مصافي التكرير الهندية تشتري المزيد من الخام الخفيف لتعزيز إنتاج البنزين
نوار صبح
- تراجعت صادرات البنزين بنسبة 10% إلى 246 ألف برميل يوميًا.
- انخفضت صادرات وقود الطائرات بنسبة 3.6% لتصل إلى 82000 برميل يوميًا.
- الطلب على البنزين قوي للغاية والطلب على الديزل يتراجع الآن.
- الواردات من الشرق الأوسط قد تنخفض إلى أقل من 60% من نحو 65%.
قال مسؤولون ومحللون إن مصافي التكرير الهندية تستعد لتغيير مزيج وارداتها من النفط الخام لصالح الدرجات الخفيفة التي تنتج المزيد من البنزين، لتلبية زيادة الطلب على وقود السيارات في ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، حسبما أوردته وكالة رويترز.
وفي خطوة ترمي إلى تقليل اعتماد الهند على خامات الشرق الأوسط من أجل تعزيز أمن الطاقة، ستقلّل المصافي الهندية وارداتها من الدرجات الحامضة الثقيلة من خامات الشرق الأوسط التي تنتج المزيد من نواتج التقطير المتوسطة مثل الديزل والكيروسين.
وستزيد تلك المصافي وارداتها من درجات النفط الخام الغنية بالبنزين من الولايات المتحدة وغرب أفريقيا.
تراجع إنتاج المصافي الهندية
قبل أيام قليلة، أفادت بيانات حكومية هندية بأن عمليات الصيانة المستمرة في عدد من مصافي التكرير أدت إلى تراجع إنتاجيتها في شهر أغسطس/آب الماضي إلى أدنى مستوى في 10 أشهر، وفقًا لما أوردته وكالة رويترز.
وأظهرت البيانات المؤقتة الصادرة عن وزارة النفط الهندية أن صادرات البنزين تراجعت بنسبة 10% إلى 246 ألف برميل يوميًا، وهي الكمية المعتادة نفسها مقارنة بمرحلة ما قبل الوباء في أغسطس/آب 2019، حسبما نشرته منصة "أرغوس ميديا" المعنية بشؤون الطاقة.
ووفقًا لتلك البيانات، ارتفعت الصادرات بنسبة 3.3% عن العام السابق، كما انخفضت صادرات وقود الطائرات بنسبة 3.6%، لتصل إلى 82 ألف برميل يوميًا، في حين انخفضت بنسبة 40% مقارنة بشهر أغسطس/آب 2019.
وارتفعت شحنات الديزل بنسبة 15% لتصل إلى 626 ألف برميل يوميًا وبنسبة 10.4% عن مدة ما قبل الجائحة عام 2019، لكنها انخفضت بنحو 7% تقريبًا عن العام السابق.
وأظهرت بيانات وزارة النفط أن خام الشرق الأوسط مثل 60.8% من إجمالي الواردات خلال المدة من أبريل/نيسان إلى أغسطس/آب، انخفاضًا من 62.5% خلال المدة نفسها من العام الماضي.
ووفقًا لمنصة "أرغوس ميديا" -أيضًا- بلغت الواردات من أميركا الشمالية والجنوبية 17.6%، انخفاضًا من 18.1%، في حين ارتفعت حصة الخام الأفريقي إلى 15.7% من 13.1% العام الماضي.
زيادة الطلب على البنزين مقابل الديزل
قالت رئيسة الأبحاث في مؤسسة "إنرجي أسبكتس" البحثية الاستشارية، ومقرها العاصمة البريطانية لندن، أمريتا سين، إن الطلب على البنزين قوي للغاية، في حين أن الطلب على الديزل يتراجع الآن.
يُذكر أن مصافي التكرير الهندية صُمِّمَت لزيادة إنتاج الديزل من نفط الشرق الأوسط، كما أن الأسعار التي تتحكم بها الحكومة أغرت القطاعات الصناعية وشركات الشحن البرّي بأفضلية استخدام الديزل.
وفي المقابل أدّى تقليص فارق الأسعار بين البنزين والديزل، وتحوّل المستهلكين إلى استخدام السيارات الشخصية بدلاً من وسائل النقل العام التي تعمل بالديزل منذ ظهور فيروس كورونا إلى ارتفاع استهلاك البنزين.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة هندوستان بتروليوم (إتش بي سي إل)، موكيش كومار سورانا، إن مَيْل المستهلكين لاستخدام السيارات الشخصية، وجودة إمدادات الكهرباء التي تقلل من استخدام مجموعات مولدات الديزل، أسفرا عن نمو الطلب على البنزين أعلى بكثير مقارنة بالديزل.
وتوقعت وحدة التصنيف الائتماني الدولية (آي سي آر إيه) التابعة لوكالة التصنيف الائتماني موديز الهند أن يرتفع استهلاك البنزين في الهند بنسبة 14% إلى مستوى قياسي بلغ 31.9 مليون طن (739 ألف برميل يوميًا) في السنة المالية المنتهية في نهاية مارس/آذار 2022.
ورجّحت موديز أن يستمر استهلاك الديزل في الربع الرابع أو حتى العام التالي لاستعادة مستويات ما قبل الجائحة.
الخامات المفضلة
قال أحد المسؤولين في شركة بهارات بتروليوم كورب المحدودة (بي بي سي إل)، إن الطلب الهندي على البنزين سيستمر في الارتفاع، وستتغير واردات النفط الخام تبعًا لذلك مع التوجه نحو الخامات الخفيفة، وفقًا لوكالة رويترز.
وأضاف أنه يمكن استخدام النفط الخام الذي تزيد الكثافة النوعية على 40، حسب معهد النفط الأميركي (إيه بي آي)، مثل: مزيج خام غرب تكساس الوسيط وخام غرب تكساس الوسيط ميدلاند وأكبو النيجيري ومزيج النفط الخام القازاخستاني لزيادة إنتاج البنزين إلى أقصى حد.
وأوضح أن عمليات الإنتاج هذه تجري في المصافي المجهزة بوحدات ترقية الوقود مثل التكسير الحفزي.
وقال مسؤول في إحدى مصافي التكرير الحكومية، التي تشتري في الغالب الدرجات الخفيفة من خلال المناقصات الفورية بدلاً من العقود محددة الأجل، إن المصافي تعتزم زيادة حصة المشتريات الفورية في وارداتها إلى 37% في السنة المالية المنتهية في نهاية مارس/آذار 2022.
ورفض المسؤولون نشر أسمائهم، لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
وتوقعت رئيسة الأبحاث في مؤسسة "إنرجي أسبكتس"، أمريتا سين، أن ترتفع حصة خامات دول غرب أفريقيا في سوق الهند إلى 20% في الأشهر القليلة المقبلة من نحو 10% -17% حاليًا، في حين أن حصة الشرق الأوسط قد تنخفض إلى أقل من 60% من نحو 65%.
اقرأ أيضًا..
-
غانا تستعد لإنشاء مركز للنفط بحلول 2030
-
الهند.. الطاقة الشمسية على الأسطح تشهد طفرة كبيرة في الربع الثاني