الدنمارك وكوستاريكا تقودان تحالفًا للتخلص التدريجي من النفط والغاز
في نهاية مايو/أيار الماضي، أصدرت وكالة الطاقة الدولية تقريرًا حول خريطة الطريق نحو الحياد الكربوني بحلول عام 2050، طالبت فيه بضرورة "التوقف الفوري" عن مشروعات النفط والغاز الجديدة، وهو ما أثار ضجة كبيرة، لدرجة وصف الأمر بأنه استكمال لفيلم "لالا لاند"، نظرًا لعدم واقعيته.
واستكمالًا للمسلسل الذي بدأته وكالة الطاقة، تقود الدنمارك وكوستاريكا تحرّكات دولية من أجل تشكيل تحالف جديد من الدول الراغبة في تحديد موعد للتخلص التدريجي من إنتاج النفط والغاز والتوقف عن منح تصاريح للتنقيب الجديد.
تحالف إنهاء إنتاج النفط والغاز
يعدّ حرق الوقود الأحفوري المصدر الرئيس لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ولكن حتى الآن لم يكن هناك أيّ إجراء حكومي جماعي لإنهاء إنتاج النفط والغاز، حسب رويترز.
التحالف الجديد الذي أُطلق عليه اسم تحالف ما وراء النفط والغاز "بوغا" يسعى إلى تحديد موعد نهائي للدول النامية والمتقدمة للتخلص التدريجي من إنتاج النفط والغاز الحالي بما يتوافق مع أهداف باريس، حسبما ذكرت مسودة وثيقة التحالف.
يأتي التحالف الجديد في الوقت الذي تتحرك فيه صناعة النفط والحكومات ببطء شديد للوفاء بهدف اتفاقية باريس بالحدّ من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، من أجل الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
قواعد التحالف
قالت المسودة، إنه لكي تصبح الدول عضوًا كامل العضوية في التحالف، يجب أن تتعهد بإنهاء جولات التراخيص الجديدة لإنتاج النفط والغاز في أراضيها، بالإضافة إلى التخلص التدريجي من الإنتاج الحالي.
وقد تتغير المسودة قبل الإطلاق المتوقع لـ بوغا في قمة المناخ المقرر عقدها خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني في غلاسكو بإسكتلندا، حسب وكالة رويترز.
يمكن أن تصبح البلدان أعضاء من الدرجة الثانية إذا اتخذت بعض الخطوات للحدّ من إنتاج النفط والغاز ، مثل إنهاء التمويل العامّ له في الخارج أو إصلاح دعم الوقود الأحفوري.
الدنمارك وكوستاريكا
قال وزير المناخ والطاقة الدنماركي دان يورجينسن، إن الدنمارك، التي تشارك في قيادة المبادرة مع كوستاريكا، تُجري محادثات مع العديد من الدول، لكن من السابق لأوانه تحديد عدد الدول التي ستنضم إلى التحالف.
حظرت الدنمارك -من أكبر منتجي النفط والغاز في أوروبا- العام الماضي التنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال، والتزمت بإنهاء إنتاجها الحالي بحلول عام 2050.
وقال يورجنسن: "لقد اتخذت دول قليلة مثل هذه الخطوات، ونأمل أن يكون هذا التحالف شيئًا يمكن ملاحظته، ونأمل أن يلهم الآخرين للانضمام إليه".
لم تستخرج كوستاريكا النفط مطلقًا، لكنها تدرس مشروع قانون لحظر التنقيب عن الوقود الأحفوري بشكل دائم لضمان عدم قيام الحكومات المستقبلية بذلك.
وقالت وزيرة البيئة في كوستاريكا، أندريا ميزا، إن "كوستاريكا تمثّل التزام وقرار دولة نامية لديها إمكان الاستكشاف، وتتخذ قرارًا شجاعًا وتقرّر التوجه نحو نموذج تنموي آخر والانطلاق في اقتصاد المستقبل".
محاولات ضمّ أعضاء جدد
قالت نيوزيلندا، التي حظرت تصاريح جديدة للنفط البحري في 2018، إن الدنمارك اتصلت بها، وإنها "في طور معرفة المزيد عن المبادرة".
وقالت وزيرة البيئة في كوستاريكا، إن الدول التي اتّصل بها التحالف تشمل البرتغال وإسبانيا، وهو ما ردّت عليه البرتغال بأنها لم تتقدم بطلب لعضوية التحالف بعد.
رفضت بريطانيا، التي تستضيف قمة الأمم المتحدة للمناخ في ديسمبر/كانون الأول، التعليق على المشاركة، خاصة أنها لم تلتزم بالتخلص التدريجي من إنتاج النفط والغاز أو وقف التنقيب.
وقال مصدر بالحكومة البريطانية، في تصريحات لرويترز، إن الحكومة منخرطة مع الدنمارك بشأن التحالف.
ومع ذلك، فإن بعض كبار المنتجين -بما في ذلك النرويج، أكبر منتج للنفط والغاز في أوروبا الغربية- لم يشاركوا بعد.
أهداف التحالف
يهدف تحالف "بوغا" لإعادة تعريف ما يعدّ قيادة مناخية من الحكومات، بالتركيز على تقليل الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري.
وقال وزير المناخ والطاقة الدنماركي: "نحن في وضع متناقض في الوقت الحالي، إذ تعهدت العديد من الدول بأن تصبح محايدة للكربون، لكنها في الواقع لا تزال تخطط لإنتاج النفط والغاز بعد ذلك التاريخ".
تعهدت الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط والغاز في العالم، هذا العام، بخفض انبعاثاتها إلى النصف بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2005.
من بين الدول القليلة التي اتخذت إجراءات لحظر التنقيب عن الوقود الأحفوري وإنتاجه، التزمت فرنسا بالقيام بذلك بحلول عام 2040، وإسبانيا بحلول عام 2042.
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة السعودي ينتقد تقرير وكالة الطاقة.. ويؤكد: السعودية ستزيد الطاقة الإنتاجية (فيديو)
- أوبك تهاجم تقرير وكالة الطاقة: "متناقض" وقد يزيد من تقلب أسعار النفط
- 5 رسائل خاطئة لخريطة طريق وكالة الطاقة بشأن الحياد الكربوني