هل ينهي الغاز المصري أزمة الكهرباء في لبنان؟.. "الطاقة" تحل لغز بيان الرئاسة
هناك محطات غاز لكنها لاتعمل.. وجيسيكا عُبيد: الدولة ستدفع الثمن لا أميركا
ياسر نصر
أثار بيان الرئاسة اللبنانية، اليوم الخميس، عن وعود واشنطن بالتدخل لحل أزمة الكهرباء في بيروت عن طريق توفير الغاز المصري، العديد من التساؤلات.
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد تلقى اتصالًا هاتفيًا من السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، قبل قليل، أبلغته قرار الإدارة الأميركية "مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا عن طريق توفير كميات من الغاز المصري إلى الأردن"، تمكّنه من إنتاج كميات إضافية من الكهرباء، لوضعها على الشبكة التي تربط الأردن بلبنان.
وأشارت السفيرة إلى تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولاً إلى شمال لبنان، وأن هناك مفاوضات جارية مع البنك الدولي لتأمين تمويل ثمن الغاز المصري وإصلاح خطوط نقل الكهرباء وتقويتها والصيانة المطلوبة لأنابيب الغاز.
أزمة محطات الكهرباء اللبنانية
الأزمة الرئيسة التي يعانيها لبنان، هي عدم وجود محطات لتوليد الكهرباء تعمل بالغاز حاليًا، إذ إن جميع المحطات تعمل بالديزل أو زيت الوقود الثقيل، لهذا وقّعت بيروت قبل شهر اتفاقية مع العراق، للحصول على مليون طن من زيت الوقود الثقيل اللازم لتشغيل محطات الكهرباء.
وكشف عدد من المختصين أن هناك 4 محطات لتوليد الكهرباء في لبنان بإمكانها العمل بالغاز الطبيعي حسب الإنفوغرافيك الموضح أعلاه، وفي مقدمتها محطتا الزهراني ودير عمار واللتان تبلغ قدرتهما الإنتاجية نحو 1000 ميغاواط، تستعملان مادة غاز النفط أو الديزل الأحمر لإنتاج الكهرباء.
وإلى جانب محطتي ذوق 2 وجيه 2 اللتين تبلغ قدراتهما 198 ميغاواط و78 ميغاواط على التوالي، وتستخدمان -حاليًا- زيت الوقود الثقيل، توجد باخرتا كارباورشيب التركيتان اللتان توفران نحو 300 ميغاواط.
حقيقة الأزمة
من المقرر مد الغاز المصري إلى لبنان من خلال إعادة تأهيل خط الغاز العربي، الذي يربط مصر بالأردن وسوريا والعراق، بحسب تصريحات مستشارة السياسات الخاصة بالطاقة لدى الحكومات والمنظمات الدولية في الشرق الأوسط في مجال الكهرباء جيسيكا عُبيد.
وأوضحت "عُبيد" -في تصريحات إلى "الطاقة"- أن محطات الكهرباء -حاليًا- لا يعمل أي منها بالغاز، لكن أُهّل نصفها تقريبًا لكي يعمل بالغاز فيما بعد.
وأضافت أن الإشكالية الحالية في لبنان ليست أزمة الكهرباء فقط، فهناك نقص كبير في البنزين، إلى جانب الغاز المنزلي.
وأوضحت أن تمويل ضخ الغاز المصري سيكون على حساب لبنان، لا الإدارة الأميركية، من خلال دين طويل الأجل "على الأرجح".
ورغم الرؤية التي طرحتها جيسيكا عُبيد، فإن بيان الرئاسة اللبنانية يُشير إلى أنه من المخطط إرسال الغاز المصري إلى الأردن بحيث يقوم بتوليد الكهرباء وإرسالها إلى لبنان، لأن هناك ربط كهربائي بين البلدين عبر سوريا.
خط الغاز المصري
كانت مصر والأردن والعراق قد أعلنت مؤخرًا العمل على إعادة تأهيل خط الغاز العربي، الذي يهدف إلى تصدير الغاز المصري إلى دول المشرق العربي (الأردن - لبنان - سوريا)، ومنها إلى أوروبا من خلال تركيا.
ويصل طول الخط إلى نحو 1200 كيلومتر، بتكلفة قدرها 1.2 مليار دولار أميركي، ويستهدف نقل أكثر من 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا.
وجرى تنفيذ أغلب أعمال المشروع، كما ضُخ الغاز في أجزاء منه، وتوقف بعض أعماله في أعقاب الأحداث التي شهدها عدد من دول المنطقة في 2011.
ومن جانبه، شكر الرئيس عون السفيرة الأميركية على "الجهد الذي تبذله لتحقيق الخطوة التي تصبّ في مصلحة جميع اللبنانيين الذين يمرون بأزمة اقتصادية ومعيشية حادة"، واعًدا ببذل الجهد المطلوب من لبنان لتحقيق المشروع.
الحريري يعقّب
قال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري إنه ناقش في زيارته إلى مصر (قبل مدة) موضوع الغاز، موضحًا أنه حال استخدام محطات الكهرباء اللبنانية الغاز فإنها ستوفّر نحو 60% من التكلفة.
يعني طلع عنجد سعد الحريري كان عم يشتغل ليجيب كهربا اكتر من وزير الطاقة يلي صرلوا شهر بيماطل هو وفريقه ومأخّر النفط العراقيpic.twitter.com/S0DDYw5dj2
— Sahar®️AlAtrash سَحَرْ (@SahaR_bei) August 19, 2021
وأضاف الحريري -في فيديو متداول على تويتر- أنه خلال مدة رئاسته للحكومة سعى لإقناع الإدارة الأميركية باستيراد الغاز المصري عبر الأردن وسوريا، من أجل تأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، كما أنه أجرى العديد من المناقشات مع الأردن لتذليل العقبات وإقناع الجانب الأميركي بخطوة استيراد الغاز المصري.
اقرأ أيضًا..
- مقال - هؤلاء لا يريدون تحمل مسؤولية أزمة الوقود في لبنان
- أزمة المحروقات في لبنان.. انقسام حول سفن الوقود الإيرانية
- مقال - كيف أدّى سوء إدارة قطاع الطاقة في لبنان إلى توقف محطتي كهرباء؟
- حوار - جيسيكا عُبيد: 3 مشكلات وراء أزمات الكهرباء بالشرق الأوسط.. وتجربة مصر تستحق الإشادة