مقال - الأعشاب البحرية: هل تكون هي البلاستيك الجديد؟
في ظل توجّه الشركات الناشئة إلى تطوير بدائل لمواد التغليف والتعبئة
إيمان عبدالله
- الأعشاب البحرية مادة خام تدخل في صناعات التعبئة و التغليف البديلة.
- تنمو بشكل طبيعي في المناطق الساحلية دون الحاجة إلى المياه العذبة أو الأسمدة الكيماوية.
- تعتزم إندونيسيا -الغنية بالأعشاب البحرية- بناء خطة للتعامل مع مشكلة النفايات البلاستيكية.
مع زيادة الطلب على السلع المستدامة حول العالم، بدأت الشركات الناشئة حول العالم تطوير بدائل لمواد التغليف والتعبئة التقليدية مثل البلاستيك والورق وغيرهما.
وتمثّل الأعشاب البحرية سوقًا واعدة لمنتجات التغليف الصديقة للبيئة، إذ من المتوقع أن تبلغ قيمة صناعة الأعشاب البحرية في أوروبا نحو 11 مليار دولار خلال العقد المقبل، وفقًا لمجلة ناشيونال جيوغرافيك.
وأنتج العالم نحو 8.3 مليار طن متري من البلاستيك، أُعيد تدوير 9% منه فقط، أي أن نحو 79% من مجمل إنتاج العالم من البلاستيك ينتهي به المطاف في مدافن النفايات والمحيطات.
هل هناك بدائل للبلاستيك التقليدي قابلة للتحلّل بشكل حيوي أو حتى يمكن أكلها؟
الأعشاب البحرية بديلًا للبلاستيك
يشبّه مؤيدو فكرة استخدام الأعشاب البحرية في صناعة التعبئة والتغليف بأنها مثل قشور الفاكهة قابلة للتحلل البيولوجي في الظروف الطبيعية عكس المغلفات المصنّعة من مواد البلاستيك.
ويُروّج لهذه المنتجات، لأنها صديقة للبيئة وتتحلل بنسبة 100% مثل قشور الفاكهة.
وتتوافر الأعشاب البحرية بشكل كبير في المناطق الساحلية، وبالمقارنة مع المواد المرشحة بديلًا للبلاستيك التقليدي، فإن الأعشاب البحرية هي الفائز بمعايير الاستدامة. على سبيل المثال البلاستيك الحيوي، المصنوع من النشويات، يتطلّب مياهًا عذبة وأسمدة لتنمو، والأعشاب البحرية لا تحتاج إلى ذلك.
المواد المستخدمة عادة لإنتاج البلاستيك الحيوي هي الذرة وقصب السكر والزيوت النباتية والنشا، وتُعد الأعشاب البحرية -حتى الآن- أفضل مرشح للبلاستيك الحيوي بسبب تكلفتها الاقتصادية المنخفضة، إذ لا تتطلب زراعتها استخدام الأسمدة، وهي سهلة الحصاد، ويمكن الوصول إليها بسهولة، وتنمو دون تدخل بشري.
ومن مزايا الأعشاب البحرية في استخدامها بديلًا للبلاستيك المعتمد على النشويات التي يمكن أن تدخل في طعام البشر، أنها لن تُحدث أي زيادة في أسعار المواد الغذائية أو تتسبّب في حدوث أزمة غذاء عالمية.
الحل الإندونيسي
تسعى إندونيسيا لأن تصبح لاعبًا رئيسًا في تطوير اللدائن المعتمدة على الأعشاب البحرية بديلًا لمغلفات البلاستيك.
ويأتي إنتاج الأعشاب البحرية في إندونيسيا في المرتبة الثانية بعد الصين، كذلك تُعد إندونيسيا أكبر منتج للأعشاب الحمراء في العالم الملائمة لإنتاج بديل البلاستيك التقليدي خصوصًا في مصنعات التعبئة والتغليف وأكواب القهوة.
وقد أسهم توافر الظروف الطبيعية ومواءمتها في إندونيسيا في استزراع الأعشاب البحرية بشكل تجاري، إذ تشرق الشمس على مدار العام، ويتوفر أكثر من 34 ألف ميل من السواحل، ولذلك تُعد إندونيسيا واحدة من أكبر منتجي الأعشاب البحرية في العالم، إذ تمثّل أكثر من ثلث إنتاج الأعشاب البحرية العالمية. وتبلغ قيمة صادرات الأعشاب البحرية فيها نحو 200 مليون دولار أمريكي.
وتُعد إندونيسيا -أيضًا- أكبر منتج في العالم للأعشاب البحرية الحمراء، التي يُعد عنصر الكربوهيدرات فيها مكونًا رئيسًا للبلاستيك البديل. ويشير تقرير حديث للأمم المتحدة إلى أن إندونيسيا مكان مناسب للغاية لتربية الأعشاب البحرية الحمراء بسبب مجموعة من الظروف الطبيعية.
وحاليًا، تطوّر عدد من الشركات الناشئة في إندونيسيا حلولًا بديلة وصديقة للبيئة لتحل محل مصنعات البلاستيك التقليدية.
وقد تعهّدت إندونيسيا بإنفاق مليار دولار أمريكي في تطوير البدائل للبلاستيك التقليدي لخفض نفاياتها البحرية بنسبة 70% بحلول عام 2025. لذلك سيتعيّن عليها معالجة هذه المشكلة على جبهات متعددة منها العمل على تغيير عادات المستهلكين، وتحسين البنية التحتية لإدارة النفايات، والاستثمار في برامج البحث والتطوير وتحفيز القطاع الخاص الذي بدوره سيسرع من تحقيق مستهدفات البلاد في خفض نفاياتها البلاستيكية وتحقيق عدد من المكاسب البيئية والتخفيف من حدة تغير المناخ.
* إيمان عبدالله - باحثة وكاتبة متخصصة في شؤون الطاقة
اقرأ أيضًا..
-
مقال - إدارة بايدن وتحديات التوسع في مبيعات السيارات الكهربائية
-
مقال - التخلص من النفايات البلاستيكية.. حلول مبتكرة لدعم البيئة
-
مقال - الوصول إلى الطاقة وقت الجائحة الصحية