الغاز الطبيعي يدعم التحول إلى الطاقة النظيفة وركيزة في خفض الانبعاثات (دراسة)
الاستثمار في البنية التحتية للغاز أمر مهم
أحمد عمار
- استخدام الغاز بمحطات الكهرباء القديمة يقلل الانبعاثات 50% لكل وحدة كهرباء
- استخدام الغاز في آسيا في توليد الكهرباء يخفض الانبعاثات بنحو 1 غيغاطن
- حال استبدال الغاز مكان الفحم يتطلب ذلك زيادة إنتاجه عالميًا 15%
- يمكن استخدام البنية التحتية للغاز الطبيعي في نقل وقود منخفض الكربون
- سعر الغاز منخفض الكربون قد يتراوح بين 40 و60 دولارًا للطن
يأتي الغاز الطبيعي داعمًا رئيسًا نحو التحول إلى الطاقة النظيفة، رغم أنه أحد أنواع الوقود الأحفوري المستخرج من الأرض، إذ يمكن وصفه بمثابة الركيزة الثانية في خفض الكربون، سواء من خلال توفير الطاقة أو الاستفادة من البنية التحتية للغاز في نقل وقود نظيف.
وأكدت دراسة أعدتها شركة "آي إتش إس ماركت" للأبحاث ونشرتها على موقعها الإلكتروني بعنوان "لهيب مستدام.. دور الغاز في الحياد الكربوني"، أن الاستثمار في البنية التحتية للغاز سيكون عاملاً مساعدًا في دعم إزالة الكربون من نظام الطاقة على المدى الطويل.
ويعني ذلك أن الغاز الطبيعي سيلعب دورًا حيويًا في عملية تحول الطاقة والتخلّص من الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة، وذلك بالتوازي مع التوجه إلى مصادر الطاقة المتجددة.
بديل للفحم
ترى الدراسة أن استخدام الغاز الطبيعي في محطات الكهرباء القديمة والأقل كفاءة في توليد الكهرباء من شأنه أن يقلّل الانبعاثات بنسبة 50% لكل وحدة كهرباء.
وأظهرت الدراسة أن زيادة استخدام الغاز في آسيا بديلًا عن الفحم في توليد الكهرباء يساعد على خفض الانبعاثات بنحو 1 غيغاطن، ولكن ذلك يعادل 3% فقط من انبعاثات غازات الدفيئة الصادرة من قطاع الطاقة ككل.
وحال استبدال الغاز الطبيعي مكان الفحم، يتطلب ذلك زيادة إنتاج الغاز عالميًا بنسبة 15% عن المستويات الحالية، لتلبية الارتفاع في الطلب، وفقًا للدراسة.
وعلي سبيل المثال، أسهم تحول الولايات المتحدة إلى الغاز الطبيعي في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، إذ شكّل أكثر من 60% من كبح الانبعاثات في توليد الكهرباء خلال المدة من عام 2006 وحتى عام 2019، نقلًا عن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
البنية التحتية للغاز
وجدت الدراسة أنه يمكن استخدام البنية التحتية للغاز الطبيعي في نقل وقود منخفض الكربون، رغم القلق الدائر حول أن الاستثمار في الغاز يمكن أن يحبس الانبعاثات المستقبلية لعدة عقود.
وبدوره، اعتبر كبير الإستراتيجيين عالميًا للغاز في "آي إتش إس ماركت" للأبحاث، مايكل ستوبارد، أن تعدد استخدامات البنية التحتية للغاز يوفّر فرصة للحد من الانبعاثات على المدى القريب، فضلاً عن المساهمة في إزالة الكربون بشكل أعمق.
وقال إن "التحول إلى الغاز الطبيعي يمكن أن يدعم الإجراءات المبكرة لاستبدال الفحم والنفط والانبعاثات المرتفعة المرتبطة بهما، كما سيلعب دورًا بناء مُعدًا مسبقًا لنقل الطاقة من أجل مستقبل منخفض الكربون".
وتشير الدراسة إلى أن الغاز يأتي بمثابة دعامة ثانية لإزالة الكربون على المدى الطويل، نظرًا إلى استخداماته المتعددة وقدرة البنية التحتية على حمل وقود منخفض الكربون مثل الأمونيا والهيدروجين والميثان.
ويمكن شحن الغاز الطبيعي المتجدد -الغاز الطبيعي المستدام-، مع غازات خضراء أخرى عبر خطوط أنابيب الغاز لتقليل الانبعاثات، بالإضافة إلى إعادة استخدام هذه الخطوط على المدى الطويل لنقل الهيدروجين بنسبة 100%.
وفي حقيقة الأمر، لا تكمن أهيمة البنية التحتية للغاز في نقل وقود آخر منخفض الكربون فقط، وإنما تُعدّ الشبكات المتكاملة القائمة على الغاز ضرورية عندما تكون مصادر الطاقة المتجددة أقلّ فاعلية، بسبب سوء الأحوال الجوية، أو قلّة هبوب الرياح أو ضعف أشعة الشمس، كما كان الحال في كاليفورنيا وتكساس هذا العام، وفقًا ما ذكره المحلل أرييل كوهين، في تعليقات نشرها الموقع الإلكتروني لمجلة فوربس.
كما يمكن تحويل محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز إلى العمل بالهيدروجين أو الأمونيا المستدامة، ويمكن كذلك تعديل المصانع القائمة من أجل التقاط الكربون وتخزينه لتقليل الانبعاثات، وفقًا للدراسة.
وفي السياق نفسه، يمكن تحويل مصانع الغاز الطبيعي المسال إلى الهيدروجين المسال، وهو ما قد يعني على الأرجح تكلفة أقل مقارنة مع بناء مصنع جديد لإسالة الهيدروجين.
ونقلت الدراسة عن نائب رئيس شركة ماركت للغاز المتجدد، شانكاري سرينيفاسان، قوله إن إعادة توظيف البنية التحتية للغاز تتوقف على تحديات تقنية، ولكن التكاليف لا تزال أقل من بناء مرافق جديدة تمامًا.
ويرى سرينيفاسان أن من شأن خطوة كهذه أن توفّر المرونة لواضعي السياسيات والمقرضين بوضع شروط أن تكون أي بنية تحتية جاهزة للتحويل.
سعر الغاز منخفض الكربون
توصلت الدراسة إلى أن سعر الغاز منخفض الكربون قد يتراوح بين 40 و60 دولارًا للطن، وهي مستويات تُعدّ قريبة من الأسعار حاليًا في بعض الأسواق.
وتُجدر الإشارة إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات لم تشهدها منذ 31 شهرًا، مع تزايد الطلب ومخاوف نقص الإمدادات.
ويُعدّ ارتفاع درجات الحرارة الشديدة، بالإضافة إلى نقص الإمدادات في آسيا وأوروبا، أحد العوامل الرئيسة في زيادة الطلب على الغاز الطبيعي المسال، وبالتبعية صعود أسعار الغاز الطبيعي.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في مركز هنري إلى 3.22 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال 2021، وذلك مقارنة بنحو 2.03 دولارًا العام الماضي.
ورفع محللون في شركة ريموند جيمس آند أسوشيتس توقعاتهم لمتوسط سعر الغاز الطبيعي في مركز هنري بنسبة 13% و20% إلى 3.50 دولارًا و4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال العامين الحالي والمقبل.
اقرأ أيضًا..
- التحوّل الأخضر.. الغاز الطبيعي عنصر مهم لدعم الطاقة المتجددة (تقرير)
- أسعار الغاز الطبيعي ترتفع 60% خلال 7 أشهر (تقرير)
- مع تدشين مشروعات جديدة.. ربط منتجي الغاز الطبيعي في أميركا بأسواق الطلب
- مجلس الطاقة العالمي: الغاز الطبيعي سيلعب دورًا رئيسًا في تحوّل الطاقة
- هل يخرج الغاز المسال من عباءة الحياد الكربوني؟