وشركات الطاقة بأهداف مؤتمر (كوب26) قُبَيل انعقاده.
ونشرت منظمة أورغفالد البيئية، مؤخرًا، بالتعاون مع 40 منظمة غير حكومية شريكة تحديثًا للقائمة العالمية لخروج الفحم (جي سي إي إل) لعام 2021، التي توفر بيانات مفصلة عن 1030 شركة ونحو 1800 شركة فرعية تعمل وفق سلسلة قيمة الفحم الحراري.
ويرى محللون أن قاعدة بيانات القائمة العالمية لخروج الفحم تُعدّ أشمل قاعدة بيانات عامة في العالم بشأن صناعة الفحم، حسبما أورده موقع مجلة "إي إس آي أفريكا".
وقالت مديرة منظمة أورغفالد، هيفا شوكينغ، إنه يستحيل التخلص التدريجي من الفحم في الوقت المناسب، إذا ما استمر المستثمرون والمصارف وشركات التأمين في دعم الشركات المدرجة في القائمة العالمية لخروج الفحم.
توسّع محطات الفحم
أشارت مجلة "إي إس آي أفريكا" في مقال بعنوان "قائمة خروج الفحم تسلّط الضوء على فوضى المناخ"، ونشرته في 8 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إلى أن القدرة المركبة لتوليد الكهرباء بالفحم في العالم نمت بمقدار 157 غيغاواط، منذ توقيع اتفاقية باريس للمناخ.
وبيّنت أن هذه الكمية تعادل أساطيل محطات توليد الكهرباء بالفحم العاملة في ألمانيا وروسيا واليابان وتركيا مجتمعة.
وأضافت أنه يوجد نحو 480 غيغاواط من القدرة الجديدة لتوليد الكهرباء بالفحم و 1800 مليون طن سنويًا من القدرة الجديدة لتعدين الفحم الحراري في طور الإعداد، بالرغم من إلغاء العديد من مشروعات الفحم الجديدة في عام 2021.
وبيّنت أن إنجاز المشروعات سيزيد من قدرة توليد الكهرباء بالفحم في العالم بنسبة 23% وإنتاج الفحم الحراري بنسبة 27%.
- هل التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري وراء أزمة الطاقة الحالية؟
- ضغوط دولية على الصين لوقف تمويل محطات "كهرباء الفحم" في الخارج
- 44 دولة تلغي خطط توليد الكهرباء بالفحم استجابة لاتفاقية المناخ (تقرير)
ولا تزال 503 شركات، من أصل 1030 شركة مدرجة في القائمة العالمية لخروج الفحم لعام 2021، تخطط لتطوير محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم أو مناجم فحم جديدة أو بنية تحتية جديدة لنقل الفحم.
وقالت مديرة منظمة أورغفالد، هيفا شوكينغ، إن توفير خدمات التأمين والاستثمار والخدمات المصرفية لهذه الشركات يمثّل دافعًا لأزمة التغير المناخي المتفاقمة.
ودعت إلى أن تولي المؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم أهمية بالغة للتوقف عن دعم جميع مطوّري الفحم.
تواريخ خروج الفحم
طالب تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، لعام 2018، بالتخلص التدريجي من 78% من استخدام العالم للفحم في توليد الكهرباء والتدفئة بحلول عام 2030 من أجل تجنّب تخطّي حدّ 1.5 درجة مئوية المنصوص عليه في اتفاقية باريس للمناخ.
وأعلنت 49 شركة فقط من أصل 1030 شركة في القائمة العالمية لخروج الفحم، حتى الآن، عن موعد خروج الفحم؛ علمًا أن مواعيد خروج الفحم تكون متأخرة جدًا في ثلث هذه الحالات.
وأعلنت شركة التجارة اليابانية ماروبيني أنها تهدف إلى تقليل توليد الكهرباء من الفحم نهائيًا بحلول عام 2050؛ وذكرت شركة سوميتومو اليابانية أنها ستنهي أعمالها في مجال توليد الكهرباء بالفحم، أواخر عقد الأربعينات من هذا القرن.
ولا تزال الشركتان تبنيان محطات كهرباء جديدة تعمل بالفحم في فيتنام وإندونيسيا.
ويرى مراقبون أن مواعيد الخروج هذه غير مقبولة، لأنها لا تتوافق مع هدف 1.5 درجة مئوية.
وأعلنت 32 شركة فقط في القائمة العالمية لخروج الفحم عن تواريخ خروج الفحم التي يمكن أن تتوافق مع اتفاقية باريس للمناخ.
ومن أصل الشركات الـ 32، توجد 13 شركة من أميركا الشمالية، و 12 من أوروبا الغربية، وواحدة من إسرائيل، وواحدة من أستراليا، وواحدة من نيوزيلندا، وواحدة من تشيلي، وواحدة من الفلبين، واثنتان من الصين، حسبما أورده موقع مجلة "إي إس آيأفريكا".
بيع دون إغلاق
قالت مديرة منظمة أورغفالد، هيفا شوكينغ، إن هناك سؤالًا جديرًا بالطرح، عندما تعلن شركة ما أنها ستخرج من الفحم، وقدّمت مثالًا على ذلك شركة التعدين أنغلو أميركان متعددة الجنسيات، التي كانت تنقّب عن الفحم وتستخرجه في جنوب أفريقيا منذ عام 1945.
ووفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة بوتمان كابيتال ريسرتش نقلت شركة أنغلو أميركان أصول الفحم الملوثة في يونيو/حزيران 2021 إلى شركة جديدة هي ثونجيلا ريسورسز الجنوب أفريقية، بدلًا من التخلص من مناجم الفحم ومعالجة التلوث والمشكلات الصحية لدى المجتمعات المحلية.
الاعتراض على إغلاق الفحم
يقاضي عدد كبير من الشركات الحكومات أمام محاكم تسوية المنازعات بين المستثمرين والدول من أجل الدفاع عن أصول الفحم لديها، ويعود ذلك إلى أن عددًا من الدول يتبنّى تشريعات للتخلص التدريجي من الفحم وقوانين بيئية صارمة.
وتقاضي شركتا آر دبليو إي وفورتوم/يونيبرالحكومة الهولندية بموجب معاهدة ميثاق الطاقة بسبب قانون التخلص التدريجي من الفحم لعام 2030 في هولندا.
وقد افتتحت الشركتان محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم في هولندا في عامي 2015 و 2016، دون النظر في احتمال أن تتبنّى الحكومة الهولندية سياسات مناخية مشدَّدة.
ورفعت شركتا بي إتش بي وأنغلو أميركان دعاوى تحكيم ضد الحكومة الكولومبية قبل 3 أسابيع فقط من بيع حصصهما في منجم سيريجون.
وتأتي ادّعاءاتها بمثابة ردّ فعل على حكم المحكمة الدستورية في كولومبيا بأن منجم سيريجون انتهك حقوق مجتمعات السكان الأصليين في الحصول على المياه، إذ حوّلت إدارة المنجم مسار النهر من أجل استخراج الفحم تحت قاع النهر نتيجة موجة الجفاف الشديد.
استبدال وقود أحفوري بآخر
لا يُستَبدَل جزء كبير من محطات الفحم بمصادر الطاقة المتجددة، وإنما بمحطات لتوليد الكهرباء بالغاز الأحفوري في البلدان يتوقف فيها تشغيل محطات الفحم أو إلغاء مشروعات كهرباء الفحم الجديدة.
وتحوّل نحو ثلث محطات الفحم التي كانت "متقاعدة" في الولايات المتحدة بين عامي 2011 و 2019 إلى العمل بالغاز.
وتتجه دول مثل بنغلاديش، التي ألغت ثلث محطات الفحم المخطط لها، أو الفلبين، التي استغنت عن أكثر من نصف محطات الفحم الجديدة في سياق تحوّل الطاقة، حاليًا، إلى التوسع في بناء لمحطات الغاز الطبيعي المسال ومحطات الغاز.
اقرأ أيضًا..
- العراق يخفض أسعار خام البصرة إلى آسيا للشهر الثاني على التوالي
- أوابك تكشف عن سبب طفرة الطلب على الغاز الطبيعي في الدول العربية