إعصار آيدا يتسبب في تراجع إنتاج النفط البحري الأميركي
رغم فتح الموانئ ومصافي التكرير
مي مجدي
يسعى منتجو النفط والغاز في ساحل خليج المكسيك إلى تحقيق أقصى استفادة من إعادة فتح الموانئ وتشغيل مصافي النفط التي أغلقها إعصار آيدا، إلّا أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت لا تزال تعوق إنتاج النفط والغاز.
وتسبّب الإعصار في خفض إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز أكثر من العواصف السابقة التي ضربت ساحل الخليج الأميركي العام الماضي.
ووفقًا لما ذكره مكتب السلامة والإنقاذ البيئي، أدّى الضرر الذي لحق بمنشآت إنتاج النفط في خليج المكسيك إلى توقّف الإنتاج أمس الأحد، بعد أسبوع من إعصار آيدا المميت.
وفي محاولة لتفادي الخسائر، ركّزت شركات الكهرباء على التعامل مع المنصات التالفة وانقطاع التيار والمشكلات اللوجستية، مما أدّى إلى تباطؤ الجهود لاستئناف الإنتاج، مع استمرار إيقاف إنتاج قرابة 88% من النفط الخام، و83% من الغاز الطبيعي، بحسب وكالة رويترز.
في الوقت نفسه، أشارت الهيئة التنظيمية إلى استمرار إيقاف نحو 1.6 مليون برميل من النفط الخام و1.8 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، ومنذ يوم السبت الماضي أُنتج نحو 100 ألف برميل فقط، بالإضافة إلى إخلاء 104 منصات نفط وغاز من أصل 288.
إعادة تشغيل المصافي
يوم السبت الماضي، أعلن خفر السواحل أن مينائي نهر المسيسبي ونيو أورليانز أعيد فتحهما لاستئناف عمليات النقل والشحن، بعدما أدّى الإعصار إلى تكدّس ناقلات النفط قبالة ساحل لويزيانا، وتسبّب في اختناقات كبرى بالقرب من باتون روج وبحيرة تشارلز.
وقالت وزارة الطاقة الأميركية، إن 4 مصافٍ لتكرير النفط في لويزيانا استأنفت عملها بعد أن تسبّب إعصار آيدا بتعطيل معظم عمليات تكرير النفط في الولاية، مع استمرار إغلاق 5 مصافٍ أخرى.
وأضافت أن 3 مصافٍ لتكرير النفط في منطقة باتون روج وواحدة بالقرب من نيو أورليانز استأنفت عملها أيضًا، إذ يمثّل إنتاج المصافي الأربع 1.3 مليون برميل يوميًا من طاقة التكرير الأميركية.
وأفادت أن الكهرباء عادت لـ7 مصافٍ متضررة منذ يوم الجمعة، وبدأت مصفاة ألين في ميناء بلاسيد، ومصفاة ديليك، استئناف عملهما خلال عطلة نهاية الأسبوع.
أمّا شركة رويال دتش شل (أكبر منتج في ساحل الخليج الأميركي)، فقد بدأت أمس الأحد إعادة الموظفين إلى منصتي "سالسا" و"انشيلادا"، إذ تعمل حاليًا على تشييد مهبط طائرات بديل، بعدما منعت الأضرار التي لحقت بمنشآتها عودة العمّال إلى المنصات.
ومع استمرار إغلاق 80% من إنتاج الشركة، عمدت شيل إلى تقييم الأضرار التي لحقت بمنصتها البحرية (ويست دلتا-143)، والتي تنقل نحو 200 ألف برميل من النفط والغاز يوميًا من 3 حقول نفطية بحرية، في حين أعلنت شركة ماراثون بتروليوم أن مصفاة جريفييل بولاية لويزيانا (أكبر مصفاة في الولاية)، والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 576 ألف برميل يوميًا، في المراحل الأولى لإعادة التشغيل.
كما استأنفت شركة إكسون موبيل عملياتها في مصفاة باتون روج، التي تنتج 520 ألف برميل يوميًا.
وقالت وزارة الطاقة، إن المصافي الـ5 التي لا تزال مغلقة في لويزيانا تنتج نحو مليون برميل يوميًا، أو قرابة 6% من إجمالي طاقة التكرير في الولايات المتحدة.
وأوضحت أن الجداول الزمنية لإعادة التشغيل في نيو أورليانز قد تستغرق وقتًا أطول بسبب الفيضانات ومشكلات إمدادات الكهرباء المستمرة، في حين يرى أحد المحللين أن الاستعادة الكاملة للإنتاج في المصافي سيستغرق أسبوعين أو 3 أسابيع.
وبحسب شركة إنتيرجي كورب، تعتقد أن بعض مصافي نيو أورليانز ستظل دون كهرباء حتى 29 سبتمير/أيلول.
تسرّب نفطي
على الجانب الآخر، تحاول أطقم التنظيف وخفر السواحل الأميركية تحديد مصدر تسرّب النفط في خليج المكسيك بعد إعصار آيدا المميت.
وأفادت التقارير أن خفر السواحل يعتقد أن مصدر التسرب النفطي -الذي يمتد لأميال في منطقة باي مارشاند بخليج المكسيك- خط أنابيب تملكه شركة تالوس إنرجي، إلّا أن الشركة لا تعتقد أنها المسؤولة عن ذلك.
ومع ذلك، استعانت الشركة بفريق من الغواصين لتحديد المصدر، قائلة، إنها ستواصل العمل عن كثب مع خفر السواحل الأميركية والوكالات الحكومية والفيدرالية الأخرى لتحديد المصدر واتخاذ الإجراءات المناسبة.
تداعيات إعصار آيدا
على مدار الأيام الـ10 الماضية، بدءًا من 26 أغسطس/آب الماضي، واجهت عدّة ولايات أميركية إعصار آيدا وتبعاته، وأدى إلى انقطاع الكهرباء عن جزء كبير من ولاية لويزيانا، وعاق ذلك قدرة المصافي وخطوط الأنابيب عن استئناف عملها.
وقُدّرت الخسائر الإجمالية للإعصار وتبعاته بـ 30 مليار دولار أميركي، بعد أن واجه ما يقرب من 44 شخصا على الأقلّ الموت جراء الفيضانات المفاجئة في 4 ولايات شمالية شرقية.
اقرأ أيضًا..
- إعصار آيدا.. مليار دولار تعويضات للمنشآت النفطية البحرية
- إعصار آيدا يوقف كل الحفارات في خليج المكسيك