لبنان يستعد لاستقبال الغاز المصري بدعم عربي ودولي
بسعة 10 مليارات متر مكعب سنويًا
هبة مصطفى
يستعد لبنان لاستقبال خط أنابيب الغاز العربي بسعة 10 مليارات متر مكعب سنويًا، في الوقت الذي يعاني فيه من نقص حاد في الكهرباء، أدى إلى انقطاعات مستمرة في التيار.
ويمر خط الغاز من مصر إلى لبنان، عبر الأردن وسوريا، في محاولة عربية لإيجاد سبل لتخفيف النقص المستمر بالكهرباء في لبنان من خلال تزويده بالغاز المصري.
دعم عربي وموافقة أميركية
دعت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، هالة زواتي، نظراءها المصريين والسوريين واللبنانيين للقاء على الأراضي الأردنية في 8 سبتمبر/أيلول الجاري؛ لمناقشة تفاصيل تحرك خط الغاز.
سبق اللقاء المرتقب، لقاء عُقد، أمس السبت، في دمشق، بين الجانبين اللبناني والسوري، رحّبت الأخيرة خلاله بالطلب اللبناني لمرور خط الغاز المصري والكهرباء المستوردة من الأردن عبر أراضيها، وفق وكالة الأنباء الأردنية بترا.
جاء اللقاء عقب نحو 25 يومًا من إعلان الرئاسة اللبنانية موافقة الولايات المتحدة على مساعدة بيروت في حل أزمة الكهرباء والطاقة.
كانت الرئاسة اللبنانية قد أعلنت في 19 أغسطس/آب الماضي، تلقي الرئيس ميشال عون اتصالًا هاتفيًا من السفيرة الأميركية في بيروت، دوروثي شيا، أبلغته بقرار الإدارة الأميركية مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا.
وأوضحت أن ذلك سيتم عن طريق توفير كميات من الغاز المصري إلى الأردن، تمكّنه من إنتاج كميات إضافية من الكهرباء؛ لوضعها على الشبكة التي تربط الأردن بلبنان.
وأشارت السفيرة إلى تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولًا إلى شمال لبنان، وأن هناك مفاوضات جارية مع البنك الدولي لتأمين تمويل ثمن الغاز المصري وإصلاح خطوط نقل الكهرباء وتقويتها والصيانة المطلوبة لأنابيب الغاز.
وكانت مصر قد أبدت استعدادها لمد الغاز المصري إلى لبنان، وسط تخوف من آثار الحرب الأهلية السورية التي قد تعرقل مرور الخط عبر الأراضي السورية، خاصة في ظل العقوبات الأميركية على قطاع النفط في دمشق، حسبما نقلت وكالة آرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة.
اتفاقية لبنانية عراقية
يعاني لبنان نقصًا حادًا في الكهرباء أدى إلى انقطاعات مستمرة، غير أن انفراجة بدأت تلوح في الأجواء بحصوله، الأسبوع الماضي، على أول مناقصة تسمح له بعملية استبدال لمشتقات نفطية، من شأنها التخفيف من الأزمة.
وتعوّل بيروت على اتفاقية النفط مقابل الخدمات التي وقعتها مع بغداد في 24 يوليو/تموز الماضي، لتلبية احتياجات محطات توليد الكهرباء من الوقود اللازم من أجل حل الأزمة التي تعاني منها البلاد منذ عدة أشهر.
ولجأ لبنان إلى الاعتماد على نوع آخر من الوقود بدلًا من زيت الوقود عالي الكبريت العراقي؛ لأنه غير صالح للاستعمال مباشرة في محطات الكهرباء اللبنانية.
تسمح المناقصة بمبادلة 84 ألف طن (542 ألف برميل) من زيت الوقود العراقي بـ30 ألف طن من درجة محددة لزيت الوقود و33 ألف طن (246 ألف برميل) من زيت الغاز للشركة الإماراتية إينوك.
تُعد المناقصة جزءًا من صفقة تسمح للحكومة اللبنانية بشراء وإعادة بيع مليون طن من زيت الوقود الثقيل العراقي، عبر العقود الفورية، لشحنات بين 75 ألفًا و85 ألف طن، لمدة عام.
تنوب الحكومة، خلال تلك المناقصة، عن مؤسسة كهرباء لبنان، ومن المقرر أن تُغطي الاتفاقية ما يقرب من ثلث احتياجات المؤسسة من الوقود؛ ما يضمن توافر إمدادات الكهرباء لمدة 4 أشهر في لبنان.
الغاز المصري
إمداد الغاز المصري للبنان بدأ منذ سنوات، من خلال مد خط أنابيب عامي 2009 و2010، إلا أنه توقف بفعل تقلص الإنتاج المصري من الغاز.
واستؤنف التصدير المصري للغاز عبر خطوط الأنابيب عام 2018، إلا أن غالبية الإمدادات كانت تذهب للأردن.
الطاقة الشمسية في لبنان
مع تفاقم أزمة الكهرباء والمحروقات في لبنان، يبدو أن الطاقة الشمسية شهدت تقدمًا ملحوظًا بزيادة 14 ميغاواط في 2020.
وأوضح المركز اللبناني للحفاظ على الطاقة (إل سي إي سي) أن قدرة الطاقة الشمسية بلغت 89.84 ميغاواط في نهاية العام الماضي، ومع أن هذا الرقم كان أقلّ من الهدف الوطني البالغ 100 ميغاواط من وحدات الطاقة الشمسية في 2020، لكن إنجاز العام الماضي البالغ 13.79 ميغاواط يشكّل مفاجأة في ظل الظروف التي يعاني منها لبنان.
اقرأ أيضًا..
- وفد رسمي لبناني في سوريا لبحث إجراءات نقل الغاز المصري
- لبنان.. مناقصة كل 10 أيام لاستبدال النفط العراقي