توربينات الرياح.. ما مصير آلاف الشفرات؟
نوار صبح
- مثّلت شفرات توربينات الرياح نقطة الضعف المميتة لقطاع طاقة الرياح
- يبلغ قياس شفرات توربينات حاليًا نحو 40 مترًا ويمكن أن تزن 7 أطنان
- من المتوقع إيقاف تشغيل آلاف توربينات الرياح خلال العقود القليلة المقبلة
- الشفرات غير سامة وآمنة من الناحية التقنية لمدافن النفايات
يُمثل الاستثمار في توربينات الرياح، مكونًا رئيسًا من تلك الصناعة المهمة، خاصة مع الزخم العالمي في التحول إلى الطاقة المتجددة.
ورغم ارتباط إنتاجها بهبوب الرياح وعوامل متعددة أخرى، تشهد مشروعات طاقة الرياح وتقنياتها في أنحاء العالم نشاطًا ملموسًا خلال المرحلة الراهنة، في مواجهة أزمة التغير المناخي وارتفاع أسعار الوقود لتوليد الكهرباء.
وفي سعيها لمواكبة الطلبات المستقبلية المتزايدة لتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، حصلت شركة سيمنس جاميسا الإسبانية على تسهيلات ضمان بقيمة 588 مليون دولار، من مصرف دانسك وصندوق "إي كيه إف"، أواخر أغسطس/آب الماضي، بحسب موقع "ري نيوز بيز" المتخصص في الطاقة المتجددة.
قطاع طاقة الرياح
مثّلت شفرات توربينات الرياح نقطة الضعف المميتة لقطاع طاقة الرياح، رغم توفر إمكانية إعادة تدوير ما يصل إلى 85% من أجزاء توربينات الرياح، وفقًا لما نشره موقع "زد إم إي ساينس"، في 8 سبتمبر/أيلول الجاري.
وأوضح مقال بعنوان "أول شفرة توربينات رياح قابلة لإعادة التدوير في العالم تغلق حلقة الاستدامة في طاقة الرياح"، لمحرر الشؤون العلمية في موقع "زد إم إي ساينس"، تيبيبويو، أن توربينات الرياح عملاقة، ويبلغ قياس شفراتها حاليًا 40 مترًا على الأقل، ويمكن أن تزن 7 أطنان.
وتوقّع كاتب المقال إيقاف تشغيل آلاف توربينات الرياح خلال العقود القليلة المقبلة، وهذا يعني تحويل الكثير من التوربينات إلى مدافن النفايات.
وأوضح أن الافتقار إلى خيارات إعادة التدوير يُعَدّ غير متوافق بطبيعته مع التزام صناعة الرياح بالاستدامة واستمرار التشغيل، على الرغم من أن هذه الشفرات غير سامة وآمنة من الناحية التقنية لمدافن النفايات.
شفرات توربينات الرياح
تُصنع شفرات التوربينات التقليدية عادة من مزيج من خشب البلزا وألياف الكربون والزجاج، وترتبط معًا براتنج صمغي صلب.
وكشفت شركة سيمنس جاميسا، إحدى الشركات العالمية الرائدة في تصنيع توربينات الرياح، عن أولى شفرات توربينات الرياح القابلة لإعادة التدوير في العالم جاهزة للاستخدام التجاري في عرض البحر.
ومن شأن الخطوة المهمة أن تحوّل التوربينات أخيرًا إلى ما يقرب من 100% من الاستدامة.
ويبلغ طول الشفرات القابلة لإعادة التدوير، التي تنتجها الشركة، 81 مترًا ومصنوعة من مواد مركبة خفيفة الوزن مقولبة ومصبوبة مع مادة صمغية راتينجية خاصة.
- سيمنس جاميسا تحصل على ضمان مصرفي بقيمة 588 مليون دولار
- سيمنس جاميسا توقف بيع توربينات الرياح في الصين
- طفرة الطاقة المتجددة.. طوق نجاة مصنعي توربينات الرياح من ارتفاع الأسعار
ووفقًا لبيان صحفي أصدرته شركة سيمنس جاميسا، تحمي هذه العملية البسيطة خصائص المواد الموجودة في الشفرة، على عكس الطرق الأخرى الحالية لإعادة تدوير شفرات توربينات الرياح التقليدية.
ومن المقرر تركيب أولى الشفرات القابلة لإعادة التدوير العاملة في محطة كاسكي لتوليد الكهرباء من الرياح البحرية في ألمانيا، وهو مشروع مشترك مع شركة آر دبليو إي رينيوابلز، ومن المتوقع أن يكتمل بدءًا من عام 2022.
وقد صُنِعت أول 6 شفرات قابلة لإعادة التدوير في مصنع في مدينة ألبورج الدنماركية.
تقنيات صناعة توربينات الرياح
يمثّل العديد من توربينات الرياح التي تعمل حاليًا في أوروبا وأماكن أخرى في جميع أنحاء العالم جزءًا من الجيل الأول الذي جرى تركيبه في عقد التسعينات، وتقترب الآن من نهاية عمرها الافتراضي.
وتوقّع كاتب المقال تيبيبويو، إيقاف تشغيل ما يصل إلى 6 آلاف من توربينات الرياح الفردية سنويًا، بحلول عام 2030، ما يؤدي إلى دفن كميات كبيرة من شفرات التوربينات، معتبرًا أن خيارات التعامل مع الشفرات القديمة محدودة.
وأضاف أنه يمكن إعادة استخدامها في مشروعات جديدة، في بعض الحالات، ولكن قد ينطبق على جزء صغير من التوربينات.
وأشار إلى أن التقنيات الجديدة، مثل التي ابتكرتها الشركة الإسبانية الناشئة ريسيكلاليا، التي تقضي على المواد العضوية وتفصل بين الزجاج وألياف الكربون، مفيدة أيضًا.
وألمح إلى أن شركة ريسيكلاليا صرّحت بإمكان إعادة تدوير 1500 شفرة سنويًا، بحلول نهاية هذا العام.
وأكد أن التقدم في تطوير الجيل التالي من الشفرات القابلة لإعادة التدوير سيجعل هذه العملية أسهل كثيرًا وأرخص تكلفة، وتوقّع أن تغطي ما يقرب من 100% من مشروعات طاقة الرياح المثبتة حديثًا.
وبيّن أن مكونات الشفرات القابلة لإعادة التدوير لن تكون مناسبة لشفرات توربينات الرياح الجديدة لدى فصلها عن المواد المركبة، لأنها لن تكون قادرة على تحمل ظروف الأعاصير.
وأوضح أن خصائص الشفرات التقنية والفيزيائية ستجعلها مناسبة لصناعة السيارات والقوارب، أو حتى للسلع الاستهلاكية.
إعادة التدوير
تتوقع شركة سيمنس جاميسا، بناءً على تقديرات مشروعات الرياح البحرية الجديدة، أنه يمكن إعادة تدوير أكثر من 200 ألف شفرة من الآن حتى عام 2050. ومن المحتمل أن تحذو الشركات الأخرى حذوها.
وقالت شركة فيستاس الدنماركية، وهي شركة رائدة في تصنيع توربينات الرياح، إنها تهدف إلى إنتاج توربينات خالية من النفايات، بحلول عام 2040.
بدورها، وقّعت شركة جنرال إلكتريك الأميركية للطاقة المتجددة مؤخرًا صفقة لإعادة تدوير الشفرات في مشروعات الرياح البرية في الولايات المتحدة.