الصين تسعى لزيادة إنتاج محطات الفحم متجاهلة معايير السلامة
لحل أزمة نقص الكهرباء
داليا الهمشري
في ظل أزمة الطاقة التي يشهدها العالم حاليًا، تحاول الصين مواكبة الطلب المتزايد على الكهرباء من خلال عدد من التدابير، كان آخرها التوجيه بزيادة الإنتاج من محطات الفحم مع تجاهل معايير السلامة الصارمة التي ارتبطت بهذا القطاع.
ويخطّط المنظمون الصينيون ليكونوا أكثر واقعية في الاستجابة إلى حوادث التعدين، فقد طلبت السلطات من منتجي الفحم زيادة الإنتاج للمساعدة في تجنُّب أزمة الكهرباء المتفاقمة في البلاد.
وأدّت أزمة الكهرباء في الصين -الناجمة عن نقص إمدادات الفحم- إلى شلّ قطاعات كبيرة في شمال شرقي البلاد، بدءًا من إغلاق المصانع إلى وقف إشارات المرور والمصاعد الكهربائية.
ومع تزايد ذعر المواطنين، يواجه كبار المسؤولين في بكين ضغوطات لزيادة واردات الفحم، الذي دعّم نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم لعقود.
تكثيف الإنتاج
أبلغت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح عمال المناجم -خلال اجتماع عُقد يوم الخميس الماضي- أن الحوادث لن تؤدي بعد الآن إلى إغلاق المناجم القريبة من أجل إجراءات السلامة، وفقًا لبيان نشرته الصناعة المحلية للفحم على موقع التواصل الاجتماعي الصيني وي تشات.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تطالبهم بكين بإنتاج الفحم بطاقتهم الكاملة لبقية العام حتى لو تجاوزوا حدود الحصة، حسب وكالة بلومبرغ.
وأدّى نقص الفحم مع اقتراب فصل الشتاء إلى ارتفاع الأسعار في الصين وحول العالم إلى مستويات قياسية، في حين ارتفع الطلب على الوقود الأحفوري هذا العام مع تسارع وتيرة التعافي الاقتصادي العالمي من وباء كوفيد- 19.
قوانين صارمة
فشلت الصين في مواكبة هذه التطورات في سوق الطاقة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى القوانين الصارمة وعمليات التفتيش الأكثر صرامة لضمان السلامة بعد سلسلة من الحوادث المميتة.
ويبرز دور ارتفاع أسعار الفحم جليًا في أزمة الكهرباء في الصين، فقد أدت القيود التي تفرضها الصين على مناجم الفحم لأسباب تتعلّق بالبيئة والسلامة، وكذلك الأمطار الغزيرة في إندونيسيا، إلى تعطيل إنتاج الفحم، ما أدّى إلى ارتفاع سعره.
ويدخل الفحم في توليد نحو 70% من الكهرباء في الصين، لكن دعوات الحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، دفعت إلى تثبيط حرق الفحم.
ومع تفاقم الأزمة، حذّرت المصانع الصينية من أن الإجراءات الصارمة لخفض استخدام الكهرباء ستؤدي إلى تقليل الإنتاج في كبرى المقاطعات.
إذ تأثّرت مدن مثل شنيانغ وداليان -يقطنهما أكثر من 13 مليون شخص- بسبب الاضطرابات في المصانع التي يملكها مُورّدون إلى شركات عالمية مثل آبل وتيسلا.
أمّا مقاطعة جيلين فتُعدّ واحدة من أكثر المناطق تضررًا، واضطرّت إلى تقنين الكهرباء، وتعليقًا على ذلك، دعا حاكم المقاطعة إلى زيادة واردات الفحم.
ومن بين أكثر المقاطعات تضررًا أيضًا: جيانغسو، وتشجيانغ، وغوانغدونغ، وهي تمثّل قرابة ثلث اقتصاد الصين.
موضوعات متعلقة..
- بعد نقص إمدادات الفحم.. أزمة الكهرباء تضرب قطاعات كبيرة في الصين
- أزمة الكهرباء في الصين تحدث اضطرابًا في أسواق السلع العالمية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مشروع نورد ستريم2 يؤكد التزامه باللوائح التشغيلية الألمانية
- وزير الطاقة القطري: الطاقة المتجددة ليست الحل الوحيد لخفض انبعاثاث الكربون