مصنع نيسان العملاق لإنتاج البطاريات يدعم اقتصاد بريطانيا بعد البريكست
نوار صبح
- نيسان تعتزم بناء مصنع لإنتاج البطاريات بقيمة نحو 4 مليارات دولار في بريطانيا
- سعة مصنع شركة نيسان لإنتاج البطاريات تبلغ 100 ألف بطارية للسيارات الكهربائية سنويًا
- مصنع نيسان يمثّل دفعة قوية للاقتصاد البريطاني ويوفّر نحو 6 آلاف وظيفة جديدة
- تكلفة البطاريات أصبحت أقل بنسبة 80% مما كانت عليه قبل عقد من الزمن
بموجب خطتها لمنع بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالديزل والبنزين بحلول عام 2030، باشرت الحكومة البريطانية مفاوضات الشهر الماضي، مع 6 شركات (في مقدمتها نيسان) لبناء مصانع لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية ومواقع التشييد وتوفير الدعم المالي، حسبما أوردته وكالة رويترز.
وتشمل الشركات الـ6 المعنية بالمفاوضات: إل جي، وفورد موتورز، وسامسونغ، وإنو بات أوتو، وبريتش فولت، إضافة إلى نيسان موتورز التي تعتزم بناء مصنع عملاق لإنتاج البطاريات بقيمة نحو 1.4 مليار دولار، بالتعاون مع شريكها الصيني إنفيجين المتخصصة في حلول الطاقة.
وذكر مقال نشره موقع باور تكنولوجي، قبل أيام، بعنوان "محطات الشحن تتحكم بسوق البطاريات العالمية"، للكاتب جوليان تيرنر، أن سعة مصنع شركة نيسان لإنتاج البطاريات تبلغ 100 ألف بطارية سنويًا للسيارات الكهربائية.
وسينتج المصنع سيارات كروس أوفر الكهربائية الجديدة، في موقعه الحالي في بلدة سندرلاند في شمال شرق إنكلترا.
ورحّب رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بقرار شركة نيسان، لأنه يمثّل دفعة قوية للاقتصاد البريطاني، ويوفّر نحو 6 آلاف وظيفة جديدة، في ظل ترويج جونسون رؤية المملكة المتحدة الاقتصادية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
تسارع وتيرة التحول إلى السيارات الكهربائية
أشار كاتب المقال جوليان تيرنر إلى أن تسارع التحول العالمي من محركات الاحتراق الداخلي إلى السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية يتطلّب القيام بخطوات كثيرة.
وأضاف أن تكلفة البطاريات أصبحت أقل بنسبة 80% مما كانت عليه قبل عقد من الزمن فقط، عندما بلغ متوسطها 1000 دولار للكيلوواط/ساعة، وستبلغ تكلفتها تكلفة محرك الاحتراق الداخلي نفسها تقريبًا، عندما ينخفض هذا المبلغ إلى نحو 100 دولار/كيلوواط ساعة.
وأوضح أن هذا التحول قد يحدث قبل 3 إلى 6 سنوات من مطالبة حكومة المملكة المتحدة السائقين بالاستغناء عن السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل في عام 2030، ما يعني أن السيارات الكهربائية ستصبح خيارًا أرخص للمستهلكين.
سعة إنتاج البطاريات في بريطانيا مقارنة بأوروبا
بما أن آسيا تنتج معظم بطاريات المركبات الكهربائية في العالم، فإنه يتعيّن على شركات صناعة السيارات الأوروبية ككل، وقطاع السيارات في المملكة المتحدة تحديدًا، من أجل التنافس من موقع قوة وتحقيق أهداف خفض الانبعاثات.
ويتحتم بناء العديد من المصانع العملاقة، مثل مصنع نيسان وإنفيجين في بلدة سندرلاند، من أجل تلبية الطلب، حسبما نشره موقع باور تكنولوجي.
وعلاوة على ذلك، تُعدّ إستراتيجية المملكة المتحدة "لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050" واحدة من أكثر الإستراتيجيات طموحًا في العالم.
وتتوقع جمعية مصنعي السيارات البريطانية وتجارها أن تمتلك المملكة المتحدة 12 غيغاواط/ساعة فقط من بطاريات أيونات الليثيوم، بحلول عام 2025، مقارنة بـ91 غيغاواط/ساعة في الولايات المتحدة، و32 غيغاواط/ساعة في فرنسا، و164 غيغاواط/ساعة في ألمانيا.
وقال محرر مجلة "جست أوتو"، ديفيد ليغيت، إنه بدءًا من عام 2024، بموجب شروط صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ستُشدّد متطلبات قواعد المنشأ.
وأضاف أن التأهل للتداول المعفى من الرسوم الجمركية في الاتحاد الأوروبي يستوجب أن يكون المحتوى المحلي (أي المكونات الواردة من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي) أكثر مما هو عليه حاليًا في السيارات الكهربائية التي تصنعها شركة نيسان في المملكة المتحدة.
وبيّن أن شركة نيسان تفضّل تلبية هذا المطلب بشأن البطاريات المصنوعة في المملكة المتحدة، بدلاً من نقل الواردات إلى مسافات طويلة من أوروبا.
وأشار إلى أن هناك طريقًا طويلًا يتعيّن على صناعة السيارات في بريطانيا قطعه من أجل التحول من وضع السوق المنخفض اليوم، الذي يبلغ -حاليًا- أقل من 10% من مبيعات السيارات الجديدة التي تعمل بالبطارية، إلى المنافسة أوروبيًا وعالميًا.
أهمية تخزين كهرباء البطاريات في تحول الطاقة
قال جوليان تيرنر إن الجهود العالمية لإزالة الكربون من أنظمة الطاقة تتطلّب التخلص تدريجيًا من محطات توليد الكهرباء بالفحم والطاقة النووية واسعة النطاق لصالح مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية.
وأضاف أنه نظرًا إلى أن المزيد من إمدادات الكهرباء غير منتظمة من ناحية الطلب، مثل المركبات الكهربائية، متصلة بالشبكة الكهربائية، فإن الطلب على الكهرباء يصبح موزعًا وغير مستقر.
وبيّن أن هذا الوضع ينطوي على آثار كبيرة على مشغلي الشبكة وأمن الإمدادات، إذ تعمل مصادر الطاقة المتجددة على تعطيل النموذج التقليدي للطاقة الثابتة والمركزية وتجعل التحكم في الشبكة أكثر تعقيدًا.
وأكد أنه دون بديل لتخزين الطاقة على مستوى الشبكة، تصبح مصادر الطاقة المتجددة متقطعة بشكل طبيعي بسبب الظروف الجوية، لأن الرياح لا تهب دائمًا والشمس لا تشرق دائمًا.
وأشار إلى أن أنظمة تخزين طاقة البطاريات، مثل بطاريات أيونات الليثيوم الثابتة في المنازل والشركات، أو في المواقع البعيدة أو المحطات الفرعية، القادرة على تخزين الكهرباء وشحنها وتشغيلها عند الطلب، تصبح مهيأة لأداء دور بالغ الأهمية في تحول الطاقة.
وتحدّث عن بطارية بحجم ملعب كرة قدم موجودة في بلدة مانيتي في مقاطعة ويلتشير في المملكة المتحدة، حيث بنت شركة بينسا باور التابعة لشركة شل البطارية وصممتها لتخزين الكهرباء الزائدة المتولدة من مصادر متجددة ثم ضمها إلى الشبكة الوطنية.
وتموّل شركة توليد الكهرباء الصينية المملوكة للدولة الصينية هوانينغ غروب، وشركة سي إن آي سي، المشروع الأولي بقدرة 100 ميغاواط.
وستشمل المنشأة، التي تبلغ قدرتها 150 ميغاواط، 3 وحدات بطاريات متجاورة بقدرة 50 ميغاواط تستخدم تقنية بطاريات الليثيوم والحديد والفوسفات/ بطاريات الليثيوم الثلاثية لتخزين الكهرباء، وسيكون لكل وحدة محولات متعددة لتفريغ الكهرباء المخزنة في التيار المتناوب.
وستصبح البطارية، عند الشحن الكامل، قادرة على تشغيل ما يقرب من 15 ألف منزل في اليوم.
ويجري إنشاء محطة فرعية بجهد 132 كيلوفولت لأخذ الكهرباء وتفريغها في الشبكة.