ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز يهدد بمضاعفة معاناة العمال في أوروبا
دراسة: ملايين العمال في اختيار صعب ما بين تدفئة منازلهم أو إطعام أسرهم
داليا الهمشري
رغم طمأنة الحكومات الأوروبية لمواطنيها من أن أزمة ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز لن تنعكس عليهم، أفادت دراسة حديثة أن عمّال أوروبا سيواجهون معاناة جديدة مع البرد القارس خلال الشتاء المقبل، جراء عجزهم عن تحمّل فواتير الكهرباء للتدفئة.
وقدّرت الدراسة -التي نشرها الاتحاد الأوروبي لنقابات العمّال (إي تي يو سي)- أن ما يقرب من 3 ملايين عامل أوروبي فقير "لن يكون بوسعهم" تسديد فواتير التدفئة في الخريف والشتاء.
وقال، إن 15% من العمّال الفقراء في الاتحاد الأوروبي ليس لديهم ما يكفي من المال لدفع تكلفة استخدام أجهزة التدفئة، في ظل ارتفاع أسعار الكهرباء.
ويمثّل الاتحاد الأوروبي لنقابات العمّال 45 مليون عضو في 89 نقابة وطنية في 39 بلدًا، بالإضافة إلى 10 اتحادات نقابية.
أسعار الكهرباء
أفادت الدراسة التي صدرت أمس الأربعاء أن المشكلة تؤثّر في ما يعادل 2.7 مليون شخص، حسب موقع يورونيوز.
ومن المتوقع أن يؤدي ارتفاع أسعار البيع بالجملة للغاز والكهرباء في جميع أنحاء أوروبا، إلى زيادة فواتير الخدمات، لا سيما الكهرباء، متسببًا في مزيد من المعاناة للأشخاص الذين تضرروا ماليًا خلال جائحة "كوفيد-19".
وأوضحت نائبة الأمين العامّ للاتحاد الأوروبي لنقابات العمّال، إستر لينش، أن ارتفاع أسعار الكهرباء يضع ملايين العمّال من ذوي الأجور المنخفضة في أوروبا باختيار صعب ما بين تدفئة منازلهم أو إطعام أسرهم أو دفع الإيجار، على الرغم من أنهم يعملون بدوام كامل.
إدخال عتبة اللياقة
دعا الاتحاد الأوروبي لنقابات العمّال، بروكسل إلى إدخال "عتبة اللياقة" في مشروع تعديل الحدّ الأدنى للأجور.
وتضمن "عتبة اللياقة" ألّا يكون الحدّ الأدنى القانوني للأجور أقلّ من 60% من متوسط الأجور، و50% من متوسط الأجور في كل بلدان الاتحاد الأوروبي.
وحذّر اتحاد نقابات العمّال من أن الحدّ الأدنى القانوني للأجور في 20 دولة عضوًا بالاتحاد الأوروبي يقلّ عن تلك المستويات.
وسلّط الاتحاد الأوروبي لنقابات العمّال الضوء على أن قبرص لديها أعلى نسبة من العاملين الفقراء (45.6%) الذين لا يستطيعون تحمّل تكاليف التدفئة، متقدّمة بذلك على بلغاريا وليتوانيا والبرتغال واليونان وإيطاليا.
فقر الكهرباء
أشار اتحاد العمال أيضًا إلى أن الوضع قد ساء في 10 دول أعضاء خلال العقد الماضي، وأن الارتفاع الأخير في أسعار الكهرباء والغاز يعرّض مزيدًا من العمّال لخطر الحرمان من الكهرباء.
واجتمع وزراء النقل والطاقة في الاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء في سلوفينيا، لمناقشة مقترحات تشريعات المناخ "الملائمة لـ 55" للمفوضية الأوروبية.
وتوصي المقترحات بمساعدة الكتلة -المكونة من 27 دولة- على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 1990.
ضريبة الطاقة المتجددة
في وقت سابق من هذا الشهر، قال نائب رئيس الاتحاد الأوروبي المسؤول عن قضايا المناخ فرانس تيمرمانس، إن الكتلة يجب أن تضمن ألّا يدفع الأشخاص الأكثر ضعفًا ضريبة الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وفي منتصف سبتمبر/أيلول، طلبت مجموعة مكونة من 40 نائبًا في البرلمان الأوروبي، من المفوضية الأوروبية، التحقيق مع شركة "غازبروم" الروسية العملاقة.
واتّهم النواب "غازبروم" بخفض إمدادات الغاز عبر أوكرانيا، لدفع ألمانيا إلى الموافقة على وضع خط أنابيب غاز "نورد ستريم 2" عبر بحر البلطيق بالخدمة بشكل أسرع، مما أدى إلى رفع الأسعار في أوروبا، إلّا أن الشركة الروسية نفت التلاعب بسوق الغاز.
موضوعات متعلقة..
- بعد ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز.. وزير بريطاني: لن ننقذ الشركات الفاشلة
- أسعار الكهرباء والغاز.. الاتحاد الأوروبي يبحث عن مخرج للأزمة
اقرأ أيضًا..
- اليوم الوطني السعودي 91.. رحلة صادرات النفط في آخر 3 سنوات (إنفوغرافيك)
- إعصار آيدا.. 16.2% من إنتاج النفط الأميركي ما زال متوقفًا