التغير المناخيأخبار التغير المناخيالتقاريررئيسية

مبادرة باستثمارات تريليون دولار لتعزيز البنية التحتية المستدامة

مي مجدي

في السنوات القليلة الماضية، أصبحت التغيرات المناخية الشغل الشاغل لجميع المنظمات العالمية والدول، وتحتل البنية التحتية أهمية قصوى للتنمية الاقتصادية العالمية والاستدامة، لقدرتها على مساعدة البلدان المعرضة للخطر في سرعة التكيف مع المخاطر المتعلقة بتطورات الطقس.

ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مبادرة التمويل لتسريع الانتقال المستدام "فاست إنفرا" لتعزيز البنية التحتية المستدامة.

"فاست إنفرا"

هي مبادرة التمويل لتسريع الانتقال المستدام، وتهدف إلى سد فجوة الاستثمار في البنية التحتية المستدامة بمبلغ تريليون دولار، من خلال تحويل البنية التحتية المستدامة إلى فئة أصول سائلة.

في أوائل 2020، دعت مبادرة سياسة المناخ "سي بي آي" و"إتش إس بي سي" ومؤسسة التمويل الدولية "آي إف سي" ، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، والمرفق العالمي للبنية التحتية، إلى إنشاء مبادرة "فاست إنفرا" تحت رعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة الكوكب الواحد "وان بلانت".

ويشارك أكثر من 50 كيانًا عالميًا، تمثّل جميع القطاعات المالية والاستثمارية وشركات التأمين، بنشاط في تطوير المبادرة.

وفي مايو/أيار 2020، استضافت المبادرة مائدتين مستديرتين عالميتين، لعرض أهدافها ودعوة المهتمين بالنظام البيئي للبنية التحتية إلى الانضمام.

وشاركت ما يقرب من 100 مؤسسة، وانضم معظمها -لاحقًا- إلى المبادرة، بمن في ذلك كبار المستثمرين العالميين ومؤسسات الوساطة المالية ومؤسسات التمويل الائتماني وهيئات التصنيف.

خلفية عن الوضع الحالي

يعتمد استمرار بقاء الشعوب على الكهرباء والنقل والصرف الصحي والمستشفيات والمدارس، ولسوء الحظ، فإن الطريقة التي أُسست بها البنية التحتية على مدى القرن الماضي كانت تُنتج الكربون بنسب عالية، والأسوأ من ذلك أن هذه السياسة ستستمر في العقود المقبلة، لا سيما في الاقتصادات الناشئة والنامية.

ومع انعدام تطوير البنية التحتية المستدامة، سيكون من المستحيل تحقيق الحياد الكربوني، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة والتزامات اتفاقيات باريس.

ومع ذلك، كان التقدم بطيئًا في سد فجوة الاستثمار المستدام في البنية التحتية التي تُقدّر بما يزيد على 3 تريليونات دولار سنويًا على مدى السنوات الـ10 المقبلة.

ورغم أن تمويل مشروعات الطاقة المتجددة والمياه المستدامة والنفايات وغيرها آخذ في التوسع، فإنه لا يزال غير كافٍ.

ولا يزال تمويل مشروعات البنية التحتية محدودًا، ويفتقر الاستثمار الكافي من القطاع الخاص إلى سد الفجوة.

اقتراحات المبادرة

تقترح "فاست إنفرا" إنشاء نظام وضع بطاقات تعريفية ثابتة وقابلة للتطبيق عالميًا لأصول البنية التحتية المستدامة "إس آي لابل"، إلى جانب تطوير آليات التمويل لتعبئة الاستثمار الخاص على نطاق واسع من أجل تمويل المشروعات المصنفة.

ويهدف هذا النظام إلى زيادة إمكانات التمويل وتشجيع الحكومات، لتصميم المزيد من مشروعات الاستدامة، ما يشجّع المطورين على الحفاظ على معايير بيئية واجتماعية، وحوكمة ومرونة عاليتين في مراحل التصميم وما قبل البناء.

وستكون الحصيلة النهائية الإطار الأول من نوعه الذي يوفّر إرشادات شاملة وقابلة للتنفيذ على مستوى الاعتبارات المستدامة الرئيسة للبنية التحتية.

الخطوات المستقبلية لـ"فاست إنفرا"

بعد عدة أشهر من المشاورة بين أعضاء المبادرة، توصل نظام "إس آي لابل" إلى إنشاء إطار شامل ومجموعة معايير استدامة أساسية.

وسيوصف كل معيار بشكل أكبر بالرجوع إلى المعايير الحالية المرتبط بسلسلة من مؤشرات الأداء الأساسية والمنهجية.

ويتماشى النظام مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ومبادئ مجموعة العشرين بشأن تحسين الجودة.

وفي محاولة لحل تحديات تمويل البنية التحتية المستدامة، فتحت "فاست إنفرا" إطار عمل ومعايير "إس آي لابل" للتشاور العام حتى 31 أغسطس/آب 2021، من أجل تحسين الأداء وبناء الزخم قبل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ 2021 (سي أو بي 26) في نوفمبر/تشرين الثاني.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق