بريطانيا تتعهد بالاستغناء عن الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء
بحلول عام 2035
مي مجدي
تستعد بريطانيا للتخلص من استخدام الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء بحلول عام 2035، بعد مرورها بأزمات عصيبة في المدة الماضية، أبرزها ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء.
جاء ذلك ضمن الخطط الجديدة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري والتركيز على مصادر الطاقة المتجددة، التي أعلنها رئيس الوزراء بوريس جونسون، خلال مؤتمر لحزب المحافظين، بحسب صحيفة الغارديان.
أهداف الخطة
مع تصاعد أزمة أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء إلى مستويات قياسية، قال جونسون، إن التحول المقترح سيساعد البلاد على التخلص من الانبعاثات الكربونية، وسيخفف من تأثير تقلّبات أسعار الغاز المدفوعة بمخاوف من حدوث أزمة كهرباء خلال موسم الشتاء.
وأضاف أن الاعتماد على توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة سيساعد البلاد -أيضًا- على تقليل التكاليف، ومن ثم خفض الفواتير.
وجاءت الخطة قبل أقلّ من شهر من بدء مؤتمر المناخ كوب 26؛ ما يؤكد التزام المملكة المتحدة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
الكهرباء الخضراء
ستساعد مصادر الطاقة المتجددة المختلفة المملكة المتحدة للوصول إلى أهدافها في المرحلة المقبلة.
فالبلاد تحرز تقدمًا ملحوظًا في قطاع طاقة الرياح وخاصة الرياح البحرية، إلى جانب الجهود المبذولة لاحتجاز الكربون وتخزينه وإنتاج الهيدروجين.
وفي العام الماضي، أنتجت الرياح والطاقة الشمسية نسبة قياسية من الكهرباء في المملكة عند 43% متجاوزة الوقود الأحفوري بنسبة 40% لأول مرة.
وستستمر محطات الطاقة النووية، التي توفر حاليًا سدس الكهرباء في المملكة، في تشكيل مزيج الطاقة ضمن إطار خطط الحياد الكربوني.
لكن حجم المهمة كبير، خاصة أن المملكة المتحدة ما تزال تعتمد على الغاز في توليد الكهرباء بنسبة كبيرة.
ووفقًا لبيانات الشبكة الوطنية، كان الغاز يوفر ما يقلّ قليلًا عن ثلث الطلب على الكهرباء في المملكة المتحدة، عند 11.4 غيغاواط.
وسلّط ارتفاع الأسعار الضوء على اعتماد بريطانيا على الغاز في التدفئة والكهرباء، والذي قد ينجم عنه حدوث أزمة كهرباء ضخمة خلال موسم الشتاء، إذ تواجه الأسر -حاليًا- أعباء ارتفاع الفواتير.
وفي تعليقه على ذلك، قال جونسون، إن التخلص من الغاز في توليد الكهرباء سيساعد في السيطرة على ارتفاع الأسعار في المستقبل.
تحدّيات
قد تكون تكلفة الطاقة النظيفة أقلّ من الوقود الأحفوري، لكن هذا لا يعني أنها لا تواجه التحديات، خصوصًا في بريطانيا.
فخلال الشهر الماضي، شهدت البلاد الكثير من الأزمات، فقد أدى انخفاض سرعة الرياح إلى توليد الكهرباء بنسب أقلّ من المتوقع.
ومع ارتفاع أسعار الكهرباء، ارتفعت أسعار الغاز بنسبة 250% عن مستويات يناير، ودفع الارتفاع الصاروخي في الأسعار العديد من المورّدين الصغار إلى التوقف عن العمل وإفلاس العشرات خلال هذا العام.
علاوة على ذلك، أطلقت بريطانيا محطة كهرباء قديمة تعمل بالفحم لتلبية احتياجاتها، رغم أنها تنوي التخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2024.
خيارات متاحة
يكمن حلّ هذه الأزمة في تخزين الطاقة، فهو المفتاح لضمان توفير الطاقة المتجددة الفائضة وإطلاقها عندما تكون الظروف غير مواتية.
ومن ضمن الخيارات الأخرى، تخزين الهيدروجين وانتشار استخدام السيارات الكهربائية ومضخات الحرارة الكهربائية في المنازل.
ورغم أن الكثيرين لا يرون الطاقة النووية أحد الحلول للحصول على الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى تكلفتها الباهظة واستغراق سنوات لبنائها، فإنها قادرة على توليد كمية كبيرة من الكهرباء دون انبعاثات كربونية، وتكمن المشكلة الحقيقية أن أغلب المفاعلات النووية ستتوقف عن العمل قريبًا.
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة السعودي: الربط الكهربائي مع مصر بداية لمشروعات مماثلة عربيًا وأوروبيًا
- مسؤول إيراني: مستعدون لحل أزمة إمدادات النفط حال رفع العقوبات الأميركية