أسعار الغاز.. اختلاف إماراتي قطري حول أسباب الأزمة وتوافق على سبل الحل
- الإمارات: الأسعار الحالية ليست مستدامة.. وتعكس العوامل الأساسية للسوق
- قطر: لا نريد هذه الأسعار المرتفعة ولا نعتقد أنها مفيدة للمستهلكين
- بتروناس الماليزية: سعر الغاز بين 7 و8 دولارات يسمح بمواصلة الاستثمارات في القطاع
- منظمة أوابك: ارتفاع الأسعار يهدد استقرار السوق الأوروبية قبل الشتاء
مع اقتراب فصل الشتاء، سجلت أسعار الغاز ارتفاعات قياسية، الأمر الذي وضع أسواق الطاقة أمام العديد من المتغيرات والتحديات، إذ ارتفعت أسعار الكهرباء، وأعلنت عدد من الشركات إفلاسها لعدم مقدرتها على مواجهة الأزمة.
أسعار الغاز كانت الحدث الأبزر في خطة فعاليات اليوم الأول في "غازتك 2021"، أكبر معرض ومؤتمر في العالم لدعم قطاع الغاز والغاز الطبيعي المسال والهيدروجين والطاقة، الذي انطلق اليوم الثلاثاء في مركز دبي التجاري العالمي بمشاركة وحضور نحو 15 ألفًا من الخبراء المتخصصين من جميع أنحاء العالم، بصورة مباشرة للمرة الأولى منذ بدء جائحة كوورنا.
على الرغم من التوافق على أن قلة الاستثمارات في قطاع الغاز تعدّ أحد الأسباب الرئيسة لارتفاع الأسعار، فإن اختلافًا في وجهات النظر ظهر بين الإمارات وقطر حول ما إذا كانت أسعار الغاز الحالية تمثّل أزمة من عدمه.
وارتفعت أسعار الغاز 280% في أوروبا هذا العام، وبأكثر من 100% في الولايات المتحدة، بسبب مجموعة من العوامل، منها انخفاض مستويات التخزين وأسعار الكربون وانخفاض الإمدادات الروسية.
الخلاف الإماراتي القطري
وصف وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أسعار الغاز الحالية بأنها ليست مستدامة، وأن الارتفاع في الآونة الأخيرة يعكس العوامل الأساسية للسوق وقلة الاستثمار في القطاع.
من جانبه، أشار وزير الطاقة القطري سعد الكعبي إلى أن الوضع الحالي في أسعار الغاز لا يعدّ أزمة، موضحًا أن قطر للبترول تتلقى طلبات كثيرة من جميع عملائها حول العالم، إلّا أنه ليس بالإمكان تلبية احتياجات الجميع.
يأتي ذلك في الوقت الذي حذّرت فيه الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك" من أن الارتفاع الكبير في أسعار الغاز الطبيعي بأوروبا ينذر بأزمة قد تهدد استقرار السوق العالمية للغاز، خاصة مع قرب دخول فصل الشتاء الذي يشهد ذروة الطلب.
وكشفت أوابك عن أن أسباب الأزمة تأتي في ظل استمرار شحّ الإمدادات من بعض الدول المصدّرة، وتراجع مخزونات الغاز في السوق الأوروبية لأدنى مستوى لها في هذه المدة المعتادة من العام.
وجهة نظر الإمارات
قال المزروعي خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر "غازتك 2021": "أسعار الغاز ليست مستدامة عند دولارين أو 3 دولارات، وهناك حاجة لاستثمارات جديدة، وسوف تمرّ الأسعار بأوقات صعود وهبوط حتى تجد السوق السعر المناسب.. فالسوق هي من سيحرك السعر".
وأكدت أن استمرار الأسعار الحالية سيكون عبئًا على كثير من الدول، وعلى المدى الطويل، فإن السوق غير مستعدة لقبول مثل هذه الأسعار.
وأوضح أن الأزمة الحالية هي ردّة فعل على سنوات طويلة من عدم الاستثمار في القطاع، موضحًا أن ارتفاع الأسعار ليس جيدًا حتى على المنتجين، فالزيادة يقابلها ضخّ من مصادر الطاقة البديلة.
وتوقّع المزروعي أن تشهد أسواق الغاز تعديلًا، وستراجع الأسعار عن الموجودة حاليًا، رغم عدم الوصول بعد إلى الطلب المرتفع على الغاز والذي يشهده فصل الشتاء.
وتوقّع تعديل الأسعار من خلال دخول العديد من المشروعات النوعية، ومن بينها "نورد ستريم 2"، وغيرها من مشروعات الغاز، والتي يمكنها أن تؤدي دورًا في تهدئة الأسواق العالمية، عبر إمدادها بالكميات التي تحتاجها.
ورفض المزروعي المطالب المنادية بالتخلي عن الوقود الأحفوري، موضحًا أن الغاز يعدّ المصدر الأنظف الذي يمكنه توفير الطاقة لمدة 24 ساعة، فضلًا على أن العالم سيشهد زيادة في عدد السكان بنحو مليار و800 مليون نسمة بحلول 2045، ومعه سيزيد الطب على الطاقة، والتي لا بد أن تؤدي جميع مصادرها دورًا مكملًا لبعضها، دون الاستغناء عن أحد منها.
قطر تعوّل على الاستثمار
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة قطر للبترول وزير الطاقة القطري سعد الكعبي، إن أسعار الغاز حاليًا تعكس نقصًا في الاستثمار، إلى جانب نقص الإمدادات.
أرجع الكعبي أزمة ارتفاع أسعار الغاز إلى عدم استثمار السوق بشكل كافٍ في القطاع، قائلًا: "لا نريد هذه الأسعار المرتفعة، ولا نعتقد أنها مفيدة للمستهلكين.. لا نريد دولارين، ولا نريد 20 دولارًا.. نريد أن يكون لدينا سعر معقول ومستدام".
وأضاف أن الغاز سيكون بالتأكيد جزءًا من حلول تحوّل الطاقة، مضيفًا أن بلاده ملتزمة بالاستثمار في البنية التحتية المحلية للغاز بشكل كبير.
السعر المثالي
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة بتروناس الماليزية للطاقة المملوكة للدولة تينغكو محمد توفيق، إن سعر الغاز بين 7 و8 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية يمكن أن يكون "بقعة مريحة" للمستهلكين، وهو أيضًا سعر يسمح بمواصلة الاستثمارات في القطاع.
وأضاف خلال مشاركته في "مؤتمر غازتك ص2021" أن الغاز الطبيعي يجب قبوله وقودًا انتقاليًا، موضحًا أن المستقبل دون كربون لا يعني بالضرورة أن يكون مستقبلًا خاليًا من النفط والغاز.
توصيات لحلّ الأزمة
كانت الأمانة العامة لأوابك قد طرحت بعض التوصيات من أجل ضبط أسعار الغاز في الأسواق العالمية، مطالبةً بضرورة ربط نظام التسعير القائم مع أسعار النفط (خام برنت) وبعقود طويلة المدة.
ودعت أوابك أيضًا إلى ضرورة الاستمرار بضخّ الاستثمارات في قطاع الغاز الطبيعي لرفع مستويات الإنتاج، بما يضمن توازن العرض والطلب في المدى المتوسط والمدى الطويل، وهو ما تعمل عليه الدول العربية رغم تحديات جائحة كورونا.
يُذكر أن محطات إسالة الغاز في الدول العربية، والتي تعمل بكامل طاقتها، تلبّي نحو 30% من الطلب العالمي.
اقرأ أيضًا..
- المبعوث النفطي.. إيران تلجأ إلى خطة جديدة للتحايل على العقوبات الأميركية
- أرامكو تقترب من تأسيس شركة مع سايبم الإيطالية