نقص إمدادات الفحم وارتفاع الطلب يفاقمان أزمة الكهرباء في الهند
نصف محطات الكهرباء العاملة بالفحم لديها مخزون وقود يكفي لأقلّ من 3 أيام
نوار صبح
- نصف محطات توليد الكهرباء بالفحم لديها مخزون وقود يكفي لأقلّ من 3 أيام
- أكثر من 80% من المحطات لديها مخزون يكفي لتشغيلها مدة تقلّ عن أسبوع
- ترتفع أسعار الوقود المولّد للكهرباء على مستوى العالم مع انتعاش الطلب
- أسهم ارتفاع أسعار النفط والغاز والفحم والكهرباء بزيادة أعباء التضخم عالميًا
أظهرت بيانات هيئة الكهرباء المركزية الحكومية الهندية، أن أكثر من نصف محطات الكهرباء البالغ عددها 135 محطة تعمل بالفحم لديها مخزون وقود يكفي لأقلّ من 3 أيام، وهو دون مستويات التوجيهات المركزية الحكومية التي توصي بتوفير إمدادات لمدة أسبوعين على الأقلّ.
وأضافت بيانات الهيئة أن 16 من أصل 135 محطة كهرباء تعمل بالفحم في الهند لم يكن لديها أيّ مخزونات من الفحم بدءًا من 29 سبتمبر/أيلول الماضي، وأن أكثر من 80% من تلك المحطات لديها مخزون يكفي لتشغيلها مدة تقلّ عن أسبوع.
ونتيجة انخفاض المخزونات إلى هذا الحدّ، تتسابق مرافق توليد الكهرباء في الهند لتأمين إمدادات الفحم، الذي يمثّل أكثر من 70% من إنتاج الكهرباء في البلاد، وتمثّل المرافق نحو 75% من استهلاك الفحم في البلاد، حسبما نشره موقع محطة تلفاز نيودلهي.
ويرى محللون أنّ تردّي الأوضاع إلى هذه المستوى يعود إلى زيادة الطلب على الكهرباء من القطاعات الصناعية وتباطؤ الواردات بسبب الارتفاعات القياسية في الأسعار العالمية التي دفعت محطات الكهرباء إلى حافّة الهاوية.
أبرز أسباب الأزمة
تمثّل أزمة العرض أهم أسباب تفاقم أزمتي الفحم والكهرباء المتلازمتين في الهند، فقد أدى انتعاش الطلب على الكهرباء نتيجة النمو الصناعي وتقلّص إمدادات الفحم والغاز الطبيعي المسال إلى ارتفاع أسعار الوقود المولّد للكهرباء على مستوى العالم.
في المقابل، تتنافس الهند مع مشترين، مثل الصين -أكبر مستهلك للفحم في العالم- التي تتعرض بدروها لضغوط لزيادة الواردات وسط أزمة حادة في الكهرباء.
وترتفع أسعار الوقود المولّد للكهرباء على مستوى العالم مع انتعاش الطلب على الكهرباء نتيجة النمو الصناعي وتقلص إمدادات الفحم والغاز الطبيعي المسال، حسبما نشره موقع "ذا هيندو بيزنس لاين" الهندي.
بدوره، أسهم ارتفاع أسعار النفط والغاز والفحم والكهرباء في زيادة أعباء التضخم في جميع أنحاء العالم وإبطاء التعافي الاقتصادي من جائحة كوفيد19.
وأفاد تقرير أصدرته هذا الأسبوع وحدة خدمات معلومات التصنيف الائتماني في الهند (سي آر آي إس آي إل)، التابعة لوكالة "إس آند بي غلوبال بلاتس"، أن من المتوقع أن تستمر أزمة الإمداد، إذ يسعى قطاع الكهرباء غير الحرارية لتوفير الواردات في خيار وحيد لتلبية الطلب بأسعار مرتفعة.
وتوقّع التقرير -أيضًا- أن تستمر أسعار الفحم في آسيا بالارتفاع، وأن يتحسّن مخزون الفحم في المحطات الكهروحرارية تدريجيًا بحلول شهر مارس/آذار المقبل.
تفاوت الأسعار المحلية والعالمية
تحدد شركة الفحم الهندية "كول إنديا" أسعار الفحم المحلية، إذ تؤثّر الزيادة في الأسعار على أسعار الكهرباء ومعدل التضخم، ما يجعل رفع الأسعار قرارًا حساسًا من الناحية السياسية.
وقد حافظت "كول إنديا" على استقرار الأسعار خلال العام الماضي، على الرغم من ارتفاع أسعار الفحم العالمية ارتفاعًا حادًا في المدة نفسها.
علاوة على ذلك، سجلت أسعار الفحم في آسيا مستويات قياسية خلال الآونة الأخيرة، مدفوعة بالطلب العالمي على وقود توليد الكهرباء نتيجة تخفيف إجراءات الإغلاق والانفتاح الاقتصادي، وتمثّل أزمة الكهرباء المتفاقمة في الصين أبرز العوامل التي تعزز الطلب العالمي على الوقود.
وارتفعت أسعار الفحم من مُصدّرَي الفحم الرئيسَيْن -أستراليا وإندونيسيا- إلى أعلى مستوياتها مؤخرًا، فقد ارتفعت أسعار نيوكاسل الأسترالية بنسبة 50% تقريبًا، كما ارتفعت أسعار الصادرات الإندونيسية بنسبة 30% في الأشهر الـ3 الماضية، وفقًا لموقع "ذا هيندو بيزنس لاين".
تحمُّل التكاليف المرتفعة
أفاد موقع "غلوبال بترول برايسز" أن رسوم الكهرباء في الهند، التي حددتها الدول المعنية، تُعدّ من بين الأدنى في العالم، إذ تحمّلت شركات التوزيع التي تديرها الدولة التكاليف المرتفعة للواردات لإبقاء الرسوم ثابتة.
وتسبّب هذا الإجراء في وقوع هذه الشركات تحت الديون، فقد وصلت الالتزامات المالية المتراكمة إلى مليارات الدولارات.
وأدّت الموازنات العمومية المضطربة لدى الشركات إلى تأخّر سداد المدفوعات المستحقة لمرافق توليد الكهرباء، ما يؤثّر في كثير من الأحيان على التدفقات النقدية، ويعرقل الاستثمار في قطاع توليد الكهرباء.
وهكذا تقف شركات توليد الكهرباء في الهند، المرتبطة باتفاقيات طويلة الأجل مع مرافق التوزيع، عاجزة عن تحمّل تكاليف الواردات المرتفعة.
انعكاس الأزمة على أسواق الفحم العالمية
تُعدّ الهند ثاني أكبر مستورد ومستهلك ومنتج للفحم، ولديها رابع أكبر احتياطيات في العالم، وتستورد الفحم من إندونيسيا وأستراليا وجنوب أفريقيا، في المقام الأول.
وتتوقع وحدة معلومات التصنيف الائتماني في الهند، التابعة لوكالة "إس آند بي"، زيادة أسعار الفحم الحراري الأسترالي والإندونيسي خلال المدة المتبقية من السنة المالية الحالية، بسبب قيود العرض وارتفاع الطلب من الصين وأماكن أخرى.
وقد انخفض متوسط واردات الهند الأسبوعية من الفحم خلال المدة من أغسطس/آب إلى أواخر سبتمبر/أيلول -عندما ارتفعت أسعار الفحم العالمية بأكثر من 40% إلى أعلى مستوياتها- بأكثر من 30% من المتوسط للأشهر الـ7 الأولى من هذا العام إلى ما يقلّ قليلاً عن 3 ملايين طن.
وبلغ إجمالي الواردات في الأسبوع الأخير أقلّ من 1.5 مليون طن، وهي أقلّ كمية في نحو عامين، ولم تعلن المواقع الإلكترونية التابعة لمرافق الدولة الرئيسة المستوردة للفحم، عن أيّ مناقصات جديدة لتوريد شحنات جديدة هذا الشهر.
الرابحون والخاسرون
ارتفعت أسهم شركات إنتاج الكهرباء الهندية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسابيع الأخيرة، مدفوعة بالطلب المتزايد على الكهرباء، ومن تلك الشركات -على سبيل المثال- شركة الكهرباء الحرارية الوطنية المحدودة، وتاتا باور، وتورينت باور، وكول إنديا،
وقال مسؤول في أحد مشغّلي المرافق الكبيرة، إن العديد من التجّار الذين اشتروا الفحم في المزادات الفورية المحلية باعوا الوقود بأسعار مرتفعة.
وقامت العديد من الشركات التي تستهلك الفحم ولا تنتج للكهرباء، ومحطات الكهرباء القائمة على الاستيراد، بتقليص الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار الفحم المستورد.
اقرأ أيضًا..
-
السعودية تطلق مشروعًا رائدًا لتحقيق التنمية المستدامة بأحدث تقنيات الاستزراع السمكي
-
أوبك+.. 3 سيناريوهات أمام وزراء التحالف لتحديد سياسة الإنتاج