التقاريرتقارير الطاقة النوويةسلايدر الرئيسيةطاقة نووية

نفايات المحطات النووية تهدد شواطئ كاليفورنيا (تقرير)

مع تقادم عمر المفاعلات وخطط الإغلاق

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • مفاعلات سان أونوفر تندرج ضمن عشرات المفاعلات التي تمّ التخلص منها تدريجيًا
  • المفاعلات أصبحت عرضة لتهديدات مثل التآكل والزلازل وارتفاع مستوى سطح البحر
  • النفايات تُعدّ حصيلة ثانوية لمحطة سان أونوفر لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية
  • حاولت المنشأة حلّ المشكلة، لكنها قررت عام 2013 إغلاق المحطة نهائيًا
  • يُخَزَّن الوقود النووي المستهلك في 76 موقعًا للمفاعلات في 34 ولاية

بانتظار ما ستُفضي إليه مداولات مجلس الشيوخ الأميركي، الذي يعمل على صياغة مشروع قانون البنية التحتية والبرنامج النووي، ووسط توقعات بمنح المحطات النووية المتعثرة تمويلًا بقيمة نحو 6 مليارات دولار، وفقًا لوكالة بلومبرغ.

ورغم إسهام المحطات النووية بتوليد 19% من الكهرباء في الولايات المتحدة، يحذّر بعض الخبراء من التلوث الإشعاعي والكوارث النووية وضعف قدرة المفاعلات النووية القديمة على الصمود في وجه المخاطر المناخية.

ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية، في 24 أغسطس/آب، مقالًا بعنوان "مزيج من الإخفاقات: لماذا دُفِن 1.63 طنًا من النفايات النووية على أحد شواطئ كاليفورنيا الشهيرة؟"، للكاتبة الصحفية، كيت ميشكين، استعرضت فيه مخاطر دفن النفايات على أحد الشواطئ الشعبية في كاليفورنيا.

ووصفت كيت ميشكين شاطئ سان سان أونوفر بولاية كاليفورنيا بأنه منطقة ساحلية خلّابة، تقع شمال مدينة سان دييغو، وتستقبل أكثر من مليوني زائر سنويًا.

وأضافت أن الشاطئ يحظى بشعبية لدى هواة رياضة ركوب الأمواج، ويقع قرب واحدة من أكبر قواعد مشاة البحرية في الولايات المتحدة، ويجاور موقعًا مقدسًا لدى السكان الأميركيين الأصليين عمره 10 آلاف عام.

مخاطر وراء جمال المناظر

بيّنت كاتبة المقال كيت ميشكين أن جمال الشاطئ وغروب الشمس لا ينفي وجود تهديد خفيّ تحت سطح البحر، إذ دُفِن نحو 1,63 طنًا من النفايات النووية من مجموعة من المفاعلات النووية، التي أُغلقت منذ نحو عقد من الزمان، وأُهمِلَت نتيجة عقود من الجمود السياسي.

وذكرت أن المفاعلات أصبحت عرضة للتهديدات، بما في ذلك التآكل والزلازل وارتفاع مستوى سطح البحر.

وأشارت إلى أن مفاعلات سان أونوفر تندرج ضمن عشرات المفاعلات في جميع أنحاء الولايات المتحدة التي تمّ التخلص منها تدريجيًا، لكن الخبراء يقولون، إنها تمثّل خير تمثيل المستقبل الغامض للطاقة النووية.

ووصف الرئيس السابق لهيئة التنظيم النووي الأميركية (إن سي آر) -أعلى سلطة تنفيذية فدرالية، بين عامي 2009 و 2012، غريغوري جاككو- الوضع في سان أونوفر بأنه يمثّل مزيجًا من الإخفاقات.

النفايات النووية الدفينة

قالت كاتبة المقال كيت ميشكين، إن النفايات تُعدّ حصيلة ثانوية لمحطة سان أونوفر لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية (سونغز)، وتضم 3 مفاعلات نووية مملوكة أساسًا لمنشأة إديسون بجنوب كاليفورنيا.

وأوضحت أن الهيئات التنظيمية الفدرالية استشهدت بوضع منشأة إديسون جنوب كاليفورنيا في العديد من قضايا الأمان والسلامة، بما في ذلك تسريب النفايات المشعّة وسجلات الحماية المزيّفة.

وكشفت عن أنه عندما بدأ مولّد بخاري جديد في تسريب كمية صغيرة من النشاط الإشعاعي في يناير/كانون الثاني 2012، بعد عام واحد فقط من استبداله، حصلت أخطر مشكلة تواجهها منشأة إديسون بجنوب كاليفورنيا حتى الآن.

وأفاد تقرير لاحق صادر عن المفتش العامّ لهيئة التنظيم النووي الأميركية أن المفتشين الفدراليين قد وضعوا الإشارات التحذيرية في عام 2009، مبيّنين أن منشأة إديسون بجنوب كاليفورنيا قد استبدلت المولدات البخارية الخاصة بها دون موافقة مناسبة.

بدورها، حاولت المنشأة حلّ المشكلة، لكنها قررت في عام 2013 إغلاق المحطة نهائيًا.

وتفاجأ نشطاء البيئة الذي اعتقدوا أنهم حققوا انتصارًا عندما أغلقت المفاعلات، حين علموا أن النفايات النووية التي أنتجتها ستبقى في الموقع.

الموقف الحكومي

ذكّرت الكاتبة بقانون سياسة النفايات النووية الأميركية لعام 1982، وأنه كان على الحكومة الفيدرالية نقل النفايات إلى منشأة فيدرالية مركزية بعيدة، بدءًا من عام 1998.

وأضافت أن الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش، وافق في عام 2002، على نقل النفايات إلى جبل يوكا، على بعد 161 كيلومترًا من لاس فيغاس، وعَدِّه موقعًا دائمًا لمستودع النفايات النووية تحت الأرض، لكن إدارة أوباما ألغت الخطة المثيرة للجدل في عام 2010.

وأشارت إلى أن لجنة كاليفورنيا الساحلية وافقت في عام 2015 على بناء منشأة في سان أونوفر لتخزينها حتى عام 2035، دون تحديد مكان مخصص من الحكومة لتخزين النفايات.

وفي أغسطس/آب 2020، أنهى العمّال عملية الدفن التي استمرت لسنوات، وقاموا بتحميل آخر 73 عبوة من النفايات في حاوية خرسانية.

المحطات النووية
تحذير من الأنشطة الإشعاعية

مطامر النفايات النووية

قالت كاتبة المقال كيت ميشكين، إن شاطئ سان أونوفر ليس المكان الوحيد الذي تُترك فيه النفايات عالقة، وإن المجتمعات في جميع أنحاء البلاد محاطة بالنفايات المتبقية، نتيجة إغلاق المزيد من المواقع النووية، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.

ووفقًا لوزارة الطاقة، يُخَزَّن الوقود النووي المستهلك في 76 موقعًا للمفاعلات في 34 ولاية.

وقالت رئيسة اللجنة السابقة الأخرى، أليسون ماكفارلين، إن التعامل مع هذه المخزونات كان فكرة متأخرة لهيئة التنظيم النووي الأميركية، مبيّنة أن الهيئة لم تعدّ القضية ذات شأن، ولم تولِها الاهتمام اللازم.

انتشار والنفايات وغياب الإشراف اللازم

قالت كيت ميشكين، كاتبة المقال، إنه جرى دفن النفايات على بعد نحو 30.48 مترًا من الشاطئ، على طول الطريق السريع آي-5، وهو أحد أكثر الطرق ازدحامًا في البلاد، وليس بعيدًا عن اثنين من الصدوع التي يقول الخبراء، إنها يمكن أن تحدِث زلزالًا بقوة 7.4 درجة.

وألمحت إلى مشكلة أخرى محتملة هي التآكل؛ إذ أشارت اللجنة الساحلية، في موافقتها لعام 2015، إلى أن الموقع يمكن أن يكون له تأثير خطير في البيئة المجاورة للطريق السريع، بما في ذلك الوصول إلى السواحل والحياة البحرية.

وتقول الوثيقة، إن المنشأة ستتعرض في النهاية لمخاطر الفيضانات والتآكل الساحلية بما يتجاوز قدرتها التصميمية، أو ستتطلب الحماية عن طريق استبدال أو توسيع تدريع وتحصين سواحل محطة سان أونوفر لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية الحالية.

وذكرت الكاتبة أنه بعد إغلاق محطة سان أونوفر مباشرة، بدأت منشأة إديسون جنوب كاليفورنيا في السعي للحصول على إعفاءات من قواعد تشغيل هيئة التنظيم النووي الأميركية للمحطات النووية، وفقًا لصحيفة الغارديان البريطانية.

وأوضحت أن المنشأة طلبت، وحصلت على، إذن لتخفيف القواعد في الموقع، بما في ذلك تلك التي تتعامل مع حفظ السجلات وخطط الطوارئ الإشعاعية للمفاعلات ومناطق التخطيط للطوارئ والتوظيف في الموقع.

وبيّنت أن محطة سان أونوفر لا تمثّل المفاعل الوحيد المغلق الذي يحصل على إعفاءات من رخصة التشغيل الخاصة به.

وقد ركّزت لوائح هيئة التنظيم النووي الأميركية تاريخيًا على تشغيل المفاعلات، وافترضت أنه عند إغلاق المفاعل، ستُزال النفايات بسرعة.

وقال المدير السابق لمشروع الأمان النووي لاتحاد العلماء المهتمين، ديف لوشباوم، إن من الصحيح القول، إن خطر وقوع الحوادث يتناقص عندما لا تعمل المحطة، لكن تكييف اللوائح من خلال الاستثناءات يقلل بدرجة كبيرة من الشفافية العامة.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق