مصادر تكشف لـ"الطاقة" عن حقيقة عزم أوبك+ زيادة الإنتاج في نوفمبر
في رد على ما ذكرته وكالة رويترز
نفت مصادر خاصة لـ"الطاقة" صحة الأنباء المتداولة حول عزم تحالف أوبك+ دراسة زيادة الإنتاج بأكثر من 400 ألف برميل يوميًا المتفق عليها سابقًا.
وقالت المصادر إن ما ذكرته وكالة رويترز نقلًا عن مصادر داخل التحالف بأن أوبك+ يدرس زيادة الإنتاج، لم يخرج من أعضاء أوبك الفاعلين، وإن الاتجاه يسير نحو الإبقاء على خطة الزيادة التدريجية.
وأكدت المصادر أن أوبك+ يتفاعل مع الطلب الفعلي، و"هم أعلم الناس بذلك؛ كونهم يتعاملون مع زبائنهم حول العالم بشكل يومي؛ فإذا كانت هناك زيادة في الطلب فوق الزيادة المقررة؛ فإن تحالف أوبك+ سيتعامل مع ذلك بما يتناسب مع مصلحته ومصلحة عملائه".
اجتماع أوبك+
من المقرر أن يجتمع وزراء منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفائها من الخارج بقيادة روسيا، في التحالف المعروف باسم أوبك+، يوم الإثنين المقبل؛ لمراجعة سياسة الإنتاج.
وأكدت مصادر "الطاقة" الخاصة أنه في كل اجتماع تُطرح جميع الأفكار والاقتراحات، ومن الطبيعي أن نجد مثل هذا الطرح هذه الأيام، خاصة مع زيادة أسعار النفط، التي كسرت حاجز 80 دولارًا للبرميل خلال الأسبوع الجاري، مع زيادة الطلب على الخام خاصة مع ارتفاع أسعار الغاز، واتجاه العديد من الدول للنفط بديلًا لتوليد الكهرباء.
ويأتي الحديث عن الزيادة في إنتاج أوبك، في أعقاب محادثات مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، حول المخاوف من ارتفاع أسعار النفط.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين بساكي، أمس الخميس: "من الواضح أن سعر النفط مثير للقلق".
وأشارت إلى أن أسعار النفط المرتفعة كانت على أجندة مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، عندما التقى، هذا الأسبوع، ولي العهد السعودي.
وفي وقت سابق، قالت الحكومة الأمريكية إنها على اتصال مع أوبك وتنظر في كيفية معالجة ارتفاع أسعار النفط.
وكان تحالف أوبك+ قد قرّر زيادة الإمدادات من أغسطس/آب حتى ديسمبر/كانون الأول 2021، بنحو مليوني برميل يوميًا أو زيادة الإنتاج شهريًا بنحو 0.4 مليون برميل يوميًا، مع خطط لإنهاء التخفيضات بالكامل المقدرة بنحو 5.8 مليون برميل يوميًا بحلول سبتمبر/أيلول 2022.
وفي هذا السياق، أكد أحد المطلعين على ما يدور في البيت الأبيض لـ"الطاقة"، بعد أن اشترط عدم ذكر اسمه، أن إدارة بايدن قلقة من ارتفاع البنزين بشكل كبير، كما أنها قلقة من استغلال الرئيس السابق، دونالد ترمب، الموضوع للتأثير في انتخابات 2022.
وأكد أنه لا يستبعد قيام أوبك+ برفع مستويات الإنتاج فوق 400 ألف برميل يوميًا المخطط لها، رغم اقتناعه بأنه لن يكون لها أثر في أسعار البنزين الحالية.
زيادة إنتاج أوبك
نقلت وكالة رويترز، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، عن 4 مصادر قالت إنها من داخل أوبك+، أن التحالف يدرس تجاوز اتفاقه الحالي لزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا، عندما يجتمع الأسبوع المقبل في وقت تقترب فيه أسعار النفط من أعلى مستوياتها في 3 سنوات وسط ضغط من المستهلكين لزيادة المعروض.
وقالت مصادر رويترز إن المنتجين يفكرون في إضافة أكثر من تلك المتوخاة في الاتفاق، لكن لم يقدم أي منهم تفاصيل عن الكمية، أو متى ستزيد الإمدادات. وأشار مصدر آخر في أوبك+ إلى أن زيادة 800 ألف برميل يوميًا لمدة شهر ممكنة، على أن يكون الشهر التالي دون زيادات في الإنتاج.
وأشارت المصادر إلى أن أقرب شهر يمكن أن تحدث فيه أي زيادة هو نوفمبر/تشرين الثاني؛ إذ قرر الاجتماع الأخير لأوبك+ سياسة الإنتاج في شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
خيارات زيادة الإنتاج
قال أحد المصادر في أوبك+: "لا يمكننا استبعاد أي خيار"، وأضاف آخر أن فكرة أن سوق النفط قد تحتاج إلى نفط أكثر من الاتفاق الحالي المخطط لها كانت "أحد السيناريوهات المحتملة".
وأكدت مصادر أن النتيجة الأكثر احتمالا هي الالتزام بالخطة الحالية، المقررة بزيادة 400 ألف برميل يوميًا.
وتتواصل المحادثات بين الأعضاء في أوبك+ قبل الاجتماع المقرر عقده عبر تقنية الاتصال المرئي، دون تأكيد أي زيادة إضافية.
وقال وزراء الطاقة من أعضاء أوبك في كل من العراق، ونيجيريا، والإمارات العربية المتحدة، في الأسابيع الأخيرة، إن المنظمة لا ترى حاجة إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لتغيير الاتفاق الحالي.
وفي هذا السياق ذكر د. أنس الحجي، مستشار تحرير "الطاقة"، أن "مجرد وجود أكثر من خيار أمام أوبك؛ فإنه من الطبيعي أن تناقش كل الخيارات في اجتماعاتها، ولكن مناقشة الخيارات المختلفة شيء، واتخاذ قرار مناسب شيء آخر، إلا أن وسائل الإعلام تنتقي الخيار الذي تراه مناسبًا للترويج الإعلامي، وهذا ما فعلته رويترز في خبرها عن زيادة الإنتاج فوق المستوى المقرر مسبقًا".
وكان خام برنت قد ارتفع، الثلاثاء الماضي، إلى أعلى مستوى في 3 سنوات، وصعد أعلى من 80 دولارًا للبرميل، مدعومًا بانقطاع غير مخطط له في الولايات المتحدة، وانتعاش قوي في النشاط الاقتصادي العالمي والطلب على الطاقة مع بدء تعافي العديد من دول العالم من وباء كورونا.
موضوعات متعلقة..
- أوبك تشيد بتوازن سوق النفط.. وتتوقع فائضًا في 2022
- كيف ترى أوبك قطاع الطاقة بحلول 2045؟ (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- وزير مصري يعلن عبر "الطاقة" موعد توقيع عقود الربط الكهربائي مع السعودية
- بريطانيا.. إفلاس 3 شركات كهرباء بسبب أسعار الغاز المرتفعة