أزمة الكربون في بريطانيا تثير الجدل حول سلسلة الإمداد الغذائية
دينا قدري
أظهرت أزمة ثاني أكسيد الكربون الأخيرة هشاشة سلسلة إمدادات الغذاء في بريطانيا، بعد أن اضطرت إلى إعادة تشغيل مصنع للأسمدة في تيسايد.
فقد أعلنت الحكومة أنها عقدت صفقة مع سي إف إندستريز لاستئناف إنتاج ثاني أكسيد الكربون لتجنّب أزمة غذاء، إذ تُنتج الشركة الأميركية نحو 60% من إمدادات الكربون في بريطانيا.
هذه الأزمة كشفت عن الأدوار الحاسمة لثاني أكسيد الكربون وشركة سي إف إندستريز في الحفاظ على الغذاء في بريطانيا، ما دفع المجموعات الصناعية إلى المطالبة بالتغيير لجعل سلسلة الإمداد أكثر مرونة، حسبما أفادت صحيفة "فايننشال تايمز".
قطع إمدادات الكربون
أغلقت سي إف إندستريز مصنع بيلينغهام في تيسايد، ومصنع إينس في شيشاير، لأن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي -الذي يأتي منه إنتاجها الأساس من الأمونيا- جعل هذه المصانع غير اقتصادية.
ومع ذلك، فقد قطعت عن غير قصد الكثير من إمدادات بريطانيا من ثاني أكسيد الكربون من الدرجة الغذائية، وهو منتج ثانوي لإنتاج الأمونيا، وهو أمر بالغ الأهمية لتغليف المواد الغذائية واللحوم بصفة خاصة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة الأميركية، توني ويل، لصحيفة "فايننشال تايمز": "كنا ننزف الأموال.. لقد فوجئنا مثل أيّ شخص بالطبيعة التابعة والحرجة لثاني أكسيد الكربون في صناعة المملكة المتحدة.. لهذا السبب، صعدتُ على متن الطائرة للقاء الحكومة".
بينما من المقرر إعادة فتح مصنع تيسايد بعد الموافقة على حزمة دعم حكومية، قالت سي إف إندستريز، إن المصنع سيظل قيد التشغيل فقط حتى العثور على إمدادات بديلة من ثاني أكسيد الكربون.
عواقب الأزمة
قال المدير العامّ لجمعية المشروبات الغازية البريطانية، غافين بارتينغتون: "نحتاج إلى أكثر من حلّ مؤقت.. لا يمكن أن يكون صحيحًا أن الشركة -التي تُعدّ منتجاتها بالغة الأهمية لسلسلة إمداد الأطعمة والمشروبات- يُسمَح لها بالإغلاق دون سابق إنذار".
من جانبه، أشار العضو المنتدب لشركة بايو كاربونيكس البريطانية، كريستوفر كارسون، إلى أن السبب في كون "أزمة ثاني أكسيد الكربون أسوأ دائمًا في بريطانيا، لأنها دولة مثل "الجزيرة".
وتابع المسؤول في الشركة -التي تزوّد ثاني أكسيد الكربون من مصانع الغاز الحيوي-: "لذلك، عندما يتعطل أحد مصانع ثاني أكسيد الكربون المحلية الكبيرة، عليك تجهيز سلسلة إمداد طويلة ومكلفة للغاية للاستيراد من القارّة".
الاعتماد على الكربون
أصبحت السلسلة الغذائية في بريطانيا أكثر اعتمادًا على ثاني أكسيد الكربون في العقود الأخيرة، بسبب زيادة استخدام الغاز لصعق الماشية للذبح، بعد أن أدت حملات حقوق الحيوان إلى إنهاء الصعق الكهربائي، وفقًا لما صرّح به الرئيس التنفيذي لجمعية الخنازير الوطنية، زوي ديفيز.
وفي الوقت نفسه، نما استخدام ثاني أكسيد الكربون في التغليف على نحوٍ سريع.
يُباع ثاني أكسيد الكربون -مثل الغازات الصناعية الأخرى- بموجب عقود توريد طويلة الأجل للمستخدمين النهائيين.
لكن رئيس شركة الاستشارات إدلجاز غروب، كليف كاين، قال، إنه أقلّ ربحية من بين "جميع الغازات في عالم الغاز الصناعي.. إنه جزيء ثقيل وغاز، لذا يصبح النقل مكلفًا للغاية".
وقال كارسون، إنه من الصعب أيضًا تخزينه لمدة تزيد عن أسبوعين، لأنه يجب تسييله ثم غليانه، مضيفًا: "سلسلة الإمداد تُفرّغ بسرعة كبيرة".
بداية سي إف إندستريز
كانت إمدادات بريطانيا من الغاز هشّة منذ شتاء 2005-2006، عندما أوقفت الشركة المصنّعة "تيرا نيتروجين" الإنتاج في منشأة نترات الأمونيوم في سيفرنسايد، بسبب ارتفاع أسعار الغاز.
شكّلت "تيرا" في عام 2007 مشروعًا مشتركًا مع مجموعة المواد الكيميائية "كميرا"، وأطلقا عليه اسم "غروهاو"، واستحوذ أيضًا على موقعي بيلينغهام وإينس، وأغلقت مصنع سيفرنسايد.
وافق منظم المنافسة على هذه الصفقة الخاضعة لبيع أصول مختارة، على الرغم مما وصفه بأنه "تقليل كبير للمنافسة" في الأسواق بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون.
واشترت سي إف إندستريز في وقت لاحق "غروهاو"، إلّا أنها لم تكن معروفة في المملكة المتحدة حتى الأسبوع الماضي، وقت اندلاع أزمة الكربون.
موضوعات متعلقة..
- بعد ارتفاع أسعار الكهرباء.. بريطانيا تلجأ إلى الربط مع النرويج
- بريطانيا.. تفاقم أزمة الكهرباء عقب حريق هائل في خط رئيس
- انهيار شركتي كهرباء في بريطانيا إثر ارتفاع قياسي للأسعار
اقرأ أيضًا..
- توقعات بانخفاض توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية في أميركا
- تونس تخطط لخفض انبعاثات الكربون بنسبة 45% بحلول 2030
- شركة شل تبحث مع العراق زيادة إنتاج غاز البصرة