أزمة الفحم في الهند تهدد بجفاف المحاصيل
ولاية أندرا برادش تستغيث برئيس الوزراء لإنقاذ المزارع
حياة حسين
يتوالى تأثير أزمة الفحم على الولايات الهندية بصورة حادة، إذ طالت انقطاعات الكهرباء معظم المناطق، وبدأت تهدّد بجفاف المحاصيل في بعضها، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
ووصل الوضع إلى أسوأ حالاته في ولاية أندرا برادش في جنوب الهند، التي حذّرت من أن أزمة الفحم الحادة لم تمنعها من وضع جدول لانقطاع الكهرباء فحسب، وإنما بدأت تهدّد بجفاف المحاصيل إذا لم تتمكّن مضخات مياه الري من العمل.
استغاثة الوزير
دفع اشتداد الأزمة رئيس وزراء أندرا برادش، واي إس جاغانموهان ردي، إلى إرسال خطاب استغاثة إلى رئيس وزراء الهند، ناريندا مودي، أمس الجمعة.
وقال ردي إن "المحاصيل تحتاج مزيدًا من مياه الري في المرحلة الأخيرة من الحصاد، وإذا لم تتوافر فستجف الحقول، ويخسر المزارعون محاصيلهم".
واقترح ردي إعادة إحياء العمل في حقول الغاز بالمياه العميقة، بالتعاون مع شركتي "أوه إن جي سي" و"آر إي إل أي. إن إس".
كما أوصى بتوفير الدعم المالي لشركات التوزيع، عبر توفير قروض غير مشروطة، لتتمكن من شراء الفحم.
وقال ردي إن"الأسعار ترتفع يوميًا، بل لحظيًا، وإذا لم تحصل شركات التوزيع على دعم مالي فسيزيد الوضع سوءًا".
الإنذار الثاني
يُعدّ هذا الإنذار الثاني من الأنشطة الاقتصادية المختلفة، إذ حذّر اتحاد الصناعات المعدنية الهندية وزارة الفحم، يوم الأربعاء، من نقص الفحم، وما أسفر عنه من وضع محفوف بالمخاطر، يهدّد بتوقف المصانع، خاصة صناعات الألومنيوم والصلب، حسبما ذكر موقع "فورشن" اليوم السبت.
كما طلب المسؤولون في ولاية كيرالا الجنوبية من الأسر تجنُّب استخدام الأجهزة الكهربائية بعد غروب الشمس، بغرض خفض الاستهلاك وتوفير الكهرباء.
بينما قررت حكومة راجستان الهندية وضع جدول لانقطاع الكهرباء في أكبر 10 مدن لديها، بسبب أزمة الفحم الحادة، لتكون أول ولاية تقوم بهذا الإجراء.
وقالت حكومة راجستان (شمال غربي الهند)، أمس الجمعة، إنها ستقطع الكهرباء لمدة ساعة في أكبر 10 مدن، يقطنها ملايين السكان، على خلفية أزمة الفحم.
14 ساعة انقطاعًا يوميًا
رغم تأكيد حكومة راجستان توفر خامات توليد الكهرباء الكافية، فإن بعض المناطق شهدت انقطاعًا للكهرباء لمدة وصلت إلى 14 ساعة، وفق بيانات حكومية، ومقابلات أجرتها وكالة رويترز مع السكان.
وتبعت الهند -التي تحتل المرتبة الثانية عالميًا لمستهلكي الفحم- جارتها التي تحتل المرتبة الأولى -الصين- التي اضطرت بدورها إلى إغلاق المصانع بسبب أزمة الفحم.
كما كشفت بيانات رسمية أن أكثر من نصف محطات الفحم، وعددها 135، تغطي 70% من احتياجات الهند لتوليد الكهرباء، ولا يغطي مخزون الفحم فيها أكثر من 3 أيام.
وأظهرت بيانات منظم شبكة الكهرباء الفيدرالية أن ولايتي جهارهاند وبيهار في شرق البلاد بين أكثر الولايات معاناة من أزمة الفحم.
سلاسل الإمداد
لم تَنجُ إمدادات الكهرباء في الهند من ارتفاع الأسعار واضطراب سلاسل الطلب والعرض في سوق مصادر التوليد، عقب تعافي الاستهلاك بعد إغلاقات طويلة لاحتواء وباء كورونا "كوفيد-19".
وكانت شركة الفحم الهندية "كول إنديا"، التي توفّر أكثر من 80% من الفحم في البلاد، قد أفادت بأن إنتاجها انخفض للشهر الرابع على التوالي إلى 48.3 مليون طن في سبتمبر/أيلول، بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة.
كما وصل عجز الكهرباء في الدولة الآسيوية في الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول إلى أكثر من 21 ضعفًا في المدة نفسها من العام الماضي، وأكثر من 4 أضعاف ذلك في عام 2019، حسبما ذكرت وكالة رويترز أمس الجمعة.
موضوعات متعلقة..
- تفاقم أزمة الكهرباء في الهند بعد تراجع إمدادات الفحم
- نقص إمدادات الفحم وارتفاع الطلب يفاقمان أزمة الكهرباء في الهند
اقرأ أيضًا..