التحول إلى السيارات الكهربائية يصحبه حرائق بطاريات وخسائر ضخمة
حرائق البطاريات تنال من سمعة شركات تصنيع السيارات الكهربائية
نوار صبح
- تمثّل البرمجيات والبطاريات أكثر الجوانب الإشكالية التي تواجه السيارات الكهربائية
- دخول أيّ مجال جديد من التكنولوجيا ينطوي على مخاطر، وهناك دروس مستفادة دائمًا
- جنرال موتورز ستنفق 800 مليون دولار على استعادة سيارتها شيفروليه بولت الكهربائية
- عند التحول من سيارات البنزين إلى السيارات الكهربائية ستحدث مجموعة جديدة من المشكلات
تنفق شركات تصنيع السيارات (خاصة السيارات الكهربائية) مليارات الدولارات من أجل الانتقال إلى سيارات أكثر نظافة وصديقة للبيئة تعمل بالبطاريات، لكن التكنولوجيا الجديدة تسبّب بخسائر تفوق الطموحات.
وتتراوح المشكلات التي تواجه السيارات الكهربائية بين عمليات الاستعادة نتيجة حرائق المركبات أو انقطاع التيار، وعدم إقلاع محرك السيارة، إذ تصبح هذه المشكلات عالية التكلفة عندما يتعلق الأمر بالبطاريات تحديدًا.
يحدث هذا في الوقت الذي تضغط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل أن تكون نصف مبيعات السيارات الجديدة عبارة عن سيارات كهربائية بحلول عام 2030، حسبما نشرته شبكة سي إن بي سي الاقتصادية الأميركية.
مشكلات السيارات الكهربائية
تمثّل البرمجيات والبطاريات أكثر الجوانب الإشكالية التي تواجه السيارات الكهربائية الحديثة، مجالين مهمّين، ولا يُعدّان من مجالات الخبرة الأساسية لمصنّعي السيارات في مدينة ديترويت بولاية ميشغان الأميركية.
رغم ذلك، يحرص صانعو السيارات على تبنّي التكنولوجيا الجديدة بفضل تشجيع الرئيس جو بايدن لجعل نصف مبيعات السيارات الجديدة كهربائية بحلول عام 2030، وهي خطة من المرجح أن تعود بمليارات الدولارات من الضرائب وغيرها من الحوافز.
وقال رئيس قسم السيارات في شركة جي دي باو، إن دخول أيّ مجال جديد من التكنولوجيا، ينطوي على مخاطر، وإن هناك دروسًا مستفادة دائمًا.
وأشارت شبكة سي إن بي سي إلى أن مشكلات السيارات تظهر في الموازنات العمومية للشركات.
عمليات الاستعادة
كشف تقرير شبكة سي إن بي سي عن 3 عمليات استعادة رفيعة المستوى لشركات صناعة السيارات خلال العام الماضي، ونفّذتها شركات جنرال موتورز وهيونداي موتور وفورد موتور، وشملت نحو 132 ألفًا و500 سيارة كهربائية بتكلفة مجتمعة 2.2 مليار دولار أميركي.
وأعلنت شركة جنرال موتورز، في الآونة الأخيرة، أنها ستنفق 800 مليون دولار على استعادة سيارتها شيفروليه بولت الكهربائية بعد عدّة حرائق أُبلِغ عنها، بسبب "عيبين نادرين في التصنيع" في خلايا بطارية أيونات الليثيوم في صندوق بطارية السيارة.
وبيّنت بعض دراسات شركة جي دي باور الأميركية أن عمليات الاستعادة شائعة في صناعة السيارات، خاصة بالنسبة للسيارات الجديدة.
وقال كبير المحللين في شركة غايد هاوس إنسايت، سام أبو السميد، إنه عند التحول من سيارات البنزين إلى السيارات الكهربائية، ستحدث مجموعة جديدة كاملة من المشكلات التي يتعين التعامل معها من خلال معرفة طريقة التعامل مع تلك المشكلات التي لم يجرِ التعامل معها في الماضي.
وأطلقت جنرال موتورز، الشهر الماضي، عملية استعادة ثانية لسيارات شفروليه بولت الكهربائية 2017-2019، بعد أن اشتعلت النيران في سيارتين كهربائيتين، على الأقلّ، جرى إصلاحهما بسبب مشكلة سابقة.
وأفادت أن المسؤولين فيها وفي شركة إل جي إنيرجي سوليوشن -التي تزوّد خلايا بطارية السيارة- حدّدوا "عيبًا نادرًا في التصنيع" في السيارات الكهربائية يزيد من خطر نشوب حريق.
وتغطي استعادة 800 مليون دولار نحو 69 ألفًا من السيارات على مستوى العالم، بما في ذلك ما يقرب من 51 ألف سيارة في الولايات المتحدة.
سيارات بورش
بدورها، استعادت شركة بورش سيارة تايكان، السيارة الكهربائية الرائدة، بسبب مشكلة برمجية تسبّبت في فقدان السيارة للكهرباء خلال القيادة، حسبما نشرته شبكة سي إن بي سي الاقتصادية الأميركية.
وأعلنت شركة فورد موتور، في أبريل/نيسان، أن عددًا قليلًا من العملاء الأوائل لسيارتها طراز موستنغ ماك إي كروس أوفر أفادوا أن بطاريات 12 فولت في سياراتهم لم تُشحَن، مما يمنع هذه السيارات من العمل، وقالت فورد، إن ذلك كان بسبب مشكلة في البرمجيات.
وفي أوروبا، استعادت شركة فورد، العام الماضي، نحو 20 ألفًا و500 سيارة كروس أوفر هجينة من طراز كوغا؛ وعلّقت مبيعات السيارات بسبب تخوّفها من احتمال ارتفاع درجة حرارة البطاريات في السيارات والتسبب في حريق في السيارة. وكلّف ذلك شركة فورد 400 مليون دولار.
علاوة على ذلك، أعلنت شركة هيونداي موتو،ر في وقت سابق من هذا العام، أنها ستنفق 900 مليون دولار على عمليات الاستعادة بعد اندلاع حرائق في 15 من سياراتها طراز كونا الكهربائية الخاصة بها.
ونظرًا لوجود مشكلات في أنظمة البطارية، قامت شركة بي إم دبليو وشركة فولفو وغيرهما باستعادة السيارات الكهربائية، بما في ذلك النماذج الهجينة الموصولة بالكهرباء.
سيارات تيسلا
في حين تجنّبت شركة تيسلا عمليات استعادة ضخمة لسياراتها الكهربائية بسبب مشكلات البطارية، من المتوقع أن يتسبب التقاضي والتحقيقات التي يجريها المسؤولون الفيدراليون في الولايات المتحدة والنرويج بمشكلات للشركة.
وقد فتحت الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة تحقيقًا، في أكتوبر/تشرين الثاني 2019، بشأن بطاريات تيسلا عالية الجهد.
ووفقًا لرئيس قسم الإطفاء المحلي والمحامين الذين يمثلون السائق، اشتعلت النيران في طراز إس بلايد من شركة تيسلا، 29 يونيو/حزيران 2021، بمدينة هافرفورد، بولاية بنسلفانيا الأميركية.
وبدأ مكتب التحقيق في العيوب التابع للإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة (إن إتش تي إس إيه)، على ضوء التماس يزعم أن تيسلا طرحت واحدًا أو أكثر من تحديثات البرمجيات للتحكم وإخفاء عيب محتمل قد يؤدي إلى حرائق في صناديق البطاريات المتضررة.
وتقدّم المحامي المقيم في كاليفورنيا، الذي قدّم الالتماس، إدوارد تشين، بشكوى جماعية بشأن القضية ضد تيسلا في أغسطس/آب 2019.
وبينما وافقت تيسلا مؤخرًا على دفع 1.5 مليون دولار لتسوية الدعوى، لا يزال تحقيق الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة مفتوحًا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا ،إيلون ماسك، بعد التسوية، إذا كنّا مخطئين، فنحن مخطئون، وكنّا كذلك، في هذه الحالة.
حرائق السيارات
كشفت الجمعية الوطنية للحماية من الحرائق في الولايات المتحدة عن حدوث 212 ألفًا و500 حريق في السيارات تسببت بمقتل 560 مدنيًا و1500 إصابة مدنية و1.9 مليار دولار في أضرار مباشرة للممتلكات في الولايات المتحدة عام 2018.
ولم تشمل معظم هذه الحرائق المركبات الكهربائية، التي لا تزال تمثّل فقط نحو 2% إلى 3% من مبيعات السيارات الجديدة في الولايات المتحدة سنويًا.
ومع ذلك، يتعين على شركات صناعة السيارات ومورّدي خلايا البطاريات الخاصة بهم توخّي الحذر الشديد في تصنيع السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات وأجزائها.
وطالب كبير المحللين في شركة غايد هاوس إنسايت، سام أبو السميد، تشديد الرقابة على عمليات تصنيع البطاريات ومعرفة الطريقة التي تتصرف بها البطاريات، فهي لا تحب الحرارة ولا التلوث لأنها حساسة للغاية.
وأضاف أن شيئًا صغيرًا مثل شرارة خاطئة من اللحام أو عملية أخرى يمكن أن يتسبب بحدوث مشكلة خطرة في خلايا البطارية.
اقرأ أيضًا..
-
بعد 4 أيام.. السيطرة على حريق بمصنع تيسلا للبطاريات في أستراليا
-
مفاجأة.. أميركا تحث مالكي سيارات شيفروليه الكهربائية على إيقافها بعيدًا عن المنازل