أزمة الطاقة في الهند..تحذّير من انقطاع الكهرباء ورسائل طمأنة من "مودي"
وسط انقسام بين الحكومات المحلية والمركزية
نوار صبح
- نقص الفحم يوقف المحطات الحرارية في الولايات ومطالبات بمحاسبة المقصرين
- من المتوقع عدم استقرار إمدادات الفحم لمدة تصل إلى 6 أشهر
- الحكومة أوصلت الكهرباء إلى 28.2 مليون أسرة إضافية
- زيادة غير مسبوقة في الطلب على الكهرباء مع انتعاش الاقتصاد بعد وباء كوفيد-19
- عدم تخزين كميات كافية من الفحم قبل بداية الأمطار الموسمية
- أصبح الفحم المستورد خيارًا غير مرغوب فيه لمحطات الكهرباء
في الهند، ثاني أكبر مستورد ومستهلك للفحم وموطن رابع أكبر احتياطيات من الفحم في العالم، وثالث أكبر اقتصاد في قارّة آسيا، تمثّل حصة الفحم نحو 70% من توليد الكهرباء، وتصبح المحطات الكهروحرارية الـ135 في البلاد رهينة التطورات التي تطرأ على إمدادات الفحم.
لم تكن أزمة انقطاع وتقنين الكهرباء الحالية في الهند وليدة اللحظة، لكن تداعياتها تتخذ أشكالًا وأطوارًا مختلفة بحسب المكان -من حيث بُعده عن مناجم الفحم وعدد سكانه- وبحسب الاستهلاك المرتبط بطلب المنشآت الصناعية أو التجارية والمنازل على الكهرباء.
وتشهد الهند حاليًا نقصًا حادًّا في إمدادات الفحم المحلية نتيجة غزارة الأمطار الموسمية في شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول التي عطّلت حركة مناجم الفحم والشحنات المرسلة منها إلى المحطات الكهروحرارية في أرجاء الهند، حسبما أورده موقع "ذي إنديان واير" الهندي.
وبدءًا من 30 سبتمبر/أيلول الماضي، نفد مخزون الفحم في 15 محطة كهروحرارية، بقدرة توليد تبلغ 15 ألفًا و385 ميغاواط.
وفي 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أصبح مخزون الفحم في 16 محطة توليد كهروحرارية، بطاقة توليد 17 ألفًا و475 ميغاواط، غير كافٍ ليوم واحد.
وصُنِّفت حالة 104 محطات من إجمالي 135 محطة كهروحرارية، بسعة 126.8 غيغاواط، بين الحرجة أو بالغة الحرج لأن مخزون الفحم فيها يمكن أن يشغلها لمدة تصل إلى أسبوع.
وأفادت نشرة الإرشادات الحكومية بشأن مخزون الفحم نصف الشهري، أن 72 محطة بقدرة توليد 89.5 غيغاواط لديها مخزون فحم لتشغيلها لمدة 3 أيام أو أقلّ من ذلك.
وتوقّع وزير الكهرباء في الحكومة المركزية الهندية، راج كومارسينغ، عدم استقرار إمدادات الفحم لمدّة تصل إلى 6 أشهر، بحسب موقع "ذي إنديان واير" الهندي.
وقال الوزير، إن الحكومة أوصلت الكهرباء إلى 28.2 مليون أسرة إضافية، وتستخدم هذه الأسر المصابيح والمراوح وأجهزة التلفزيون، ما يؤدي إلى زيادة الطلب على الكهرباء، وفقًا لما نشرته صحيفة إنديان إكسبرس.
أسباب الأزمة
أرجعت وزارة الكهرباء أزمة انقطاع وتقنين الكهرباء الراهنة في البلاد إلى 4 أسباب رئيسة لاستنفاد مخزون الفحم في محطات التوليد الكهروحرارية، حسبما نشره موقع قناة "زي نيوز" الإخبارية الهندية.
وتأتي الزيادة غير المسبوقة في الطلب على الكهرباء بسبب انتعاش الاقتصاد، تليها أمطار غزيرة في مناطق مناجم الفحم خلال شهر سبتمبر/أيلول 2021، مما أثر سلبًا في إنتاج الفحم، وكذلك إرسال الفحم من المناجم.
ويتمثّل السبب الثالث في ارتفاع أسعار الفحم المستورد إلى مستويات قياسية ما أدى إلى انخفاض كبير في توليد الكهرباء من المحطات التي تعمل بالفحم المستورد وزيادة الاعتماد على الفحم المحلي، ويكمن السبب الرابع في عدم تخزين كميات كافية من الفحم قبل بداية الأمطار الموسمية.
وأفادت وزارة الكهرباء أن سعر الفحم الإندونيسي المستورد ارتفع من 60 دولارًا أمريكيًا للطن في مارس/آذار 2021 إلى 160 دولارًا أميركيًا للطن في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2021، ولهذا أصبح الفحم المستورد خيارًا غير مرغوب فيه لمحطات الكهرباء.
وأعلنت شركة الفحم الهندية العملاقة كول إنديا، في بيان صحفي، أن مخزونات الفحم كانت عند مستوى مريح عند 28.4 طن متري في بداية السنة المالية.
ووفقًا لما أوردته صحيفة هندوستان تايمز، أفادت شركة الفحم الهندية كول إنديا، في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، أنه كان بالإمكان تجنّب انخفاض مخزون الفحم لو احتفظت مرافق الكهرباء بالمخزون المعياري الذي حدّدته هيئة الكهرباء المركزية لمدة 22 يومًا.
وفي وقت سابق، ألمح محللون ومراقبون إلى مؤشرات على أن اقتصاد الهند يتجه نحو الانتعاش وارتفاع الطلب على الكهرباء، بعد مدة وجيزة من الموجة الثانية من تفشّي وباء كوفيد-19.
ورغم أن استهلاك الكهرباء في الهند يشهد طلبًا طفيفًا في أشهر ما بعد الأمطار الموسمية بسبب موسم الأعياد، ارتفع استهلاك الكهرباء في الشهرين الماضيين وحدهما بنحو 17%، مقارنة بالمدة نفسها من عام 2019، وفقًا لما نشره موقع "ذي إنديان واير" الهندي.
أزمة الكهرباء في الولايات الهندية
أدى نقص الفحم إلى إغلاق 3 محطات كهروحرارية في ولاية البنجاب و4 محطات في ولاية كيرالا و13 محطة في ولاية ماهاراشترا، حسبما نشره موقع مجلة "إنديا توداي" الأسبوعية الهندية.
في المقابل، طلب رئيسا وزراء ولايتي وزيرا كارناتاكا والبنجاب من الحكومة المركزية زيادة إمدادات الفحم إلى ولايتيهما، تَحَسُّبًا من أزمة كهرباء محتملة.
وحثّت وزارة الكهرباء في ولاية ماهاراشترا المواطنين على ترشيد استخدام الكهرباء، وحذّرت حكومة ولاية كيرالا من أنها قد تضطر إلى اللجوء إلى قطع الكهرباء نتيجة نقص إمدادات الفحم.
- أزمة الفحم في الهند تهدد بجفاف المحاصيل
- تفاقم أزمة الكهرباء في الهند بعد تراجع إمدادات الفحم
- نقص إمدادات الفحم وارتفاع الطلب يفاقمان أزمة الكهرباء في الهند
ودعا رئيس وزراء ولاية دلهي، أرفيندكيجريوال، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى التدخل لتوريد الفحم والغاز إلى محطات توليد الكهرباء.
وأعلنت شركة كهرباء ولاية البنجاب أنها ستطلب من هيئة تنظيم الكهرباء اتخاذ إجراءات صارمة ضد المحطات الخاصة المُقَصِّرة التي فشلت في الحفاظ على مخزون الفحم لمدة 3 إلى 4 أسابيع على الأقل، ما أدى إلى نقص الكهرباء في الولاية، بحسب ما أورده موقع "تريبيون إنديا".
وقالت وزارة الكهرباء، إن هناك قضايا متراكمة قديمة تتعلق بالمستحقات المالية الكبيرة لشركات الفحم من بعض الولايات، مثل ولاية ماهاراشترا وراجستان وتاميلنادو وأوتار براديش وراجستان وماديا براديش.
وشكّلت وزارة الكهرباء، في 27 أغسطس/آب الماضي، فريق إدارة متخصص من أجل إدارة مخزون الفحم وضمان توزيعه توزيعًا عادلًا، حسبما نشره موقع قناة "زي نيوز".
المخرج من الأزمة
وفقًا للبيانات الحكومية الصادرة عن وزارة الكهرباء، من غير المرجح أن ينفد الوقود تمامًا من محطات توليد الكهرباء.
وأوضح وزير الكهرباء في الحكومة المركزية الهندية، راج كومارسينغ، أن نقص الفحم لم يؤدِّ بعد إلى أزمة كهرباء.
وأضاف أنه ليست هناك حاجة لتقنين أو قطع إمدادات الكهرباء عن مناطق معينة بالتناوب، وأصر على أن الإنتاج سيتمكّن من تلبية الطلب خلال الأيام القليلة المقبلة.
وباشرت وزارة الكهرباء تسريع الإنتاج في عدد من المناجم التي لديها جميع التصاريح المطلوبة، من أجل زيادة إمدادات الفحم.
وأعلنت وزارة الفحم يوم الثلاثاء 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أنه سيُسمَح الآن للمناجم التي تنتج الفحم لاستخدامها الخاص فقط، التي تُعرف باسم "المناجم الأسيرة"، ببيع 50% من إنتاجها السنوي في السوق المفتوحة.
بدورها، عززت الحكومة عدد مكابس الفحم التي تُنْقَل إلى محطات الكهرباء الحرارية يوميًا، حيث أُرْسِل 263 مكبس فحم من مناجم الفحم يوم الإثنين زيادة من 248 مكبسًا أُرْسِلتْ يوم الأحد.
اقرأ أيضًا..
- مسح: رغم ارتفاعه في سبتمبر.. إنتاج أوبك+ ما يزال بعيدًا عن الاتفاق
- وزيران جديدان للطاقة في الأردن وتونس
- قرار عاجل من الجزائر بشأن تصدير الغاز في ظل أزمة ارتفاع الأسعار