دول أوروبا وأفريقيا جنوب الصحراء المستفيد الأكبر من وظائف الطاقة المتجددة (دراسة)
تتوقع خلق 134 مليون فرصة عمل جديدة بحلول 2050
حياة حسين
كشفت دراسة حديثة أن كلًا من أوروبا والدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، ستكون أكبر الفائزين بالوظائف التي ستوفرها مشروعات الطاقة المتجددة اللازمة لتحوّل الطاقة بحلول 2050.
وأشارت دراسة لجامعة لابيرنرانتا-لاهتي أوف تكنولوجي "إل يو تي" الفنلندية، إلى أن تحوّل الطاقة سيوفر عشرات الملايين من الوظائف حتى منتصف القرن الحالي، بفضل مشروعات الطاقة المتجددة، حسبما ذكرت "بي في ماغازين".
رفع التوقعات
رفعت جامعة "إل يو تي" الفنلندية توقعاتها لعدد الوظائف التي ستوفرها تلك المشروعات إلى أكثر من ضعف تقديرات دراسة سابقة العام الماضي، لتصل إلى 134 مليون وظيفة في منتصف الألفية، شرط تحقيق الحياد الكربوني.
يُذكر أن دراسة سابقة للجامعة الفنلندية، كانت تتوقع توليد 57 مليون وظيفة من مشروعات الطاقة المتجددة بحلول 2050.
وقالت الدراسة، إن أوروبا ستكون الرابح الأكبر في سوق وظائف تحوّل الطاقة، إذ تزيد حصتها من إجمالي تلك الوظائف إلى 12%، مقابل 7% العام الماضي، بينما تستقر حصة أميركا عند 10%.
ومن المتوقع أن تهبط حصة دول جنوب وشمال آسيا عن 50%، التي سجلتها العام الماضي.
وعلى الرغم من عدم تضمين الدراسة الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، فإن المشاركين بها من الباحثين، توقعوا أن يقفز عدد الحاصلين على وظائف من تحوّل الطاقة بتلك الدول من مليوني شخص العام الماضي إلى 12 مليونًا في 2050.
الطاقة الشمسية
على جانب آخر، ترى الدراسة أن مشروعات الطاقة الشمسية ستكون مصدرًا لـ 45% من الوظائف الجديدة، لتصل إلى 60 مليونًا، منها 44 مليون فرصة عمل في مجال توليد الكهرباء، و14 مليون وظيفة في قطاعات توصيلها إلى المستهلكين.
غير أن وظائف مزارع الرياح التي ستتوفر لن تزيد عن 8 ملايين قبل 2050، لكنها ستتراجع إلى 5-6 ملايين بحلول منتصف الألفية، وفق الدراسة.
وتبني الدراسة توقعاتها لتراجع عدد الوظائف على عوامل تتعلق بزيادة جاذبية مشروعات الطاقة الشمسية؛ بسبب انخفاض تكلفة تقنيات الطاقة الكهروضوئية مقارنة بتوربينات الرياح، ما يدفع المستثمرين إلى التحول عنها.
وأكد الباحثون ثقتهم من أن نتائج دراستهم الأخيرة أكثر دقة من سابقاتها، رغم أنها استثنت قطاع السيارات الكهربائية، وغطّت قطاعات مثل التدفئة وتخزين الطاقة.
توليد الكهرباء
أشارت الدراسة إلى عدد الوظائف التي سيوفرها كل قطاع شملته الدراسة، ويوفر توليد الكهرباء 69 مليون فرصة عمل، ارتفاعًا من 20 مليونًا العام الماضي، والتدفئة 28 مليونًا، وشبكات الكهرباء 22 مليونًا، وتخزين الطاقة 10 ملايين، إضافة إلى 5 ملايين وظيفة في محطات التزوّد بالوقود من الطاقة المتجددة.
غير أن الدراسة ترى أن زخم الوظائف في مشروعات الطاقة المتجددة سيشهد تراجعًا في وقت لاحق بعد منتصف الألفية، نتيجة لزيادة اعتماد المستثمرين فيها على التقنيات الحديثة، التي تتسبب في تقليل عدد العمّال لصالح المعدّات الحديثة.
وقالت الدراسة: "إن توليد الوظائف قد يشهد تراجعًا في مشروعات الطاقة المتجددة، بسبب نمو التقنيات ورقمنة المشروعات، لكن هذا سيحدث بعد إتمام عملية تحوّل الطاقة".
اقرأ أيضًا..
- رحلة العالم إلى الحياد الكربوني توفر 8 ملايين وظيفة في 2050
- في سيناريو 1.5 درجة مئوية.. تحول الطاقة يحفز نمو الاقتصاد العالمي
- كيف نواجه أزمة التغير المناخي؟.. دراسة حديثة تطرح عدة حلول لإنقاذ الأرض