قطاع الوقود الأحفوري أكبر منتج ومستهلك للهيدروجين في الولايات المتحدة (تقرير)
القطاع يقف وراء الاهتمام المتزايد بالهيدروجين بصفته مصدرًا للطاقة النظيفة
نوار صبح
- صناعة الوقود الأحفوري تدعم الاهتمام المتزايد بالهيدروجين بصفته مصدرًا محتملًا للطاقة النظيفة
- الإمدادات المحدودة للهيدروجين الأخضر تساعد للانتقال إلى الطاقة المتجددة في قطاعات محددة
- الهيدروجين مسؤول عن عُشر تلوّث المناخ في الولايات المتحدة، وينتج عنه تلوّث الهواء
يتخذ الخبراء والعلماء والباحثون المختصون الحجج والبراهين سبيلًا لتفنيد مزاعم وادّعاءات حملات الترويج لشتّى مصادر الطاقة المتجددة، أو لإثبات صحتها جزئيًا أو كليًا، وفي ظل الدعوات المطالبة باعتماد الهيدروجين حلًا بيئيًا نظيفًا، يظهر من يدلي بوجهات نظر مؤيدة أو مغايرة.
وأصدرت مؤسسة "إيرث جستيس" الأميركية المعنية بالتقاضي بشأن قضايا البيئة، في أغسطس/آب الماضي، تقريرًا بعنوان "استعادة الهيدروجين من أجل مستقبل متجدد: تمييز صناعة الوقود الأحفوري عن حلول الحياد الكربوني"، سلّطت فيه الضوء على جوانب استخدام الهيدروجين.
ويندرج التقرير في إطار حملة "التوجه المباشر نحو الحياد الكربوني" التي أطلقتها مؤسسة "إيرث جستيس"، كما يستعرض ويفحص المزاعم المتعلقة بالهيدروجين، ويتعمق في كيفية نشره حلًا مناخيًا مفيدًا.
الهيدروجين الأخضر
ذكر التقرير أن الهيدروجين الأخضر يُصنَّع باستخدام كهرباء متجددة بنسبة 100% لفصل الهيدروجين عن جزيئات الماء، وهو الطريقة الوحيدة المعمول بها حاليًا لإنتاج الهيدروجين دون انبعاث المناخ أو تلوث الهواء، ويُنتَج أقلّ من 1% من الهيدروجين اليوم باستخدام الطاقة المتجددة.
ويأتي تقرير استعادة الهيدروجين من أجل مستقبل الطاقة المتجددة ردٍّا على الجهود التسويقية لصناعة الوقود الأحفوري التي تدعم الاهتمام المتزايد بالهيدروجين بصفته مصدرًا محتملًا للطاقة النظيفة.
وتهدف إلى تمييز "الهيدروجين الأخضر" عن الهيدروجين المنتج من مصادر ملوثة مثل الوقود الأحفوري أو الغاز من مزارع المصانع.
مستقبل الطاقة النظيفة
يشير التقرير إلى ضرورة إعطاء الأولوية لنشر الهيدروجين الأخضر لإزاحة ملايين الأطنان من الهيدروجين القذر الذي تصنعه الولايات المتحدة من الوقود الأحفوري سنويًا، من أجل أن يلعب الهيدروجين دورًا في مستقبل الطاقة النظيفة.
وأوضح أن الإمدادات المحدودة للهيدروجين الأخضر قد تساعد في الانتقال إلى الطاقة المتجددة في قطاعات محددة، مثل الشحن والطيران والعمليات الصناعية عالية الحرارة والشاحنات لمسافات طويلة.
الهيدروجين والغاز الطبيعي
درس التقرير إمكان استخدام الهيدروجين ليحلّ محلّ الوقود الأحفوري للتدفئة والطهي في المنازل والمباني، وهو المسؤول عن عُشر تلوّث المناخ في الولايات المتحدة، وينتج عنه تلوّث الهواء الداخلي الضار بالصحة.
وتوصّل إلى أن الهيدروجين يُعدّ حلًا خاطئًا لهذا القطاع، لأن الأجهزة الكهربائية ستصبح أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، وتحسين جودة الهواء، وتجنّب مخاطر تسرّب الهيدروجين، وهو أصغر جزيء في الكون، وغازات دفيئة قوية.
وأوضح أن حقن الهيدروجين بكميات ملموسة قد يؤدي إلى مخاطر تتعلق بالسلامة في خطوط الأنابيب والأجهزة المنزلية.
وبيّن أنه إذا استخدمت إحدى شركة الغاز أكبر قدر ممكن من الهيدروجين الأخضر بشكل متفائل، فإنها ستقلل من التأثير المناخي لحرق غاز الشركة بنحو 7% فقط.
وأضاف أنه نظرًا لأن السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة وأرخص من مركبات الهيدروجين، فإن الهيدروجين الأخضر سيتعرض للهدر في الغالبية العظمى من السيارات والحافلات والشاحنات.
- مفاجأة.. الهيدروجين الأزرق قد يضر المناخ أكثر من الغاز أو الفحم
- شيفرون تعلن خطوة جديدة لتطوير مشروعات الهيدروجين
- سباق الهيدروجين.. اصطفاف أوروبي واستثمارات ضخمة لتقليص الانبعاثات
ونصح التقرير صانعي السياسات والمشرّعين بأن يكونوا حذرين من الضجيج الدائر حول الهيدروجين.
وأكد أن نشر صناعة الوقود الأحفوري للهيدروجين بصفة أداة تسويقية، يجعل من الممكن استخدامه لعرقلة الإجراءات المناخية الضرورية، مثل الانتقال إلى الأجهزة الكهربائية في المنازل والمباني والتحول إلى السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات.
وألمح إلى أن كهربة أنظمة النقل والمباني في الولايات المتحدة وتشغيلها على شبكة طاقة متجددة يُعدّ أمرًا أساسيًا لحلّ مشكلات نوعية الهواء وتلوّث المناخ.
استخدامات الهيدروجين
أفاد التقرير أن إنتاج الهيدروجين يُعدّ مسؤولاً عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أكثر من البلد بأكمله في ألمانيا.
وأوضح كيف تُخفي أحدث موجة من الضجيج حقيقة أن معظم إنتاج الهيدروجين اليوم يلوّث المجتمعات، ويؤدي إلى تدهور المناخ.
وأضاف أن صناعة الوقود الأحفوري تُعدّ أكبر منتج ومستهلك للهيدروجين في الولايات المتحدة، حيث يُنشر ما يقرب من 60% من الإمداد المحلي للبلاد في تكرير النفط الخام مع تأثيرات كبيرة لدى العدالة البيئية.
نتيجة لذلك، تتحمل المجتمعات القريبة من مصافي النفط العبء الأكبر من هذا التلوث، لأن إنتاج الهيدروجين يحدث غالبًا في المصافي.
وخلص التقرير أيضًا إلى أن صناعة الوقود الأحفوري تستخدم وعودًا غامضة وغير مؤكدة بشأن إمكان تعديل محطات توليد الكهرباء بالغاز الملوثة، التي تقع بشكل غير متناسب في المجتمعات العرقية للسكان الأصليين.
ويأتي ذلك لتبرير بناء محطات كهرباء غازيّة جديدة، وللإبقاء على المحطات القائمة مفتوحة.
وختم التقرير بأن تعديل محطات توليد الكهرباء بالغاز لتعمل بالهيدروجين يعني أن تأثيرات تلوّث الهواء في مجتمعات المواجهة يمكن أن تكون أكثر تدميرًا.
وتوقّعت مجموعة من الباحثين أن حرق الهيدروجين النقي سيُصدر أكثر من 6 أضعاف أكاسيد النيتروجين مثل احتراق الميثان، وهو المكون الرئيس في الغاز الأحفوري.