توقعات بوصول الطلب العالمي على النفط إلى ذروته بعد 4 سنوات (تقرير)
بموجب سيناريو الأمم المتحدة
أحمد شوقي
باتت ذروة الطلب العالمي على النفط محط الأنظار، مع تزايد الدعوات إلى التخلص من الوقود الأحفوري، في ظل سعي العالم لتحقيق الحياد الكربوني.
وتتوقّع شركة ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس أناليتيكس، أن يبلغ الطلب العالمي على النفط والمكثفات ذروته بحلول عام 2025، على أن ينخفض بنسبة 40% في العقود الـ3 التالية، حال اتباع العالم المسار المحدد من قِبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ بالحد من الاحترار العالمي عند 1.5 أو درجتين مئويتين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذّرت الهيئة التابعة للأمم المتحدة من أن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية أو حتى درجتين مئويتين قد يكون بعيد المنال، دون إجراء تخفيضات فورية وسريعة وواسعة النطاق في الانبعاثات الضارة.
ذروة الطلب
في ظل سيناريو الحد من الحرارة العالمية درجتين مئويتين، فإن الطلب على النفط الخام والمكثفات قد يتراجع إلى 50 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050، انخفاضًا من المستوى المتوقع للعام الحالي عند 99 مليون برميل يوميًا، بحسب التقرير.
ووفقًا لهذا السيناريو فإن الطلب العالمي على النفط قد يبلغ ذروته عند 104.5 مليون برميل يوميًا عام 2025، كما يرى التقرير.
وكانت منظمة أوبك قد أشارت في تقريرها لشهر يوليو/تموز، إلى أن الطلب على النفط من المرجح أن يتجاوز مستويات ما قبل كورونا بحلول الربع الثالث من العام المقبل عند 101.17 مليون برميل يوميًا، قبل أن يسجّل أعلى مستوى على الإطلاق بحلول الربع الرابع من العام ذاته عند 102.62 مليون برميل يوميًا.
وبحسب تقديرات أوبك، فإن الطلب العالمي على النفط بلغ ذروته عند 100.79 مليون برميل يوميًا في المتوسط خلال الربع الرابع من عام 2019.
ووفقًا لتوقعات الحالة المرجعية لشركة بلاتس أناليتيكس، فإن إجمالي العرض والطلب للسوائل النفطية سيبلغ ذروته بالقرب من عام 2040 عند 111 مليون برميل يوميًا، على أن ينخفض تدريجيًا إلى 108 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2050.
ويرى رئيس المعروض والإنتاج في أميركا الشمالية لدى شركة بلاتس أناليتيكس، رينيه سانتوس، أنه إذا لم يكن هناك تدخل حكومي كبير لتسريع التحوّل من الوقود الأحفوري إلى بدائل منخفضة الكربون، فسيكون من الصعب خفض انبعاثات الهيدروكربونات السائلة.
حظر التنقيب عن النفط
ازداد الضغط على الحكومات لحظر مشروعات الاستكشاف والإنتاج الجديدة، بعد أن دعت خريطة طريق وكالة الطاقة الدولية -الصادرة مايو/أيّار الماضي- إلى التوقف الفوري عن استثمارات الوقود الأحفوري من أجل تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وبموجب خطة وكالة الطاقة، ستحتاج إمدادات النفط إلى التراجع بأكثر من 8% سنويًا إلى 24 مليون برميل يوميًا عام 2050، من مستويات ما قبل الجائحة التي تزيد قليلاً على 100 مليون برميل يوميًا
وأمام ذلك، ترى بلاتس أناليتيكس أن الدعوات إلى وقف عمليات التنقيب والاستكشاف المستقبلية سابقة لأوانها، إذ ستظل معدلات انخفاض الإنتاج في الحقول الحالية تفوق الانكماش العالمي المتوقع في الطلب بموجب سيناريو الحد من الاحترار العالمي عند درجتين مئويتين.
وفي حالة اتباع العالم مسارًا أسرع لإزالة الكربون، فإن الطلب على وقود النقل مثل البنزين والديزل سيكون الأكثر تضررًا، بسبب التطور المتسارع للمركبات الكهربائية والوقود النظيف.
وبحسب بلاتس أناليتيكس، من المتوقع أن تزيد حصة أوبك في السوق من 40% إلى 60% بحلول عام 2050، بالإضافة إلى انخفاض سريع في النفط الصخري الأميركي، مع حقيقة استمرار الاعتماد على النفط منخفض التكلفة، رغم إيجاد بدائل منخفضة الكربون.
وعلى الصعيد الإقليمي، ستشهد جنوب آسيا والصين نموًا إيجابيًا في صافي الطلب على النفط خلال المدَّة من عام 2015 حتى عام 2050، على أن يبلغ الطلب الصيني ذروته هذا العقد عند 18 مليون برميل يوميًا، قبل أن ينخفض إلى 14 مليونًا بحلول منتصف القرن الحالي.
اقرأ أيضًا..
- العالم وتغيّر المناخ.. الماضي سيئ والمستقبل أكثر سوءًا (تقرير)
- كابسارك يتوقع نموًا قويًا للطلب العالمي على النفط في الربع الثالث
- أبرز ملامح الطلب العالمي على النفط والمعروض من خارج أوبك