تفاقم أزمة الكهرباء في الهند بعد تراجع إمدادات الفحم
انخفاض الإمدادات المحلية يهبط بالمخزونات في مرافق توليد الكهرباء
نوار صبح
- تراجعت مخزونات الفحم في مرافق توليد الكهرباء الهندية إلى مستويات متدنية هذا الأسبوع
- 16 محطة كهرباء تعمل بالفحم بطاقة مجمعة 17.5 غيغاواط استنفدت مخزونها من الفحم
- احتفظت 91 محطة بمتوسط مخزون يبلغ 29 ألف و300 طن لكل محطة
- واجهت 35 محطة كهرباء تعمل بالفحم في الهند نقصًا حادًا في الفحم
تراجعت مخزونات الفحم في مرافق توليد الكهرباء في الهند بشكل ملحوظ نتيجة عجز الإنتاج عن مواكبة النمو السريع في الاستهلاك والاضطرابات التي نجمت عن هطول الأمطار الموسمية الغزيرة على المناجم.
ووفقًا لأحدث تقرير لمخزون الفحم أصدرته هيئة الكهرباء المركزية الهندية (سي إي إيه)؛ فقد تراجعت مخزونات الفحم في المرافق الهندية إلى مستويات متدنية، هذا الأسبوع، وسط شُح الإمداد المحلي؛ ما قد يعزز الطلب على الفحم المستورد في البلاد.
وأفاد التقرير بأن 91 محطة توليد كهرباء تعمل بالفحم، من أصل 135 محطة مدرجة لدى الهيئة، تحتفظ بمخزون فحم يمكن أن يشغّلها لأقل من 5 أيام بدءًا من 4 أكتوبر/تشرين الأول، حسبما أوردته منصة أرغوس ميديا.
وأضاف أن 16 محطة تعمل بالفحم بطاقة مجمعة 17.5 غيغاواط قد استنفدت مخزونها من الفحم.
تجدر الإشارة إلى أن هيئة الكهرباء المركزية الهندية لا تنشر قوائم جرد الفحم لبعض المرافق الرئيسة التي تعمل بالفحم المستورد مثل محطة كهرباء شركة تاتا ومحطة موندرا التابعة لشركة أداني.
وأظهرت بيانات الهيئة أن مخزونات الفحم في المحطات انخفضت إلى مستوى 113 غيغاواط، أو 86%، من إجمالي 132.2 غيغاواط المدرجة في التقرير، وهذا يعادل نحو 63% من إجمالي الطاقة المركّبة لتوليد الكهرباء بالفحم في البلاد؛ التي تبلغ 208.8 غيغاواط.
تراجع مستمر في مخزون الفحم
أشار أحدث تقرير لمخزون الفحم أصدرته هيئة الكهرباء المركزية الهندية إلى أن مخزون الفحم الكلي في 135 محطة لتوليد الكهرباء بلغ نحو 7.7 مليون طن من الفحم الحراري في 4 أكتوبر/تشرين الأول، واحتفظت 91 محطة بمتوسط مخزون يبلغ 29300 طن لكل محطة.
ووفقًا لإرشادات التقرير، يُحتَسب مخزون الفحم في أيام الاستخدام بتقسيم مستوى مخزون الفحم الحالي لكل محطة على متطلبات الفحم اليومية، الذي يعتمد على متوسط استهلاك الفحم في الأيام الـ10 الماضية ويفترض كفاءة 40%.
ويصنف التقرير محطات توليد الكهرباء بالفحم الموجود في مستودعاتها، التي تقل مخزوناتها عن 5 و3 أيام في فئتين هما الحالة الحرجة والحالة بالغة الحرج، على التوالي.
وتُصنَّف مخزونات الفحم التي تقل عن 7 إلى 9 أيام على أنها حرجة و4 إلى 5 أيام على أنها بالغة الحرج، اعتمادًا على مسافة المحطة إلى المنجم، وذلك في المحطات.
أما بالنسبة للمحطات الرئيسة، التي تبعد عن مناجم الفحم أكثر من 1500 كيلومتر؛ فتُصنَّف مخزونات الفحم التي تقل عن 7 إلى 9 أيام على أنها حرجة و4 إلى 5 أيام على أنها بالغة الحرج، اعتمادًا على مسافة المحطة إلى المنجم.
بناءً على هذه التعريفات، واجهت 35 محطة كهرباء تعمل بالفحم في الهند نقصًا حادًا في الفحم، وعانت 73 محطة نقصًا بالغ الحرج في 4 أكتوبر/تشرين الأول.
نقص إمدادات الفحم المحلية
ذكر تقرير هيئة الكهرباء المركزية الهندية أن توليد الكهرباء من الفحم في الهند كان فاترًا وثابتًا في سبتمبر/أيلول، بعد 12 شهرًا من المكاسب المتتالية.
وأضاف أنه في حين تباطأ معدل النمو مقارنة بمتوسط زيادة قدرها 10.2 تيراواط/ساعة على أساس سنوي في يونيو/حزيران وأغسطس/آب، وُجِّهَت المرافق للسحب من مخزوناتها؛ نظرًا لتراجع كميات الفحم من المنتجين المحليين، وفقًا لما نشرته منصة أرغوس ميديا.
وأفادت شركة الفحم الهندية "كول إنديا"، التي توفر أكثر من 80% من الفحم في البلاد، بأن إنتاجها انخفض للشهر الرابع على التوالي إلى 48.3 مليون طن في سبتمبر/أيلول بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة.
- نقص إمدادات الفحم وارتفاع الطلب يفاقمان أزمة الكهرباء في الهند
- تباطؤ الواردات وراء تفاقم أزمة نقص الفحم في الهند
- أداني الهندية تستعد لتصدير الفحم من أستراليا نهاية 2021
وطلبت الحكومة الهندية من شركة "كول إنديا" التي تديرها الدولة، زيادة الإنتاج، حسبما أورده موقع إيكونوميك تايمز الهندي.
وانخفضت مخزونات الفحم لدى الشركة إلى 42 مليون طن في 30 سبتمبر/أيلول من 56.5 مليون طن في العام السابق.
وزاد الإنتاج الهندي من الفحم بنسبة 17%، أو 114.4 تيراواط/ ساعة، على مدار العام إلى 784.7 تيراواط/ ساعة في المدة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول؛ وهو أعلى من المتوسط البالغ 710.4 تيراواط/ساعة في المدة بين عاميْ 2016 و2019.
في المقابل، ارتفعت أسعار الفحم في إندونيسيا، أحد موردي الفحم للهند، إلى ما يقرب من 162 دولارًا للطن هذا الشهر من 86.68 دولارًا في أبريل/نيسان، وذلك نتيجة ارتفاع الطلب في الصين؛ حيث أجبر انقطاع التيار الكهربائي المصانع على الإغلاق، وبقيت بعض المنازل دون كهرباء.
انقطاعات التيار الكهربائي
لم تَنجُ إمدادات الكهرباء في الهند من الضغوطات التي تشهدها إمدادات الطاقة عالميًا ولا من ارتفاع الأسعار واضطراب سلاسل الطلب والعرض بسبب تعافي الاستهلاك بعد عمليات الإغلاق لاحتواء وباء كورونا "كوفيد-19".
وبلغ نقص الكهرباء في الهند في الأيام الـ7 الأولى من أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 21 ضعفًا في الفترة نفسها من العام الماضي، وأكثر من 4 أضعاف ذلك في عام 2019، حسبما أوردته وكالة رويترز اليوم الجمعة.
واقتصر نقص الإمدادات خلال العامين الماضيين، إلى حد كبير، على منطقة جامو وكشمير، التي تمزقها الصراعات.
وأظهر تحليل لبيانات إرسال الأحمال الكهربائية اليومية الصادر عن هيئة تنظيم الشبكة الفيدرالية الهندية أن ولايتي جهارخاند وبيهار في الهند، وشمال غرب ولاية راجاستان كانت من بين أكثر المناطق تضررًا.
وأفادت بيانات الهيئة بأن ولاية جهارخاند سجلت عجزًا في الكهرباء بنسبة 18% -24%، بينما كانت إمدادات الكهرباء إلى بيهار وراجستان أقل من المتطلبات بنسبة تتراوح بين 6% و 17%.
وقالت المهندسة المعمارية، فايشالي ماستر، التي تعيش في قرية أليسار الواقعة على بُعد نحو 50 كيلومترًا من مدينة جايبور عاصمة ولاية راجاستان، إن التيار الكهربائي انقطع عن منزلها لمدة 12-14 ساعة خلال الأيام الـ4 الماضية.
وأظهرت البيانات أن الولايات الصناعية مثل غوجاراتوهاريانا واجهت أيضًا نقصًا أكثر من المتوسط هذا الأسبوع، وكذلك عانت بعض أجزاء ولاية أوتار براديش الهندية المكتظة بالسكان من انقطاعات التيار الكهربائي.
وقال مسؤول كبير في مجلس الكهرباء بولاية كيرالا جنوب الهند إن الولاية طلبت من مواطنيها ترشيد استخدام الأجهزة الكهربائية مثل المطاحن والمجففات بعد غروب الشمس.
اقرأ أيضًا..
- غازبروم تكشف موقف صادرات الغاز إلى الصين بعد حريق مصنع "آمور" (فيديو)
- توقعات بارتفاع حصة السيارات الكهربائية إلى 31% بحلول 2050