الطاقة النووية تتصدر خطط قازاخستان لتوليد الكهرباء النظيفة
داليا الهمشري
تعتزم قازاخستان التوسع في إنتاج الطاقة النووية، في إطار مخططها للاعتماد على الطاقة المتجددة، وتوليد الكهرباء من مصادر نظيفة.
وشهد الإنتاج النووي تراجعًا كبيرًا خلال المدة الماضية، متأثراً بشدة بالانخفاض العام بنحو 1% في الطلب العالمي على الكهرباء في عام 2020، بسبب جائحة كوفيد-19.
وأنتجت المفاعلات النووية ما مجموعه 2553 تيراواط/ساعة من الكهرباء في عام 2020، بانخفاض من 2657 تيراواط/ساعة في عام 2019، وفقًا لأحدث تقرير أصدرته الرابطة النووية العالمية، في 2 سبتمبر/أيلول الجاري.
تطوير الطاقة النووية
قال الرئيس القازاخستاني، قاسم توكاييف، في خطابه إلى الأمة في 1 سبتمبر/أيلول، إن الحكومة وصندوق الثروة السيادية "سامروك كازينا" سوف يبحثان -خلال العام المقبل- إمكان تطوير الطاقة النووية في قازاخستان.
وأضاف أن البلاد تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، لكنها ستحتاج إلى الكهرباء من أجل تحقيق جودة النمو، حسب موقع "دبليو إن إن" المعني بأخبار الطاقة النووية.
ضمان الريادة في أسيا الوسطى
اقتصاد قازاخستان -الأكبر في آسيا الوسطى- يعاني حاليًا من آثار الوباء، وفقًا لما قاله الرئيس قاسم توكاييف، الذي استدرك قائلًا: "لكن الأمة تنفّذ باستمرار سياسات بهدف إستراتيجي يتمثل في ضمان دورها الرائد في آسيا الوسطى، وتعزيز مكانتها في الاقتصاد العالمي".
وبعد إعلان مشروعات تحديث البنية التحتية الإقليمية واسعة النطاق، بما في ذلك بناء وتحديث وتوسيع محطات التدفئة والطاقة المشتركة، وتشغيل نحو 2400 ميغاواط من قدرات الطاقة المتجددة، تحوّل توكاييف إلى تحقيق الحياد الكربوني.
قضية التنمية المستدامة
تطرّق الرئيس القازاخستاني إلى قضية التنمية المستدامة في بلاده، وقال: إن "العالم يتجه نحو تخضير الصناعة والاقتصاد، واليوم لم تعد هذه مجرد كلمات، بل قرارات ملموسة في شكل ضرائب ورسوم وإجراءات تنظيمية تقنية، لا يمكننا أن نتجاهل ذلك؛ لأن كل هذا يؤثّر فينا بشكل مباشر من خلال التصدير والاستثمار، ونقل التكنولوجيا، فهذه قضية التنمية المستدامة لقازاخستان دون أيّ مبالغة".
وتابع توكاييف: "لذلك، فقد حددت هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، من الضروري العمل في هذا الاتجاه بطريقة عملية للغاية، إذ يتزايد عدد السكان والاقتصاد في بلدنا الضخم، وهناك حاجة للطاقة لتحقيق جودة النمو".
وأشار إلى أنه مع التراجع التدريجي لعصر الفحم، والتوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة، ستكون هناك ضرورة للتفكير في مصادر موثوقة لتوليد الكهرباء، متوقعًا نقص الكهرباء في قازاخستان بحلول عام 2030.
وأوضح الرئيس القازاخستاني أن التجربة العالمية أثبتت أن الطاقة النووية هي الحلّ الأمثل.
وأضاف أنه خلال العام المقبل، يتعين على الحكومة القازاخستانية وسامروك كازينا "استكشاف إمكان تطوير طاقة نووية آمنة، وصديقة للبيئة في قازاخستان"، لافتًا إلى ضرورة أن يتحقق ذلك بأكبر قدر ممكن من العقلانية، دون تخمينات وعواطف.
وقال توكاييف، يجب النظر إلى هذه المسألة من وجهة نظر تطوير الهندسة وتكوين جيل جديد من المهندسين النوويين المؤهلين.
أكبر منتج لليورانيوم
تمتلك قازاخستان 12% من موارد اليورانيوم في العالم، وهي أكبر منتج لليورانيوم في العالم.
واستخدمت قازاخستان مفاعل "بي إن- 350"، وهو مفاعل سريع مبرد بالصوديوم روسي التصميم، يقع بالقرب من أكتاو، لمدة 26 عامًا حتى عام 1999، في توليد الكهرباء وتحلية المياه.
ونُوقشت مسألة الطاقة النووية في قازاخستان لسنوات عديدة، مع تضمين كل من المفاعلات الكبيرة والصغيرة في مختلف مشروعات خطط الكهرباء على مدى العقد الماضي.
وتأسست سامروك كازينا، وهي شركة تجارية، في عام 2008 بموجب مرسوم رئاسي لتحسين الرفاهية الوطنية لقازاخستان وضمان الاستدامة على المدى الطويل، وتُعدّ الحكومة القازاخستانية المساهم الوحيد فيها.
إنتاج الهيدروجين الأخضر
وجّه الرئيس الحكومة القازاخستانية إلى إعداد مقترحات بشأن إنتاج الهيدروجين الأخضر، وطاقة الهيدروجين عمومًا.
وفي مطلع يوليو/تموز الماضي، وقّعت شركة سفيفيند إنرجي الألمانية، وشركة قازازيون إنفست -شركة مملوكة لدولة قازاخستان، مذكرة تفاهم لتطوير مصنع عملاق لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وتخطط سفيفيند لبناء محطتي طاقة رياح وطاقة شمسية بقدرة إجمالية تبلغ 45 غيغاواط في مناطق السهوب، غرب ووسط الدولة، لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وتعتمد قازاخستان على الهيدروجين الأخضر في مخططات انتقال الطاقة بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
اقرأ أيضًا..
- قازاخستان توقع اتفاقًا لبناء مصنع عملاق لإنتاج الهيدروجين الأخضر
- كورونا يتسبب في تراجع توليد الكهرباء من الطاقة النووية خلال 2020
- البنك الأوروبي يمول مشروعات الطاقة المتجددة في قازاخستان