هل تصبح الطاقة المتجددة في المغرب حكرًا على أوروبا؟
توقعات بعدم استفادة الشعب منها
مي مجدي
منذ عام 2009، اتجهت الحكومة في المغرب إلى الطاقة المتجددة في مواجهة الاعتماد على الوقود الأحفوري، وأملًا في مساعدتها على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة.
ووفقًا لبيانات عام 2019، يلبي المغرب 35% من احتياجاته من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.
لذا تضع الأهداف الطموحة المغرب على رأس الدول الرائدة في قطاع الطاقة النظيفة، واحتل المرتبة الرابعة من ناحية الأداء المناخي، وفقًا لتقرير مؤشر المناخ لعام 2021.
وحتى مع أزمة وباء كورونا، واصل المغرب انتصاراته مع تحسّن قطاع الطاقة المتجددة في البلاد.
بيد أن هناك مخاوف أُثيرت بأن صناعة الطاقة المتجددة الموجهة بإفراط للتصدير إلى أوروبا يمكن أن تضر بالتحول المحلي للطاقة ولسكان المغرب على حد سواء، بحسب ما نشره موقع فايننشيال تايمز.
إستراتيجية خاصة بالطاقة
دفع الارتفاع الصاروخي لأسعار النفط في البلاد إلى إطلاق إستراتيجية خاصة بالطاقة في عام 2009.
ونظرًا إلى استيراد البلاد قرابة 90% من الوقود الأحفوري، يحظى قطاع الطاقة المتجددة بأهمية إستراتيجية.
فقطاع الطاقة المتجددة في المغرب يمتلك القدرة على إنتاج 500 تيراواط سنويًا، وفقًا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الحكومي، وهذا يعني إمكان تصديرها إلى أوروبا وأفريقيا.
وكشف تقرير -صدر مؤخرًا عن المرصد الدولي لمراقبة الموارد الطبيعية في الصحراء الغربية- عن أن المغرب يحصل على نحو 15% إلى 18% من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من مشروعات داخل إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه.
وعلى غرار الدول الأخرى، حدّد المغرب هدفًا لتوفير أكثر من 50% من احتياجاته من الكهرباء المتجددة بحلول عام 2030، و100% بحلول 2050، مع إضافة 1.5 غيغاواط من الطاقة المتجددة سنويًا.
ويقول مستشار التنمية المستدامة ومؤسس مبادرة كاربون، التي تدعم الاستدامة في مدن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كريم الجندي، إن مراقبي المناخ ينظرون إلى المغرب بوصفه داعمًا للطاقة النظيفة، لا سيما أن انبعاثاته أقل من طنين للفرد، وهذا أقل من المتوسط العالمي.
وأوضح أن حرص البلاد على القيام بدورها لدعم طموحاتها الخضراء والتقدم المحرز يبعث على التشجيع.
ثروات طبيعية لا يستفيد منها الشعب
رغم أن المغرب يضع طموحاته نصب عينيه، كان نمو الطاقة المتجددة أبطأ مما كان مرجوًا، ولم يُترجم الاستثمار في المشروعات الكبيرة إلى نتائج اقتصادية تعود بالنفع على المغاربة، بحسب ما قاله الخبير الاقتصادي في المعهد الغربي لتحليل السياسات، رشيد أوراز.
وعن تحقيق المغرب أقل من هدفه في مجال الطاقة المتجددة بمقدار 5% العام الماضي، تساءل أوراز عن فائدة هذه المشروعات ما دامت إيرادات المواطنين راكدة والناتج المحلي الإجمالي للفرد ثابت خلال العقد الماضي.
وقال إن قطاع الطاقة المتجددة في المغرب لديه إمكانات عظيمة، لكنه يحتاج إلى أداء مهمته بتكلفة أقل وبتقنيات أكثر تقدمًا.
وبالإضافة إلى عدم تحقيق الأهداف المعلنة، فقد تعرّضت الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن) إلى الانتقادات، بسبب استخدمها تقنية الطاقة الشمسية المركزة باهظة الثمن، التي تستهلك كميات كبيرة من المياه توجه أشعة الشمس لدفع التوربينات البخارية لتوليد الكهرباء في مشروع نور.
ووفقًا لتقرير نشره المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، العام الماضي، يقدر العجز السنوي في وحدات الطاقة الشمسية التابعة للوكالة بنحو 800 مليون درهم (86 مليونًا و626 ألف دولار أميركي)، بسبب الفجوة في التكلفة الفعلية لكل كيلوواط من الطاقة وتكلفة تلك المبيعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.
هل الأولوية لأوروبا؟
لا تزال الدول الأوروبية تتطلع إلى جارها لمساعدتها في تحقيق أهداف تقليل الانبعاثات الكربونية.
ويوجد -حاليًا- خطان يمكن من خلالهما تصدير الكهرباء بين المغرب وإسبانيا.
كما أعلنت شركة "إكسلينكس" البريطانية خططًا لاستيراد الكهرباء من المغرب إلى المملكة المتحدة عبر أطول خط كهربائي تحت البحر في العالم.
وسينقل الخط البالغ طوله 3 آلاف و800 كيلومتر الكهرباء من مزرعة خاصة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية بطاقة إنتاجية تبلغ 10.5 غيغاواط.
ووفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة هاينريش بول التابعة لحزب الخضر الألماني، فإن اللوائح التي تعطي الأولوية لتصدير الطاقة النظيفة إلى أوروبا ستلحق الضرر على الصعيد المحلي، وسيستمر الاعتماد على الكهرباء التي تعمل بالفحم لتلبية احتياجات المغاربة.
الهيدروجين الأخضر سيشكل أزمة
تصدّرت الطاقة الشمسية اهتمام المغرب، لأنها أفضل خيار لتوليد الكهرباء لمدة طويلة، أما طاقة الرياح فهي في المركز الثاني.
ومع ذلك، يضع المغرب خريطة طريق هيدروجينية تشمل عدة مشروعات تجريبية، وتهدف الحكومة إلى أن تصبح مُصدرًا لوقود الهيدروجين.
وتتوقع وزارة الطاقة أن البلاد يمكن أن تستحوذ على 4% من سوق الهيدروجين العالمية في المستقبل، ومع ذلك لم ينطلق مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر بعد بسبب توتر العلاقات بين المغرب وألمانيا.
ومن المرجح أن تزيد عملية إنتاج الهيدروجين الأخضر التي تستهلك كميات كبيرة من المياه الضغط على موارد المياه الشحيحة في المغرب.
اقرأ أيضًا..
- أوابك: الجزائر أول دولة عالميًا تدرس تصدير الهيدروجين في أنابيب الغاز
- سيمنس للطاقة: السعودية ستكون لاعبًا رئيسًا في اقتصاد الهيدروجين
- الصين.. المصانع تلجأ إلى مولدات الكهرباء بالديزل لتشغيل الماكينات
طاقة شمسية في المغرب هي فقط ليستفيد منها المستعمر الفرنسي والاوروبي......مثل سمك و الفوسفاط ومشتقاته......
لحد الان مازال المغاربة لا يستطيعون الاستفادة من طاقة شمسية المتصلة بالشبكة.........ودالك ان شركات توزيع الكهرباء الفرنسية لا ترغب في دالك....
الاستعمار الفرنسي مازال جاثما على المغاربة والجزائريين..... بقيادة المخزن وجنرالات فرنسا
للتصحيح ورد في المقال الصحراء الغربية في حين الصحراء مغربية.ثم إن مصادر الطاقة الشمسية تهم جنوب المغرب ومشروع نور الطاقي الشمسي بوارزازات.
الصحراء مغربية إلى أن يرث الله الأرض.
عاش المغرب ملكا وشعبا.