برلمانيون: احتكار غازبروم وراء ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا
طالبوا بالتحقيق.. والشركة تتوقع تصاعد الارتفاع
هبة مصطفى
في تصعيد جديد للخلافات الروسية-الأوروبية، قدّم 40 نائبًا في البرلمان الأوروبي طلبًا رسميًا إلى المفوضية الأوروبية، للتحقيق في إجراءات الاحتكار التي تتبعها شركة غازبروم الروسية، المُشغلة لخط أنابيب الغاز "نورد ستريم2".
وأوضح نواب -من بولندا ودول البلطيق- أنه يجب التأكد من تطبيق الشركة الروسية معايير الاتحاد الأوروبي ضد الاحتكار الذي ربما يؤدي إلى رفع أسعار الغاز في أنحاء أوروبا، فيما رأت المفوضية أن نمو أسعار الغاز بشكل قياسي يرجع إلى عوامل موضوعية، وفق وكالة الأنباء الروسية تاس.
تصعيد برلماني سابق
جاء ذلك عقب أيام قليلة من دعوة البرلمان الأوروبي دول الاتحاد إلى التخلُّص التدريجي من واردات الغاز والنفط وغيرهما من المواد الخام الروسية، لا سيما الحديد والصلب والألومنيوم والنيكل، في ظل إصرار برلماني على فرض مزيد من العقوبات على موسكو.
وجاءت تلك الدعوة خلال مناقشة تقرير بشأن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في البرلمان، الخميس الماضي، للنظر في فرض مزيد من العقوبات على قطاع النفط والغاز في موسكو، واستبعاد البلاد من نظام الدفع الدولي السريع.
وصوّت لصالح هذا التقرير 494 نائبًا، فيما عارضه 103 نواب، وامتنع 72 نائبًا عن التصويت.
وأوصى التقرير -الذي أعده رئيس الوزراء الليتواني السابق، أندريوس كوبيليوس- بتوسيع العقوبات المفروضة على روسيا، وتحديد إستراتيجية لأكبر خفض ممكن في اعتماد الاتحاد الأوروبي على موارد الطاقة وتوريد المعادن الروسية.
عوامل أخرى لارتفاع الأسعار
أوضحت ممثلة المفوضية الأوروبية فيفيان لونيلا أن نمو أسعار الغاز في أوروبا جاء نتيجة لعدد من العوامل الموضوعية، أبرزها الزيادة الكبيرة في الطلب العالمي على الغاز للانتعاش الاقتصادي.
وتابعت لونيلا تفسير تلك العوامل، مشيرة إلى أن هناك زيادة بسيطة في أسعار حصص ثاني أكسيد الكربون، بموجب نظام تداول الانبعاثات، ما يشجّع الطلب الإضافي على الغاز الذي يُعد أكثر أنواع الوقود التقليدي سلامة بيئية.
وذكرت المفوضية الأوروبية أن خبراء أوروبيين وروسيين رأوا أن أحد أسباب ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا هو زيادة الطلب عليه، لتعويض خسائر انخفاض توليد الكهرباء من طاقة الرياح، جرّاء استمرار هدوء رياح بحر الشمال.
وشهدت أسعار الغاز في أوروبا ارتفاعًا، نظرًا إلى عدم زيادة الإنتاج خاصة في النرويج وهولندا وبريطانيا.
كما انتقلت غالبية إمدادات الغاز الطبيعي المسال التي كانت تتوقعها الدول الأوروبية إلى آسيا، مع التعافي الاقتصادي العام الجاري بعد الانكماش الذي واجهته تلك المناطق العام الماضي.
وكانت أسعار الغاز في الأسواق الفورية قد بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق، الأربعاء الماضي، إذ وصل إلى 970 دولارًا/1000 متر مكعب.
وانخفض السعر إلى ما يقرب من 800 دولار/1000 متر مكعب مع إغلاق التداول، وتواصلت الخسائر خلال تداولات الخميس الماضي، واستقرت الأسعار بالقرب من 735 دولارًا/1000 متر مكعب.
توقعات صادمة من غازبروم
في تصريحات صادمة لأوروبا، توقّع رئيس شركة غازبروم، أليكسي ميلر، تسجيل أسعار الغاز مزيدًا من الارتفاعات نظرًا إلى انخفاض مستويات تخزينه.
وأكد أن الطلب على الغاز سيواصل الارتفاع، مشيرًا إلى أن المخزون الأوروبي يقل -حاليًا- عن المستويات العادية بمقدار 22.9 مليار متر مكعب.
وأوضح -في مؤتمر عبر الإنترنت، أمس الجمعة- أن أوروبا ستواجه فصلي الخريف والشتاء بنقص في مخزون الغاز، ما عزّز تجاوز أسعاره في أوروبا الأرقام القياسية، التي ربما تزيد عليها المدة المقبلة، وفق رويترز.
وشدد ميلو على أن غازبروم حققت التزامات التوريد بالكامل، مبديًا استعداد الشركة ضخ المزيد من الغاز المدة المقبلة.
وتستعد غازبروم لمضاعفة قدرتها على تصدير الغاز إلى أوروبا، عبر بحر البلطيق، بعد إعلان استكمال خط أنابيب نورد ستريم2 إلى ألمانيا الأسبوع الماضي، إلا أن موافقات التشغيل الألمانية التي يُتوقع أن تستغرق 4 أشهر ربما ترجئ بدء التشغيل.
وواجه نورد ستريم2 عقوبات من الولايات المتحدة الأميركية، وتخوفات من دول أخرى مثل ألمانيا حول علاقة روسيا وأوكرانيا الشائكة، وتأثيرها على ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا، كما يواجه الاتحاد الأوروبي انتقادات لزيادة اعتماده على الغاز الروسي بشكل خاص والواردات الروسية بشكل عام.
يأتي هذا فيما خفّض محللون من توقعاتهم حول مساهمة نورد ستريم2 في كبح ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا.
اقرأ أيضًا..
- تصعيد أوروبي جديد ضد واردات النفط والغاز الروسية
- ارتفاع أسعار الغاز يهدد استثمارات توليد الكهرباء في الأسواق الناشئة
- الرئاسة الروسية: نورد ستريم2 سيعيد توازن أسعار الغاز في أوروبا