بعد ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء.. وزير بريطاني: لن ننقذ الشركات الفاشلة
داليا الهمشري
تسيطر قضية ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء على الرأي العام في بريطانيا للأسبوع الثاني على التوالي، لتُعلن الحكومة صراحةً أنها لن تكون طرفًا في التحديات التي يواجهها قطاع الكهرباء في البلاد، إلّا أنها أكدت أن المستهلكين لن يواجهوا أيّة مشكلات تتعلق بنقص الكهرباء.
وقال وزير الأعمال، كواسي كوارتنغ، إن حكومته لن تنقذ شركات الكهرباء والغاز "الفاشلة" في ظل ما تشهده بريطانيا من ارتفاع قياسي للأسعار، حسب إس آند بي غلوبال بلاتس.
ويهدد الارتفاع القياسي الأخير في أسعار سوق الكهرباء بإجبار شركات الكهرباء الصغيرة على الانسحاب بحلول العام الجديد، بعد رفض الحكومة والجهات التنظيمية مدّ يد العون لإنقاذها.
وكانت شركة غرين قد حذّرت من "تسونامي" قادم يهدد المورّدين الصغار؛ لعجزهم عن تجاوز ارتفاع التكاليف دون تحميلها على عملائهم.
لا خطورة على المستهلكين
أوضح كوارتنغ أنه على الرغم من توقّف العديد من الشركات عن العمل تحت ضغط ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء، فإنه لا توجد مشكلة تتعلق بوفرة الإمدادات، وليس هناك خطر على المستهلكين من انقطاع الكهرباء.
وشهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعًا جديدًا في الأسعار التي واصلت الزيادة منذ بداية عام 2021.
وبلغ سعر اليوم التالي في نقطة التوازن الوطنية (إن بي بي) -موقع تداول افتراضي لبيع وشراء وتبادل الغاز الطبيعي في المملكة المتحدة- في 17 سبتمبر/أيلول، 165 بنسًا/لكل وحدة حرارية.
وبالمقارنة بسعر الغاز العام السابق البالغ 29.1 سنتًا لكل وحدة حرارية، فإن الزيادة تبلغ 467% على أساس سنوي.
ومن المرجح رفع الأسعار مرة أخرى في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، على أن ترتفع مرة أخرى في أبريل/نيسان.
إغلاق مزيد من الشركات
أفاد كوارتنغ أمام مجلس العموم بالبرلمان البريطاني أن الحكومة "لن تنقذ الشركات الفاشلة"، مضيفًا أن الأمر "لا يتعلق بأمن الإمدادات".
وتوقع وزير الأعمال البريطاني خروج مزيد من الشركات من السوق خلال الأسابيع المقبلة، لافتًا إلى أنه من الطبيعي أن "نرى شركات صغيرة تغادر سوقًا تنافسية".
وقال كوارتنغ: "لا يوجد سبب للقلق، إلّا أن سوق الكهرباء لا بد أن تدفع ثمن الممارسات السيئة لعدد قليل من الشركات".
سنياريوهات لضمان إمدادات الكهرباء
قال وزير الأعمال في حكومة الظل البريطانية، إد ميليباند، إن الحكومة كانت "راضية للغاية" عن أمن إمدادات الكهرباء، مستشهدًا بقرار إغلاق منشأة تخزين الغاز الخام البحرية في عام2017.
واعترف كارتنغ بأن "تخزين الغاز يُعدّ بالتأكيد مشكلة.. وهذا وضع يحتاج إلى إعادة النظر.. لكن قضية إغلاق منشأة التخزين لا صلة لها بمسألة أمن الإمدادات".
وأكد كوارتنغ أن البلاد لديها قدرة كافية على تلبية الطلب من الكهرباء، وأن حكومته ما تزال ملتزمة بالتوسع في قدرات الطاقة المتجددة والنووية.
وأضاف أن شركة ناشيونال غريد -مورّد الكهرباء في المملكة المتحدة- لديها الأدوات اللازمة للتعامل مع الوضع، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من السنياريوهات لضمان أمن إمدادات الكهرباء.
وتسبّبت الأزمة الراهنة في قطاع الكهرباء البريطاني بانهيار شركتي كهرباء؛ إثر الارتفاع القياسي في أسعار الغاز والكهرباء.
ففي 8 سبتمبر/أيلول الجاري، أعلنت شركتا "بي إف بي إنرجي"، و"موني بلس إنرجي"، وقف التداول، وسط توقعات بانهيار سلسلة من شركات الكهرباء الصغيرة هذا الشتاء.
موضوعات متعلقة..
- انهيار شركتي كهرباء في بريطانيا إثر ارتفاع قياسي للأسعار
- ارتفاع أسعار الغاز في بريطانيا يضرب صغار موردي الكهرباء
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة القطري: نقص الاستثمارات وراء أزمة ارتفاع أسعار الغاز
- تسعير الكربون.. صندوق النقد يحدد 5 عوامل تدعم تمكين هذه الآلية